«طلاق» ينتظر النطق بالحُكم بين تركيا والاتحاد الأوروبي

هل وصلت التباينات والاختلافات حول نقاط معيّنة حدّ الطلاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الأردوغانية؟ لا شكّ في أنّ الجواب على هذا السؤال يستدعي تتبّع التصريحات المتبادلة بين الناطقين بِاسم دول الاتحاد الأوروبي من جهة، والسلطان العثماني الجديد من جهة أخرى.

في هذا الصدد، تناولت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية موضوع سعي أردوغان إلى إقامة دولة شمولية، مشيرة إلى أن ذلك يعوق انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت الصحيفة إنّ عدد كبار ساسة أوروبا الذين يعلنون علناً ألا مكان لتركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان في الاتحاد الأوروبي يزداد. فقد انضم رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس إلى معسكر المتشائمين، الذين يشكون في رغبة أنقرة بالالتزام بالمبادئ الديمقراطية في إدارة الدولة.

ونقلت الصحيفة عن شولتس قوله: نحن نلاحظ أن تركيا برئاسة أردوغان تسير في طريق إقامة دولة الشخص الواحد. وأضاف شولتس أن الاتحاد الأوروبي مجبر على توضيح الأمر ببساطة لأردوغان: نحن لن نقبل باحتكار السلطة وجعلها بيد شخص واحد.

من ناحيته، صرّح يغيت بولوت، مستشار الرئيس التركي، في حديث أدلى به إلى قناة «تي آر تي» التلفزيونية التركية، بأن بلاده قد توقف الاتفاقيات الموقّعة مع الاتحاد الأوروبي كافة، ومن ضمنها اتفاقية الاتحاد الجمركي، إذا استمر الاتحاد الأوروبي في انتهاج سياسة الكيل بمكيالين في المحادثات مع أنقرة.

ونبقى في أوروبا، إذ نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية مقالاً عن معارضة رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية مقترح كييف إرسال بعثة مسلحة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى دونيتسك. وتقول الصحيفة إنّ رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية آلِكسندر زاخارتشينكو أعلن عن معارضته الشديدة مقترح سلطات كييف، إرسال بعثة مسلحة لمنظمة التعاون والأمن الأوروبي إلى دونيتسك. لكن هذا الرفض لم يمنع كييف من الإصرار على مقترحها، الذي له هدف عملي واحد ـ استمرار رفضها اتفاقيات مينسك.

ويقول زاخارتشينكو: أنا لا أتصوّر كيف يمكن وجود منظمة الأمن والتعاون الأوروبي مسلحة هنا. ممن ستحمي نفسها. من الدبابات؟ ليجربوا. قبل كل شيء، لا بد لحماية شخص يحمل مسدساً من شخص آخر يحمل بندقية. كما أنه لا بدّ من الدبابات بعد ذلك لحماية جمهورية دونيتسك الشعبية، وهذا عملياً هو تكرار لسيناريو يوغوسلافيا. ونحن لن نسمح به. وجميع أنواع الأسلحة التي سيجلبونها إلى هنا ستسلّم عند الحدود.

«تلغراف»: تنظيم «داعش» يحقق التقدّم الأكبر له خلال سنتين قرب الحدود التركية

نشرن صحيفة «تلغراف» البريطانية تقريراً أعدّته لوسيا لوفلاك من اسطنبول، يفرد مساحة واسعة للحديث عن تأثير الهجوم الذي شنّه تنظيم «داعش» شرق حلب ودفع آلاف السوريين إلى الهرب وترك منازلهم.

وتضيف لوفلاك أن الهجوم الذي يجري على ثلاثة محاور يهدّد بسيطرة التنظيم على المناطق التي تسيطر عليها فصائل «المعارضة السورية» غير الإسلامية في حلب شمال سورية.

وتشير إلى أن التقارير توضح أن 6 آلاف سوري هربوا إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد غرب حلب، بينما انضمّ آخرون إلى أكثر من 165 ألف نازح يقيمون في الحقول والأحراج المحاذية للحدود التركية المغلقة حالياً.

وتعتبر لوفلاك أن التنظيم بالسيطرة على أعزاز ومارع وسّع مناطق سيطرته المحاذية للحدود التركية بما يزيده قوة على أرض الواقع ويسمح لمقاتلية بتهديد معبر باب السلامة الحدودي بين سورية وتركيا، حيث يحتشد النازحون السوريون ويتوقع أن ينضمّ إليهم آخرون.

وتقول الكاتبة إن مقاتلي التنظيم اقتحموا مارع الجمعة الماضي وتمكّنوا من الوصول إلى المستشفى الرئيس وحاصروه قبل ان يتم إجبارهم على الانسحاب، غير أن الجميع يتوقعون عودتهم مرة أخرى.

وتنقل لوفلاك عن أحد العاملين في المستشفى قوله: نشعر بالخوف الشديد، فكلنا نعلم أنّ تنظيم «داعش» سيعود. مشيرة إلى أنّ مقاتلي التنظيم عادوا فعلاً بعد ساعات للقتال الذي استمرّ طوال ليلة السبت.

وتشير أيضاً إلى أن النشطاء والمتابعين يؤكدون أن مقاتلي «المعارضة» نجحوا في توسيع المنطقة العازلة حول أعزاز. مشيرين إلى أن التنظيم في الغالب يستخدم هذه الانسحابات التكتيكية لإرهاق قوات العدو قبل أن يقوم بهجوم مضاد يسيطر به على المناطق المحيطة بمجهود أقل.

«كومرسانت»: واشنطن تجاهد لاقتحام الرقة

اعتبرت صحيفة «كومرسانت» الروسية أن واشنطن صارت تزاحم موسكو في قتال «داعش» وأنها تحضّر لإطباق فكّي الكماشة على الرقة «عاصمة الخلافة» المزعومة قدوماً من الفلوجة شرقاً.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحاول تزامناً مع العملية الجوّية الروسية ضدّ الإرهابيين في سورية، انتزاع زمام المبادرة من موسكو في كفاح «داعش»، حيث كثّفت من عملها العسكري على المحورين العراقي والسوري مؤخراً.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما أعلنه ستيفن وورن الناطق بِاسم وزارة الدفاع الأميركية في بغداد حول شروع القوات العراقية في اجتياح الفلوجة مدعومة من تحالف واشنطن لتحرير الفلوجة التي لا تزال في قبضة «داعش» منذ 2014، وأن وجهة النشاط العسكري التالية للتحالف هي الرقة السورية معقل التنظيم.

وفي تحليل نشاط واشنطن العسكري المفاجئ هذا، اعتبرت الصحيفة الروسية أنه إذا ما استطاعت الولايات المتحدة بمعزل عن موسكو تحرير الفلوجة والرقة من «داعش»، فإن ذلك سيمثل منعطفاً حاسماً في مكافحة الإرهاب، وسيجعل واشنطن تحمل راية مقارعته من جديد في العالم.

ولفتت «كومرسانت» النظر في تعليقها إلى أن السيطرة على الفلوجة الواقعة على بعد 60 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد، وعلى محافظة الأنبار ذات الغالبية السنّية سيكون لها إذا ما تحققت، وقع كبير على الصعيدين الاستراتيجي والمعنوي.

وأفردت في تصريح الناطق الأميركي، إشارته إلى احتمال بدء «فصائل المعارضة السورية» زحفها إلى الرقة في أيّ لحظة، وتهرّبه من الإفصاح عن أي موعد لذلك، إن كان قبل رمضان أو في أعقابه، حيث قال: نريد أن يبقى العدو في حيرة من أمره، إذ أعلنوا مؤخراً ما سموه التعبئة العامة في الرقة.

وفي التعريج على الموقف الروسي تجاه المساعي الأميركية الرامية إلى اقتحام الرقة، أعادت «كومرسانت» إلى الأذهان ما صرح به ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط الذي اعتبر أن واشنطن بخططها الرامية لتحرير الرقة، إنما تتمنّع عن توحيد الجهود مع تحالف آخر لمكافحة الإرهاب في سورية تقوده موسكو، معرباً عن أمل بلاده في تعاون أوثق مع واشنطن في محاربة الإرهاب.

وبالعودة إلى الناطق بِاسم البنتاغون، أشارت الصحيفة الروسية إلى أنه اكتفى لدى التعليق على احتمال التعاون مع موسكو، بالقول إن العسكريين الأميركيين يعتزمون في الوقت الراهن عقد اجتماعات أسبوعية مع نظرائهم الروس لتنسيق تحليق طائرات البلدين الحربية في السماء السورية، لا سيما أن النشاط الجوي الروسي يقتصر بشكل رئيس على أجواء غرب سورية.

وفي تحليل الموقف الأميركي، لفتت «كومرسانت» إلى أن تدمر التي حرّرها الجيش السوري بدعم مباشر من الطيران الروسي، تشكل أهمية ثانوية بالنسبة إلى المدافعين عن «خلافة داعش»، وأنه من الأهمية بمكان بالنسبة إليهم الاحتفاظ «بعاصمتهم المزعومة» هناك حصنهم الأخير في المنطقة.

واعتبرت أن مساعي واشنطن للانقضاض على الفلوجة والرقة بمعزل عن مشاركة روسيا، قد يقلب جهود مكافحة الإرهاب وقتال «داعش» في سورية رأساً على عقب، لا سيما بعدما توسطت جهود موسكو على هذا الصعيد المساعي الدولية المبذولة لمكافحة «داعش»، ناهيك عن الانتقادات المتكرّرة التي ما انفك الجمهوريون يكيلونها للرئيس الأميركي باراك أوباما واتهامه بـ«عديم المبادرة».

وخلصت «كومرسانت» إلى أن نجاح القوات الأميركية في القضاء على «داعش» في سورية والعراق سوف يمنح الرئيس الأميركي فرصة شغل موقف متقدّم من جديد في المنطقة، وهو أمر يحظى بأهمية منقطعة النظير في عام الانتخابات الرئاسية الأميركية.

«روسيسكايا غازيتا»: حرب بالوكالة

نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية مقالاً عن معارضة رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية مقترح كييف إرسال بعثة مسلحة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى دونيتسك.

وجاء في المقال: أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية آلِكسندر زاخارتشينكو عن معارضته الشديدة مقترح سلطات كييف، إرسال بعثة مسلحة لمنظمة التعاون والأمن الأوروبي إلى دونيتسك. لكن هذا الرفض لم يمنع كييف من الإصرار على مقترحها، الذي له هدف عملي واحد ـ استمرار رفضها اتفاقيات مينسك.

يقول زاخارتشينكو: أنا لا أتصوّر كيف يمكن وجود منظمة الأمن والتعاون الأوروبي مسلحة هنا. ممن ستحمي نفسها. من الدبابات؟ ليجربوا. قبل كل شيء، لا بد لحماية شخص يحمل مسدساً من شخص آخر يحمل بندقية. كما أنه لا بدّ من الدبابات بعد ذلك لحماية جمهورية دونيتسك الشعبية، وهذا عملياً هو تكرار لسيناريو يوغوسلافيا. ونحن لن نسمح به. وجميع أنواع الأسلحة التي سيجلبونها إلى هنا ستسلّم عند الحدود.

إن رغبة سلطات أوكرانيا في جلب شرطة مسلحة من الخارج إلى أراضي جمهورية دونيتسك التي تعدُّها كييف تابعة لها، يفسرها ساسة أوكرانيا بعقلية الأطفال: ضمان المحافظة على الأمن لإجراء الانتخابات. ولا يقلق الرئيس بيترو بوروشينكو وجماعته أنهم بذلك يؤكدون عدم رغبتهم بوقف إطلاق النار إذ إن استفزازات القوات الأوكرانية من دون ذلك مستمرة، وترصدها فرق المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.

لذلك، ورغم الاتفاقيات، يستمر تظاهر كييف بعدم وجود دونيتسك ولوغانسك كطرفين للتسوية السلمية. والسلطات الأوكرانية لا تنوي مناقشة مسألة الشرطة الدولية معهما، وهي بذلك تنتهك بنود اتفاقيات مينسك، مؤكدة بذلك ما صرح به زاخارتشينكو عن سيناريو يوغوسلافيا.

تحاول كييف من دون خجل تحوير اتفاقات «رباعية نورماندي»، والقول وفق وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكين، إنها تسمح بنشر الألوف من عناصر الشرطة في الدونباس بصورة دائمة.

غير أن على بافل كليمكين وسيده بوروشينكو في الواقع أن يتذكّرا أن رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي هذه السنة هو الدبلوماسي الألماني فرانك فالتر شتاينماير. لذلك، فمن المشكوك به أن تكون لهذا السياسي رغبة في إرسال المئات من مواطني بلاده إلى شرق أوكرانيا، تلبية لرغبة بوروشينكو، الذي ليس بمستطاعه تنفيذ التزاماته الواردة في اتفاقات مينسك.

ولا شك في أن كييف تهدف من وراء الحديث عن بعثة الشرطة إلى تهيئة الأرضية اللازمة لرفض إجراء انتخابات في الدونباس. فقد عيّن الرئيس الأوكراني السكرتير العام السابق لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسين مستشاراً له من خارج الملاك. ويرى راسموسين أن مهماته الأساسية تكمن في تعزيز أمن أوكرانيا وتوطيد علاقات كييف بالاتحاد الأوروبي.

ويذكر أن سكرتير ناتو السابق هو من المناصرين المتحمسين لتوسيع الناتو باتجاه الشرق وتعزيز وجوده في أوروبا الشرقية قرب الحدود الروسية. وكان راسموسين قد حمَّل روسيا مسؤولية النزاع في الدونباس منذ بداية، و«تبييض» وجه كييف بكل السبل.

ومنذ عام 2015، يعمل راسموسين على تدعيم الاقتصاد الأميركي في أحد أكبر المصارف في العالم «غولدن ساكس غروب»، الذي وصفته مجلة «رولينغ ستون» عام 2008 بـ«الأخطبوط العملاق ـ مصاص الدماء، الذي تلتف أذرعه على البشرية جمعاء».

ولا شكّ في أن بوروشينكو سيحاول استخدام راسموسين كقناة لتوصيل المعلومات اللازمة إلى المسؤولين الأوروبيين الكبار ومسؤولي الناتو عما يجري في أوكرانيا. كما أنه ليس مستبعداً أن يكون وسيطاً لتنفيذ الخطط البعيدة المدى لرجال الأعمال الأميركيين في أوكرانيا ضمن إطار خصخصة ممتلكات الدولة.

«روسيسكايا غازيتا»: الأوروبيون يتّهمون أردوغان بإقامة دولة شمولية

تناولت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية موضوع سعي أردوغان إلى إقامة دولة شمولية، مشيرة إلى أن ذلك يعوق انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وجاء في المقال: يزداد عدد كبار ساسة أوروبا، الذين يعلنون علناً ألا مكان لتركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان في الاتحاد الأوروبي. فقد انضم رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس إلى معسكر المتشائمين، الذين يشكون في رغبة أنقرة بالالتزام بالمبادئ الديمقراطية في إدارة الدولة.

وقال يوم الثلاثاء الماضي: نحن نلاحظ أن تركيا برئاسة أردوغان تسير في طريق إقامة دولة الشخص الواحد. وأضاف شولتس أن الاتحاد الأوروبي مجبر على توضيح الأمر ببساطة لأردوغان: نحن لن نقبل باحتكار السلطة وجعلها بيد شخص واحد.

وخلال المحادثات، التي أجريت على هامش القمة العالمية للعمل الإنساني، التي عقدت في اسطنبول، وجّهت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل إنذاراً شديد اللهجة إلى أردوغان، بأن القيادة التركية ملزمة بتنفيذ المتطلبات الأوروبية لإلغاء تأشيرات السفر، وإلا فلن يتم إلغاء التأشيرات بين الاتحاد وتركيا، وقالت إن الطريق إلى إلغاء التأشيرات يمرّ عبر تنفيذ النقاط الـ72. وهي ليست جديدة. فقد سبق للاتحاد الأوروبي أن قدّمها عام 2013، والمطلوب تنفيذها جميعاً، لإلغاء التأشيرات.

ومع ذلك، فقبل ساعات من بدء المحادثات مع ميركل، أوضح المحيطون بأردوغان للأوروبيين أن موقف أنقرة في المحادثات سيكون متشدّداً جدّاً مع الاتحاد الأوروبي. أي أنّ الجانبين بمعنى آخر أعلنا عن انتهاء «شهر العسل» في علاقاتهما. وأنه ينبغي انتظار تصريحات أكثر صراحة وعاطفية، وأن الحرب الكلامية بين أنقرة وبروكسل قد انطلقت.

فقد صرّح يغيت بولوت، مستشار الرئيس التركي، في حديث أدلى به إلى قناة «تي آر تي» التلفزيونية التركية، بأن بلاده قد توقف الاتفاقيات الموقّعة مع الاتحاد الأوروبي كافة، ومن ضمنها اتفاقية الاتحاد الجمركي، إذا استمر الاتحاد الأوروبي في انتهاج سياسة الكيل بمكيالين في المحادثات مع أنقرة.

ويذكر أن المفوضية الأوروبية اقترحت على تركيا في بداية أيار الجاري إلغاء نظام تأشيرات السفر لمواطني تركيا، إذا ما نفذت أنقرة المتطلبات المتبقية حتى نهاية حزيران المقبل، والتي تتضمن اتخاذ إجراءات لمكافحة الفساد والتفاوض مع الشرطة الأوروبية «يوروبول» في شأن اتفاق تنفيذي معها، والتعاون القضائي مع الدول الأعضاء في الاتحاد كافة، وإعادة النظر في التشريعات القانونية الخاصة بمكافحة الإرهاب.

«فورين آفيرز»: الجزائر… إلى أين؟

تساءل الكاتب فرانسيكو سيرانو عمّا إذا كانت الجزائر تقترب من حافة الهاوية، وكتب في مقال نشرته مجلة «فورين آفيرز» الأميركية أن النظام الجزائري أثبت مرونة وسط الاضطرابات السياسية التي شكّلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2011.

وأشار سيرانو إلى أن الجزائر سبق أن شهدت فترات من الأزمات وحالات عدم الاستقرار على مدار العقود الخمسة الماضية، فبعد الحرب التي خاضتها لتحصل على استقلالها من فرنسا عام 1962، تأسّس نظام قام على الحزب الواحد والتسلط العسكري الذي لا يزال يهيمن على البلاد، وفقاً لتقدير الكاتب.

واستشهد بتصريح للمحامي الجزائري الناشط في مجال حقوق الإنسان علي يحيى عبد النور الذي قال ذات مرة: لقد حرّرنا الأرض، لكننا لم نحرّر الناس.

وقال الكاتب إن الجزائر لا تزال تُحكم من جانب مزيج مبهم من أفراد الجيش والأمن والنخب السياسية، وإن النظام لا يزال قائماً رغم علامات الضعف التي تعمّ النظام السياسي الأجوف برمّته، على حدّ تعبيره.

وأشار إلى أنه زار الجزائر في شباط الماضي عقب موافقة البرلمان على الدستور الجديد، وأنه لاحظ أجواء من السخط تعمّ الشوارع، في ظل تدنّي أسعار البترول وانخفاض قيمة صرف الدينار.

«لوس آنجلوس تايمز»: ساندرز إلى نزاع مع كلينتون حول «إسرائيل»

أوردت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية أن المرشّح المحتمل للحزب الديمقراطي بيرني ساندرز بدأ يدفع بحزبه نحو صراع برامجي في شأن الصراع العربي ـ «الإسرائيلي»، وهو ما سيضغط على هيلاري كلينتون للتعامل مع انقسام متزايد داخل الحزب.

وأشارت الصحيفة في تحليل لها إلى أن الحزب الديمقراطي الأميركي كان ـ ولمدة طويلة ـ مجمعاً على دعم «إسرائيل» وحكومتها، لكن هذ الإجماع بدأ يضعف خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح التقرير أنه وقبل أربع سنوات ظهر توتر بين الإدارة الأميركية و«إسرائيل»، وكذلك قلق وسط الديمقراطيين الليبراليين في شأن سياسات «إسرائيل» تجاه الفلسطينيين، إضافة إلى غضب الرئيس الأميركي باراك أوباما وكثيرين من الديمقراطيين السنة الماضية عندما خاطب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» مجلس النواب الأميركي وانتقد الصفقة النووية بين واشنطن وطهران.

وأضافت الصحيفة أن حجم الأضرار البشرية في العدوان «الإسرائيلي» على غزّة عام 2014 أبعد كثيرين من الليبراليين عن «إسرائيل»، لكن رغم هذه التوترات لا تفضّل هيلاري كلينتون ـ وكثيرون من قادة الحزب الديمقراطي ـ إظهار أيّ علامات على ضعف مساندة «إسرائيل».

وأشارت إلى أن ساندرز ـ اليهودي الذي قضى شهوراً من شبابه في بؤرة استيطانية «إسرائيلية» ـ تعبّر آراؤه عن أفكار اشتراكية داخل الصهيونية، وقد تحدّث عدّة مرات داعياً إلى معاملة «أكثر إنصافاً» للفلسطينيين.

وأورد التقرير أن ساندرز استخدم حقّه في تعيين جزء من عضوية لجنة البرامج والخطة في الحزب الديمقراطي، واختار رئيس منظمة عربية لحقوق الإنسان وهو جيمس زغبي الذي سبق أن اتهم «إسرائيل» بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية في عدوانها على غزة.

وأشار التقرير إلى أن ساندرز قال في مقابلة مع صحيفة «تايمز» البريطانية مؤخراً إنه مؤيد 100 في المئة لـ«حق إسرائيل في الوجود وحماية نفسها من الإرهاب»، لكنه يعتقد أن أميركا ـ ولمدّة طويلة ـ لم تحترم الشعب الفلسطيني كما يجب، مضيفاً أنه إذا كان للشرق الأوسط أن يتمتع بسلام دائم، فيجب معاملة الفلسطينيين باحترام وبحرص على كرامتهم.

ورفض مستشارو كلينتون مناقشة هذه القضية لحساسية أيّ خطوة ربما تثير التوتر مع مؤيدي ساندرز، لكن قادة حملتها الانتخابية اقترحوا في بيان أن تقاوم كلينتون أيّ تعديل على سياسة الحزب حتى لا تغضب مؤيّدي «إسرائيل» المتشدّدين داخله.

«واشنطن بوست»: أوباما يتجاهل إضرار نظام السيسي بأميركا

قال الكاتب جاكسون ديل في صحيفة «واشنطن بوست» أمس، إن الإدارة الأميركية تزوّد نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمساعدات عسكرية سخية من دون أيّ شروط، مقابل إثارة هذا النظام العداء لأميركا في مصر والمنطقة.

وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة سلّمت مصر هذا الشهر 762 مركبة عسكرية مضادة للألغام والكمائن مجاناً، إضافة إلى المعونة العسكرية التي تبلغ 1.3 مليار دولار هذه السنة، مشيراً إلى أن البيت الأبيض رفض اشتراط تحسين السجل البشع لمصر في شأن حقوق الإنسان.

وأضاف أن قادة مصر العسكريين يروّجون منذ 2013 لما يسمّونه «حرب الجيل الرابع»، التي شرحها السيسي نفسه أمام طلاب الكلية العسكرية المصرية بقوله: حشد قنوات الاتصال الحديثة وعلم النفس ووسائل الإعلام للتسبب في انقسام البلاد والإضرار بها من الداخل، وأن العدو في هذه الحرب هو الولايات المتحدة.

ومضى جاكسون ديل في تأكيده أن قادة مصر العسكريين يعنون ما يقولون في شأن عداء أميركا لبلادهم، وأورد أن كلّية ناصر العسكرية عرضت شرحاً لحرب الجيل الرابع أمام البرلمان المصري في آذار الماضي تضمّن حديثاً عن استراتيجية الدفاع المصرية وخطط الغرب لتقسيم الشرق الأوسط.

وذكر الكاتب أيضاً أن نظام السيسي أوقف المنظمات الأميركية العاملة في مصر، مثل «المعهد الجمهوري العالمي» و«فريدوم هاوس» عن العمل، وأن كتّاباً مؤيدين للنظام ـ ذكرهم بالأسماء ـ يروّجون أن معظم منظمات المجتمع المدني في مصر تعمل لإسقاط الدولة عبر حرب الجيل الرابع، ويقولون إن ثورة 2011 «مؤامرة أميركية»، ويسمّون «ثورات الربيع العربي» «ثورات الربيع اليهودي». وفسّر الكاتب حرب السيسي ضدّ منظمات المجتمع المدني والصحافيين والمفكرين والسياسيين الليبراليين بفكرته عن حرب الجيل الرابع التي تقودها الليبرالية الغربية بزعامة الولايات المتحدة.

وقال إن الدعم العسكري الأميركي لنظام السيسي يضرّ العلاقات الأميركية ـ المصرية، ويدمّر التوجّهات العلمانية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان داخل مصر، ويصوّر أميركا متآمرة ضدّ مصر ووحدتها.

ودعا الكاتب الإدارة الأميركية إلى إبلاغ قادة مصر العسكريين بأن الدعم العسكري الأميركي سيعتمد في المستقبل على خطاب من السيسي يذيعه عبر التلفزيون وقت الذروة، يؤكد فيه للمصريين أن أميركا لا تتآمر لتدمير مصر ولا علاقة لها بحرب الجيل الرابع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى