شبح 1982 يخيّم على نهائي كوبا أميركا بين تشيلي والأرجنتين

يجمع نهائي كوبا أميركا 2015 فريقين كانا من أكبر المرشحين على الورق للتتويج باللقب. حيث يصل منتخب البلد المضيف تشيلي في أفضل أحواله وبمعنويات مرتفعة ليحاول محو الإحباطات المتكررة ويرفع هذه الكأس للمرّة الأولى. أمّا منتخب الأرجنتين الذي يعجّ بالنجوم، فبعد استعراضه للعب الجميل والأهداف في الدور قبل النهائي ضدّ باراغواي، يسعى للتتويج باللقب بعد أكثر من عقدين من الغياب. كما أن هذه المواجهة الأميركية الجنوبية التاريخية ستمنح جائزة التأهل للمشاركة في كأس القارات روسيا 2017 FIFA.

في الخلاف بين الأرجنتين وتشيلي عداوة جغرافية سياسية وتراشق بين الجنرالات وفي مرحلة اقتربتا من حرب بينما تبادلتا اتهامات بالخيانة والتعالي. الآن دخل البلدان في حديث جاد، فبينهما ستدور اليوم المباراة النهائية لكأس كوبا أميركا لكرة القدم.

وستتقارع الجارتان السبت على اللقب القاري لأميركا الجنوبية الذي لا يفوقه أهمية في القارة المتيمة بكرة القدم سوى كأس العالم، وربما لن تجد أحداً أكثر رغبة في الفوز باللقب منه في تشيلي والأرجنتين.

فبالنسبة لتشيلي البلد المضيف سيكون هذا لقبها الأول في البطولة، أمام الأرجنتين فلديها سجل هائل لكنها على رغم وصولها لنهائي كأس العالم العام الماضي لم تحرز أي لقب كبير منذ 22 سنة.

ولكوبا أميركا تاريخ جيد بالقليل من العنف بين المشجعين، واحترم المشجعون حملة لمنع إطلاق الصافرات أثناء عزف السلام الوطني للمنتخبات المنافسة.

لكن الآن ستلعب تشيلي في النهائي مع الأرجنتين وهناك مؤشّرات على بداية تراجع لهذا الاحترام.

وتعود العداوة بينهما للسبعينيات من القرن الماضي حين سيطر حكم عسكري في كلي البلدين واقتربتا من الحرب بسبب نزاع حدودي، وبعدها في 1982 حين خاضت الأرجنتين حرباً ضد بريطانيا بسبب جزر فوكلاند دعمت تشيلي البريطانيين.

ولم تنس الأرجنتين ذلك الموقف ولم تسامح فيه، والشهر الماضي قال نجم كرة القدم الأرجنتينية السابقة دييغو مارادونا في مقابلة تلفزيونية إن التشيليين «باعونا».

ويصف مشجعو الأرجنتين البلد المضيف تشيلي بأنهم «خونة» ويهتفون بأغنية تقول كلماتها: «مهما مرت السنوات لن ننسى لأنك خائن… اتخذ من السماء غطاء ودع الإنكليز يساعدونك على السباحة».

وفي كونسبسيون التي ضربها زلزال مدمر في 2010 لم يكن لتلك الكلمات صدى جيد وفي مباراة قبل النهائي للأرجنتين الثلاثاء الماضي أطلق مشجعو تشيلي من المدرجات صافرات استهجان أثناء عزف السلام الوطني للأرجنتين.

وفي شوارع سانتياغو وبوينس أيرس يقول أبناء البلدين إن المواجهة فيها ما يتجاوز كرة القدم.

وقالت بائعة تشيلية اسمها كارمن غلوريا: «أعتقد أن الأمر فريد من الناحية النفسية أن نلعب ضد الأرجنتين لأننا بلدان جاران وعلى رغم ذلك تختلف طباعنا، الأمر أشبه بمواجهة الأخ الكبير الشرير».

وخشية ردّ فعل عنيف أياً كانت النتيجة السبت كثفت الشرطة خططها، واعتاد المشجعون التشيليون الصخب بعد الفوز أو الهزيمة على حدٍّ سواء بينما يعد المشاغبون من المشجعين الأرجنتيين بين الأكثر شراسة في القارة. وحثّ السياسيون واللاعبون الجميع على الهدوء.

وقال خافيير ماسكيرانو لاعب وسط الأرجنتين بعد مباراة الثلاثاء: «أتمنى أن يفهم الناس أن كرة القدم مجرد لعبة، لسنا في حرب». وأضاف: «نحن بلدان شقيقان وعلينا احترام بعضنا البعض».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى