«ائتلاف الدوحة» يحاول السخرية من السوريين!

جمال العفلق

ما يسمى بائتلاف الدوحة يحاول السخرية من السوريين!

إنه الائتلاف من جديد المصنوع في الدوحة وفق أوامر وتعليمات محددة وصيغة بيان كتب في أروقة مكاتب قناة «الجزيرة»، ثم أخذ للمجتمعين صورة تذكارية، وقيل لهم عودوا إلى الفنادق التي أتيتم منها و«الباقي علينا». وبقي الدور السياسي لما يسمى ائتلاف الدوحة مقتصراً على البيانات التي يطلب إليه أن يدلي بها أمام وسائل إعلام محددة وفي أوقات يتم اختيارها من قبل المشغلين. ومن يتابع بيانات الائتلاف منذ نشأته وحتى الساعة، يدرك أن هذا الائتلاف لا يمت للشعب السوري بصلة، بل لا نبالغ اليوم إذا قلنا إنه من أشد المعادين للشعب السوري لسبب واحد، كون أعضاء هذا الائتلاف يحملون ومع كل أسف الجنسية السورية.

ولكن اللاعبين الإقليميين أرادوا تصوير هذه المجموعة على أنها تمثل الشعب السوري بأطيافة كلها، وهي بحقيقة الأمر تمثل الجماعات الإرهابية من السوريين وغير السوريين، وتدعي هذه المجموعة أن ليس لها أي صلة مع الإرهاب في وقت تثبت فيه الأحداث أنها غارقة ومؤيدة لكل الأعمال والجرائم التي أجريت بحق سورية وجيشها وشعبها، بل وصلت إلى مرحلة تسميتها انتصارات ونسبتها لها. وفي وقت كانت المعارك تحاصر مرتزقتها، كانت تخرج ببيانات مغلفة بالعبارات الإنسانية متباكية على قصف الجيش للمواقع التي يوجد فيها المرتزقة بحجة أنهم مدنيون أبرياء كما حدث أخيراً في القلمون.

فطالما طالب هذا الائتلاف بتدخل دولي وطالما أكد طلبه عبر تركيا بإنشاء مناطق عازلة ليتمكن طبعاً من يدعم المرتزقة من الدول الإقليمية من إيجاد مكان له على الأرض السورية، لتصبح مقر انطلاق عمليات الإرهابيين. والائتلاف الذي يعيش في ظل الحكومة التركية وبدعم وتمويل عربي لم يتحدث في يوم من الأيام عن تورط أردوغان في الحرب على سورية، ولم يتحدث هذا الائتلاف عن التسهيلات التي يقدمها أردوغان لعصابة «داعش» التي تبيع النفط السوري عبر تركيا ولتركيا كذلك وبأبخس الأثمان.

تاريخ هذا الائتلاف ليس فيه من الوطنية أو الانتماء لسورية أي شيء. هو مجرد أوراق لعب تنام في فنادق تركيا وتتسلم رواتبها مع نهاية كل شهر ويسمح لأعضائه ببعض الاستثمارات اللاأخلاقية، ومنها عمليات الإتجار بالبشر، حيث مكاتب أعضاء هذا الائتلاف منتشرة في تركيا وتقوم ببيع الأحلام الوهمية للشباب السوري لتشريده في دول العالم.

واليوم أصدر هذا الائتلاف بياناً غريباً بعنوانه ومضمونه وتوقيته، وأقتبس منه: «أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة رفض الائتلاف الكامل لأي طرح أو مساومة أو تفريط يمسّ بإرادة الشعب السوري المتمسك بشكل حاسم ونهائي بوحدة وسلامة سورية أرضاً وشعباً». وقال مروة: «لن نقبل من أي أحد أن يقوم باستغلال نضال السوريين الرامي إلى إسقاط نظام الاستبداد والإجرام من أجل تمرير مخططات تقسيم سورية باعتبار ذلك متناقضاً مع روح الثورة وتطلعاتها في الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية حرة يتساوى فيها المواطنون أمام القانون بغضّ النظر عن أي معيار». وأكد مروة أنّ «الائتلاف الوطني وفصائل الثورة يقفون ضد أي مشروع يمسّ بوحدة سورية تحت أي مبرّر أو تسمية أو ادّعاء»، انتهى الأقتباس.

بهذه العبارات الساخرة خرج الائتلاف ببيانه، وهنا نكتشف مدى السخرية التي يعيشها الائتلاف وكم هو غارق باعتقاده أنه قادر على تضليل الشعب السوري. فبعد سنوات من طلب التدخل الدولي العسكري ومناشدات وبيانات تدعو إلى قصف الشعب السوري، ومنها ما وصل إلى طلب التدخل البري ومنها ما أشاد بدخول جنود أردوغان الى الأراضي السورية، وأفضلها طلب وضع سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وبعد هذا كله يخرج الائتلاف علينا مدعياًَ أنه ضدّ التقسيم، بل يزيد عليه أنه يمثل نضال السوريينّ نضال السوريين ضد الجماعات الإرهابية ونضال السوريين ضد قطعان المرتزقة والمجرمين ونضال السوريين ضد الحصار الظالم الذي أقرته الدول العربية والغربية على حد سواء ونضال السوريين ضد التمدد الصهيوني وعصاباته. هذا هو نضال السوريين، فهل يعتقد أعضاء هذا الائتلاف أن الشعب السوري يصدق بيانهم هذا؟ وهل يصدق عاقل في العالم أن من يخون وطنه يمكن أن يكون مدافعاً عنه؟ إنها واحدة من المسرحيات الهزلية التي لطالما مارسها أعداء سورية والمنفذون للمشروع الصهيوني، هذا البيان بسطوره القليلة يعبر عن مدى انفصال هؤلاء عن الواقع وغرقهم بخدمة أسيادهم. فليس هذا البيان هو من سيحمي سورية من التقسيم ولا يعتقد أحد أن الأوطان تحميها هذه البيانات، إنما هناك جيش ومقاومة وشعب يقاتلون ليل نهار من أجل تحرير سورية من قطعان المرتزقة، ولدينا قوافل الشهداء التي سطرت أروع البطولات في هذه الحرب الكونية التي تديرها الصهيونية في العلن، ولم يعد هناك أي سرية في إعلان الأهداف.

إننا اليوم كوطنيين في سورية ولبنان والعراق، نعلم تماماً أن مقاومة المشروع الصهيوني هو واجب أخلاقي ووطني لا مساومة عليه، وإن محاولة الائتلاف التسلق على تضحياتنا هو عمل أقل ما يقال فيه إنه غير أخلاقي بالمطلق ولا يمت للوطنية بصلة. وقد اخترناها حرباً مفتوحة ولتكن كذلك الى يوم إعلان النصر الوطني لشعوب المنطقة التي دفعت الكثير بسبب من يدعون أنهم يعملون من أجلها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى