عبد الخالق: نجح حزبنا في تجنيب هذه المنطقة ويلات الحرب فبقيت معقلاً للوحدة الوطنية وموئلاً للتفاعل الاجتماعي

لمناسبة الأول من آذار، عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده، أقامت مديرية رأس بيروت التابعة لمنفذية بيروت في الحزب السوري القومي الاجتماعي، حفل افتتاح لمكتبها الجديد بحضور رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، العمُد: صبحي ياغي، زياد معلوف، ميشال عبس، ميسون قربان، عضو المكتب السياسي منفذ عام بيروت بطرس سعادة، وعدد من أعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام منفذية الطلبة الجامعيين وسام سميا، مدير مديرية رأس بيروت سليم ميداني وأعضاء الهيئة، وعدد من فاعليات رأس بيروت الاقتصادية والاجتماعية والأهلية، وجمع من القوميين والمواطنين.

وبعد أن تمّ قصّ شريط الافتتاح، ألقيت كلمات في المناسبة، استهلّت بكلمة تعريف من وحي المناسبة ألقتها بسمة أبو صوف، ثمّ القت أماني شهاب كلمة المديرية وفيها قالت: من هنا، من رأس بيروت أطلق الزعيم قسمه في أول احتفال بالأول من آذار عام 1935، وكان ذلك في سكنه المتواضع، في كوخ الجنيناتي الكائن في مبنى الدكتور جورج الخوري المقدسي. الشاب أنطون سعاده، الطليق اللحية المتميّز في مسلكيته، المؤثر في شباب رأس بيروت وما يتميّزون به من رقيّ وثقافة.

اليوم نرحب بكم ونحن نفتتح مكتب مديرية رأس بيروت، بالتزامن مع احتفالنا بعيد مولد الزعيم، وقد أقسمنا اليمين بالتتفاعل مع قسمه، لكي نكمل درب النهضة، ومسيرة النضال، ونكون أمناء على مبادئ الحزب وغايته وأهدافه التي وضعها المعلّم، وأن نكون عاملين لرقيّ أمتنا وسيادتها وعزتها.

وقالت شهاب: إنّ مسؤوليتنا لكبيرة جداً أمام معطيات تاريخ حزبنا النضالي، وأمام ما قدّمه لنا الزعيم من فكر ونهج وقيم ومبادئ تشكل بكليتها عقيدتنا السورية القومية الاجتماعية. وإنّ هذه المسؤولية ليست محصورة فقط بالقوميين، بل هي مسؤولية شعبنا على امتداد الأمة، وبالتالي هي مسؤولية كلّ أهالي رأس بيروت، الذين نتفاعل معهم بالمحبة وبالحرص على تكوين النهج الاجتماعي الراقي الذي اختطه سعاده خلال وجوده هنا، وتأسيسه حزب الإنسان ـ المجتمع.

وتابعت: من هذا المكان نتحمّل مسؤولية مضاعفة وخصوصية، كي نكون ملحقين بمديرية رأس بيروت، لما لهذه البقعة الجغرافية البيروتية من ميزات، فهي المكان الذي احتضن زعيمنا وشهد أولى خطوات التأسيس، ومن ثم تأكيد التعاقد بين الزعيم وأمّته عبر تأديته قسم الزعامة في الأول من آذار1935.

كما أنّ هذه البقعة ذاتها شهدت على رصاصات الشهيد خالد علوان، التي طردت اليهود من العاصمة اللبنانية بيروت، وشكلت إيذاناً لهزيمته واندحاره من لبنان.

أضافت شهاب: نحن الذين نحمل في أنفسنا كلّ علم وكلّ فلسفة وكلّ فن، نحن الذين زرع فيهم سعاده مبادئ الحق والخير والجمال، نواجه اليوم أشدّ وأعتى ما يمكن أن يواجهه مجتمع إنساني في هذا الوجود من محاولات للتشويه والتخريب والدمار، واننا لمنتصرون، لأننا أصحاب الحق، ولأننا أصحاب الهوية، ولأننا عقدنا اليمين أن نقف نفوسنا على تحقيق مصلحة الأمة التي هي فوق كلّ مصلحة، ولأننا نؤمن أننا سوريون، وأننا أمة تامة، وهذه أمتنا الرائدة منذ ما قبل التاريخ الجليّ، وان من يحمل في وجدانه وشخصه هذه المبادئ والقيم لا يمكن لأحد أن يهزمه، لذلك كان زعيمنا واثقاً بنا، واننا نجدّد العهد بأنّ عزيمتنا لن تضعف، واننا ننتصر بدماء شهدائنا، هذه الدماء التي نكتب بها تاريخنا.

وختمت شهاب بالقول: إنّ هذا المنبر ليس لإطلاق الشعارات، ولا لرسم حالات من الأوهام، بل نحن من هنا نؤكد أننا نكرّس وسنكرّس كلّ جهد وكلّ ما أوتينا من طاقة وإمكانيات لتحقيق ما عقدنا العزم عليه، فنفوسنا عصية على الهزائم، ودروبنا كلها مفتوحة على الانتصارات.

ثمّ تحدث مدير المديرية سليم ميداني، فرحب بالحضور وأكد أن احياء عيد مولد سعاده، هو احياء للقيم المثلى والمبادىء المحيية، وان افتتاح مكتب للمديرية في هذه المناسبة، هو لتعزيز التواصل والتفاعل بين القوميين وأبناء رأس بيروت.

وأكد ميداني على بذل كل جهد في سبيل أن تبقى منطقة رأس بيروت، عنواناً للوحدة والاخاء القومي، وتسخير جهود القوميين في سبيل ازدهارها وتطورها.

كلمة رئيس المجلس الأعلى

وألقى رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق كلمة أكد فيها أنّ منطقة رأس بيروت شكلت عبر تاريخنا الحزبي مساحة وجدان وعشق لقضيتنا التي تساوي وجودنا، ففيها وبالتحديد بين مباني الجامعة الأميركية وأشجارها، قرّر سعاده تأسيس الحزب، فكانت البذرة الأولى والثانية وكان التأسيس.

ولأنها رأس بيروت مهد الحزب ونقطة انطلاقه، حرصنا طوال سنوات الحرب الأهلية على أن نحافظ عليها ونحفظها، فاحتضنّا أهلها الكرام واحتضنونا، فأبعدنا كأس التهجير والتشريد عن أبنائها، وبقيت هذه المنطقة نموذجاً للمواطنة الحقة، بعيدة عن الفرز الطائفي والمذهبي، وحفظت معالمها ومتاجرها وأسواقها، فبادلتنا المحبة والاحترام.

وحثّ عبد الخالق مديرية رأس بيروت على الاستمرار في النشاط المتميّز الذي تبذله، مؤكداً أنّ أولى واجبات المديرية الحفاظ على القيم والمبادئ التي نسير عليها لتبقى رأس بيروت معقلاً للوحدة وموئلاً للتفاعل الاجتماعي الراقي.

وشدّد على ضرورة أن يتحوّل مكتب المديرية الى خلية نحل لكلّ أشكال النشاطات الفكرية والثقافية والطلابية والاجتماعية.

وختم عبد الخالق مؤكداً أن الحفاظ على الوحدة وصون مناطقنا وحماية بلادنا هي من المهام الرئيسة، ولذلك وجب تعزيز ثقافة الوحدة وثقافة المواجهة وثقافة المقاومة ضد العدو اليهودي وضد الارهاب والتطرف الذي يرتكب الفظائع والجرائم بحق شعبنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى