المرصد

المرصد

الملل يتسلّل إلى القنوات اللبنانية بعد رمضان

هنادي عيسى

لا شكّ أنّ المحطات التلفزيونية اللبنانية تعيش أزمة مادية قاسية، بدت ملامحها تتّضح من خلال الاستغناء عن مجموعة من الموظّفين في المؤسّسات المرئية كلّها، وذلك لتفادي الانهيار الكبير. لكنّ هذا لا يمنع أنّ إدارة الإنتاج في كلّ محطة، تسعى إلى شراء حقوق أهمّ المسلسلات الدرامية، وإنتاح البرامج لعرضها خلال رمضان، الذي يستقطب نسبة مشاهدة عالية، خصوصاً أنّ الناس يتواجدون خلال هذا الشهر في منازلهم بعد الإفطار.

وبالتأكيد، إنّ المبالغ التي تُدفع مقابل حقوق عرض هذه الأعمال طوال الشهر عالية جداً. إنما ما يثير الاستغراب، أنه ولمجرد انتهاء رمضان، تبدأ الشاشات اللبنانية بعرض أعمال قديمة أكل عليها الدهر وشرب. سواء مسلسلات أو حلقات من برامجها التي كانت تعرض قبل شهر الذروة.

هذه الإعادات تصيب المشاهد بالملل، وتجعله لا يكترث لكلّ ما يُعرض على المحطات المحلية، إلا لنشرات الأخبار، وبعد ذلك ينتقل إلى القنوات العربية والأجنبية المتاحة للجميع.

على رغم أنّ مسألة الإعادة تطاول معظم المحطات العربية، إلّا أنّ المشاهد اللبناني يرى فيها فرصةً لمتابعة مسلسل لم يتسنّ له أن يشاهده خلال رمضان نتيجة الكمّ الهائل من المسلسلات التي تُعرض في شهر واحد. وربما يجد في ذلك فرصة لمشاهدة برنامج فاته. لذا، ينبغي على المحطات اللبنانية أن تعي هذه المسألة جيداً، لأنها طوال شهرين، تخسر مشاهديها نتيجة الإهمال وضيق اليد والعين!