اقطعوا يد أردوغان شمالاً وخلّي العيون صاحية جنوباً…!

محمد صادق الحسيني

لأنّ انتصارنا في حلب من الوزن الثقيل، ولأنّ هزيمة أميركا وأذنابها أمامنا خلّفت إحباطات كبيرة في صفوف معسكر العدو…

ولأنّ انتصار حلب شتّت شملهم وأطاح بأحلامهم وجعلنا نُهلك ملوكاً ونستخلف آخرين…!

ولأنّ أميركا المتجرّعة كأس السمّ على بوابات حواضرنا قرّرت الهجرة باتجاه البحر الأصفر لمواجهة التنين الصيني…

لذلك فإنّ أردوغان وسلمان وعبدالله ونتن ياهو باتوا أيتاماً وقرّروا تشكيل اتحاد ثكالى المقهور…

فإنّ الأنظار ستتجه بقوة الى تفعيل غرفة الموك من جديد، مع سعي دؤوب لإطلاق يد حرامي حلب ليعبث في الشمال السوري من دون حسيب أو رقيب الى حين ترتيب واشنطن أوراقها الدولية خلال الشهور الستة المقبلة…

وعليه نسجل ما يلي:

نؤكد على دقة معلومات غرفة عمليات حلفاء سورية في ما يتعلق باستعدادات الجماعات المسلحة لشن هجوم واسع على طول جبهات الأحياء الغربية لحلب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

كما نؤكد على أنّ كلّ تلك الحشود والاستعدادات تجري تحت إشراف ضباط عمليات أتراك موجودين في مناطق شمال وجنوب غرب حلب وفي إدلب وأريافها كافة…

وإنّ هدف أردوغان من وراء تحركات جيشه كلها، بالإضافة الى تحركات حذاءَي الناتو، داعش وجبهة النصرة، في جبهات حلب هو تحقيق تغيير ميداني كبير لصالح تركيا، وبالتالي لصالح الولايات المتحدة والناتو قبل انطلاق محادثات أستانة.

أما بخصوص ما توقعه من غرفة عمليات الموك الأردنية فنقول:

أولاً: إنّ تصريحات المدعو محمود فريحات، رئيس أركان جيش النظام الأردني الأخيرة، على قناة «بي بي سي» المثيرة للفتنة المذهبية والمتناقضة يجب التوقف عندها في هذه اللحظة التاريخية…!

ثانياً: فهو وإنْ كان قد حذّر من خطر قوات «خالد بن الوليد» وما يحويه مخيما الحدلات والركبان من جهة، لكنه من الجهة الأخرى ركز على «قلق» النظام الأردني من الخطر الإيراني…!

وهي تصريحات:

– تتوافق مع تصريحات وزير خارجية آل سعود، عادل الجبير، حول الموضوع نفسه قبله بأيام…

– إنّ تصريحات مثل هذه صادرة عن المنصب العسكري الأعلى في الأردن، والذي كان قبل توليه هذا المنصب رئيس أركان الجيش الأردني برتبة منصب «قائد لواء الشمال» في جيش النظام الأردني.

يعني أنّ ما صدر عن الرجل من فحيح ما هو إلا إعلان عن أمر العمليات الذي صدر إليه من غرفة عمليات الموك في عمان يعني من المعلم الأميركي .

أيّ أنه سيتبع هذا الإعلان بأوامر عمليات لمرتزقته على الحدود الشمالية للأردن مع سورية، وكذلك لوحدات جيشه هناك بتسعير التحرك في جنوب سورية ضدّ الجيش العربي السوري والقوات الحليفة.

ثالثاً: تجب ملاحظة انّ هذه التصريحات تندرج في إطار التنسيق الدائم والشامل بين الأردن و«إسرائيل» والولايات المتحدة في العمل المشترك ضدّ دول محور المقاومة.

هذا في الإطار العام، أما في تفاصيل أمر العمليات الأميركي الجديد، فإنه يعني ما يلي:

– نقل جهود الإمداد والتسليح والتمويل للجماعات المسلحة الرئيسية في الجنوب السوري الى أجهزة النظام الأردني، بالتعاون مع «إسرائيل».

– تتمّ تغطية كافة الاحتياجات المالية من خلال نظام آل سعود.

– يلتزم النظام الأردني بتوسيع التنسيق مع وحدات القوات الخاصة «الإسرائيلية» التي تقدّم الدعم لعصابات داعش في جبهة/ دير الزور/ السخنة/ تدمر/.

رابعاً: وهنا يجب الانتباه الشديد إلى الجوهر الاستراتيجي للدور الذي أعلن عن إسناده للأردن، من خلال التصريحات المشار إليها أعلاه.

ايّ زيادة دعم العصابات المسلحة في جنوب سورية، عبر شمال الأردن، وزيادة دعم الجماعات نفسها أخواتها في البادية السورية عبر البوابة الاردنية الشرقية في المفرق/ التنف…

خامساً: يكمن الجوهر الاستراتيجي لأمر العمليات المذكور أعلاه في أنه يهدف إلى:

– إعادة تفعيل جبهات الجنوب بشكل يصل الى إعادة تهديد دمشق، كما كان ذلك قبل سنتين. طبعاً حلم إبليس في الجنة .

– استكمال اندفاعة عصابات داعش في جبهة تدمر/ حمص/ بهدف العودة الى القلمون الشرقي أملاً في تهديد خاصرة دمشق الشمالية الغربية. كذلك في هذه الحالة حلم إبليس في الجنة .

سادساً: بناء على كلّ ما تقدّم، فإنّ الحيطة والحذر الشديدين هما ما يجب اتخاذهما في مواجهة هذا المخطط وعلى الرغم من قناعتنا بأن لا مجال إطلاقاً لنجاحهم في تحقيق ذلك، إلا أنّ أحد أهمّ أسباب إفشال هذا المخطط هو الحذر الشديد.

سابعاً: ينبغي الطلب من الصديق الروسي بأن يضغط على صديقيه الإقليميّين، الأردن و«إسرائيل»، بوقف مؤامراتهم الجديدة على سورية وإيران وحزب الله، واعتبار ذلك خطاً أحمر…

كما أنّ على صديقنا الروسي إذا ما كان مهتماً فعلاً بإنجاح محادثات أستانة أن يُسكت الناعق التركي، وإلا فإنّ مصير أستانة مهدّد بالفشل قطعاً…

يكفينا تلاعباً بدماء أهلنا في سورية على يد العقرب التركي…

ولما كنا نحن الذين انتصرنا في حلب، وهو أمر محتوم وقطعي…

وإذا كان لا بدّ من توظيف هذا الانتصار الميداني في السياسة، وهو أمر عقلاني ومطلوب أيضاً، فلا بد للتركي المشغل لقطّاع الطرق المتعدّدي الأسماء أن يغلق حدوده وكذلك فمه…

الأمر لنا، ولن نسمح لأحد بالتمادي على رجال الله…

وإذا ما «عجبو للتركي راح نضطر نقول له»:

خلّي أستانة تلحق بجنيف، لأنّ الحلّ الوحيد الناجح والمنطقي والناجع أصلاً، هو عندما يكون اجتماع السوريين بكلّ أطيافهم في دمشق، وفي دمشق وحدها، والذي لا يعجبه ذلك «يروح يشرب من البحر الميت»…!

بعدنا طيبين قولوا الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى