كيف ستتعامل مصر مع الضغوط الخليجية والدعم الروسي؟

نيبال هنيدي

تغيرات في الرؤيا والسياسة السعودية والمصرية لمستقبل الشرق الأوسط بعد تبدل المناصب في البلدين كليهما.

وفي هذا الإطار، تزامن وجود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في السعودية مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعرض الملك سلمان على الرئيس التركي تحقيق ما سماه «السلام المنشود» مع مصر، بحسب ما ذكرت صحيفة «حريت ديلى نيوز» التركية.

ما هو مستقبل علاقات المثلث التركي المصري السعودي؟ في ظل التشابك بين المصالح المشتركة حيناً والأخطار التي تهدد الدول الثلاث أحياناً أخرى، ولا سيما بعد بلورة محددات السياسة السعودية خلال اجتماع مصغر لصناعة القرار في المملكة، أعقب زيارات لبعض المسؤولين السعوديين للولايات المتحدة، ولقاءات أوروبية وخليجية وعربية.

فهل تزامن وجود السيسي وأردوغان في السعودية مجرد صدفة وليس ترتيبات لمصالحة؟ زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية ربما تفتح باب التساؤلات حول إمكان حدوث مصالحة بين القاهرة وأنقرة برعاية الملك سلمان، فيما صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية المصرية، بأن زيارة الرئيس للمملكة تعد الأولى بعد تولي الملك سلمان سدة الحكم، وتهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية.

فهل تسعى السعودية إلى إقناع مصر بعد هذه الزيارة بتسوية أوضاع جماعة الإخوان المسلمين؟ خصوصاً بعد تصريحات أردوغان أن مصر دولة محورية مؤكداً دورها في تحقيق الاستقرار بالمنطقة وأن الملك سلمان طلب إعادة العلاقات معها.

موقع «روسيا اليوم»، نقل عن مصادر دبلوماسية غربية أن «الإدارة الأميركية أبلغت القاهرة وعدداً من الأنظمة الخليجية الداعمة لها أنها لا تعتبر الإخوان بأي حال مثل داعش». وأوضحت المصادر أن الإدارة الأميركية تعتقد أن استمرار الإجراءات التي تتخذها الدولة المصرية ضد الإخوان «غير مبرر، ولن يقود إلى حل، بل سيزيد الأمور تعقيداً».

وبعد أن قضت محكمة النقض بقبول الطعون المقدمة من 36 متهماً من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، من بينهم مرشد الجماعة محمد بديع، على الأحكام الصادرة بحقهم، هل كان هذا بداية للتأثير السعودي التركي في موقف مصر من تلك الجماعة؟

وفي المقلب الآخر، تزامن كل هذا مع توقيع مصر وروسيا بروتوكولاً للتعاون العسكري واتفاقاً حول تشكيل لجنة روسية مصرية مشتركة خصوصاً بالتعاون العسكري التقني.

وأشار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى أن المهمة الرئيسية الآن تتمثل في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال القمة الروسية المصرية في القاهرة في شباط الماضي، والتي سمحت بوضع أساس قانوني لتنظيم التعاون الثنائي بين البلدين.

وفي هذا الإطار، بحث أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف مع الرئيس المصري سبل تفعيل التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الدولية التي باتت تهدد السلم والاستقرار الدوليين.

ولكن يبقى السؤال الأهم، هل سيتطيع الرئيس السيسي إلى لعب دور مصري في تسويات في المنطقة وخصوصاً في سورية؟

مصر وبالتنسيق الكامل مع روسيا ترعى حواراً «غير مشروط» بين الحكومة والمعارضة السورية في محاولة للمشاركة الإيجابية بحل سياسي للأزمة. على نقيض الموقف المصري، شاركت السعودية في تحالف واشنطن وما زالت متطرفة في مواقفها من النظام في سورية، أما في اليمن فيبدو التناقض في المواقف المصرية السعودية حيث أغلقت السعودية ودولٌ أخرى سفاراتها في صنعاء في محاولة منها لفرض عزلة دولية على أنصار الله، فيما يلتقي سفير مصر الجديد وفداً من أنصار الله يؤكد أنه آن الأوان لإقامة شراكة استراتيجية بين مصر واليمن.

كل ما سبق دليل على محاولة سعودية لاستقطاب مصر عن طريق المساعدات المالية والتي تحدثت عنه السعودية أخيراً على أنها لن تكون هبة أو شيكاً على بياض، بحسب ما ورد في مقالة للكاتب السعودي خالد الدخيل في جريدة الحياة.

روسيا حذرت مصر مما تحيكه واشنطن تجاهها ولا بد لمصر أن تعيد رسم أولويات تحالفاتها من جديد لمواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى