خبراء روس لـ«سانا»: العدوان التركي على سورية يشكّل انتهاكاً للسيادة السوريّة وللقانون الدولي

أكّد عدد من الخبراء والباحثين الروس أنّ العدوان التركي على الأراضي السورية في مدينة جرابلس في ريف حلب هو انتهاك للسيادة السوريّة ولقواعد القانون الدولي.

وفي هذا السياق، بيّن رئيس أكاديميّة القضايا الجيوسياسيّة الجنرال ليونيد إيفاشوف، أنّ توغّل القوات التركية في الأراضي السورية يُعدّ عملاً عدائيّاً، ومن الناحية الدبلوماسيّة يشكّل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنّ وجود تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية هو أيضاً انتهاك للقانون الدولي أعدّته تركيا.

وأشار إيفاشوف إلى أنّ الهدف الرئيسي للعدوان التركي هو إيجاد ممرّ للتنظيمات الإرهابية مثل «جبهة النصرة» وغيرها من التنظيمات المتحالفة مع النظام التركي، لتتمكّن من الدخول إلى هذه المناطق بعد أن انهارت قواها في ريف حلب نتيجة الضربات التي يوجّهها الجيش العربي السوري إليها يوميّاً.

وأكّد إيفاشوف أنّ النظام التركي يستبدل إرهابيّي «داعش» بإرهابيّي «جبهة النصرة» وغيرها من التنظيمات الإرهابيّة، كما أنّه يعلن عن محاربة تنظيمات إرهابيّة معيّنة بينما يقوم في واقع الأمر بمحاربة من يناضل ضدّ هؤلاء الإرهابيّين، مشيراً إلى أنّ رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان «بقي كما كان ولم يتغيّر، لأنّه يقول شيئا ويفعل شيئاً آخر تماماً».

ورأى نائب رئيس معهد رابطة الدول المستقلة فلاديمير يفسييف، أنّ تركيا لن تكون قادرة على تغيير سياستها بصورة حادّة في المنطقة، لأنّها دعمت لفترة طويلة وعلى مدى سنوات الإرهابيّين، وقدّمت المساعدات المختلفة لـ«جبهة النصرة» وغيرها من التنظيمات الإرهابيّة على الأرض السوريّة.

وقال يفسييف، إنّه «لا بُدّ أن تكون هناك تغييرات في السياسة التركيّة، وخصوصاً في العلاقات مع الدول الجارة لها على الأقل في الحدود الدنيا، نظراً لجملة المصالح المشتركة بينها»، معتبراً أنّ التحسّن في العلاقات الروسيّة التركيّة يقدّم إمكانات كبيرة لتسوية الأزمة في سورية تدريجيّاً.

بدوره، قال الرئيس المشارك للّجنة الروسية للتضامن مع الشعب العربي السوري أوليغ فومين، إنّ «أعداء سورية أخذوا يشعرون بحدوث انعطاف إيجابيّ لمصلحة الدولة السورية والشعب السوري، ولمصلحة إعادة السلام والاستقرار إلى مدينة حلب، لذلك بدؤوا يقومون بكلّ ما يمكن وما لا يمكن لتقويض هذا التقدّم الذي نشهده يوميّاً في هذا الاتجاه».

وأوضح فومين، أنّ الجيش العربي السوري بالتنسيق مع القوى الحليفة له يرسم معالم النصر في مدينة حلب.

ونوّه فومين ببطولات الجيش العربي السوري في تصدّيه للإرهابيين، وقال إنّ «مشاهد بطولات الجنود السوريّين في تصدّيهم للتنظيمات الإرهابيّة، وفي تطهيرهم تراب الوطن من دنس ورجس الإرهابيّين والمرتزقة لا تُعدّ ولاتحصى»، مؤكّداً أنّ توغّل القوات التركيّة في الأراضي السورية يشكّل عدواناً سافراً على دولة ذات سيادة، وسوف تتّضح أبعاد هذا العدوان ومراميه في الأيام القليلة القادمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى