الكونغرس الأميركي يدرس فرض عقوبات جديدة ضد روسيا

في سعيها لتعطيل انطلاقة عهد الرئيس الاميركي المنتخب، دونالد ترامب ومنعه من تحسين العلاقات مع موسكو، من المتوقع أن يقدم عدد من السيناتورات الديمقراطيين والجمهوريين مشروعا في الكونغرس الأميركي، لفرض عقوبات جديدة ضد روسيا، على خلفية أزمتي سورية وأوكرانيا والقرصنة الإلكترونية. على عكس مواقف أوروبية، كالتي أعلنها رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني، أمس، من أنه سيحاول في هذا العام، خلال رئاسة بلاده لمجموعة السبعة، تحقيق الاستقرار في العلاقات مع روسيا. وكذلك، موقف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، عن اعتقاده بعدم وجود أي جدوى لمواصلة عملية « شيطنة» روسيا.

وذكرت وكالة «رويترز» أن السيناتور الجمهوري جون ماكين والديمقراطيين بين كاردين وروبرت مينينديز، سيقدمون المشروع في وقت لاحق أمس، الثلاثاء. ومن المتوقع أن ينضم إليهم عدد من السيناتورات الآخرين بينهم ديمقراطيون وجمهوريون.

وأوضحت الوكالة التي اطلعت على ملخص المشروع، أن الاقتراح ينص على فرض عقوبات تتمثل في منع الدخول إلى الولايات المتحدة وتجميد الأرصدة، على «أشخاص تورطوا في أنشطة خطيرة تزعزع الأمن الإلكتروني، أو البنية التحتية العامة أو الخاصة، أو المؤسسات الديمقراطية». وكذلك، على أشخاص يساعدون في تنفيذ مثل هذه الأنشطة.

كما من شأن هذا المشروع، أن يهدد بفرض عقوبات على الأطراف المتعاونة مع مؤسسات الدفاع والاستطلاع في روسيا. وهو أمر قد يطال بعض الشركات العالمية التي لها مشاريع في روسيا. بالإضافة إلى ذلك، يقترح السيناتورات دمج العقوبات الأخيرة التي فرضها الرئيس الأميركي بارك أوباما، ضد روسيا الشهر الماضي، إلى القانون نفسه.

ويتضمن مشروع القانون، فرض عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية أزمتي أوكرانيا وسورية، بما في ذلك شرعنة العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما، عن طريق أوامر تنفيذية. كما ينص المشروع على فرض عقوبات لمنع استثمارات قدرها 20 مليون دولار في قطاع النفط والغاز بروسيا.

ومن اللافت، أن السيناتورات ينوون طرح هذا المشروع قبل يوم من جلسة ستعقدها لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ، للموافقة على ترشيح ريكس تيلرسون، الرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل»، لمنصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وسبق لتيلرسون أن تعرض لانتقادات شديدة اللهجة من قبل الكونغرس، بسبب مشاريع شركته في روسيا.

في سياق آخر، استلمت إيطاليا في بداية العام الحالي، رئاسة مجموعة الدول السبع G7 وهي تعتزم استخدام ذلك من أجل تطبيع واستقرار العلاقات مع روسيا. هذا ما أعلنه رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني، يوم أمس، بعد لقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال: «سنحاول في هذا العام، خلال رئاستنا لمجموعة السبعة، تحقيق الاستقرار في العلاقات مع روسيا، مع عدم التراجع عن مبادئنا. ولكننا نعتقد أنه من المهم عدم العودة إلى منطق الحرب الباردة».

وقدر جينتيلوني عاليا، جهود فرنسا وألمانيا في عمل «رباعية النورماندي» الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية وتطبيق اتفاقيات مينسك.

وستعقد قمة رؤساء دول وحكومات الدول الصناعية السبع الولايات المتحدة، كندا، اليابان، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا وبريطانيا برئاسة إيطاليا في نهاية أيار المقبل، في تاورمينا جزيرة صقلية . وستكون هذه اول مشاركة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في مثل هذه الفعاليات. وكذلك، أول مشاركة لرئيس فرنسا الجديد، الذي سيتم انتخابه في الربيع المقبل.

في السياق نفسه، أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن اعتقاده بعدم وجود أي جدوى لمواصلة عملية « شيطنة» روسيا لاحقا. وقال في كلمة في البرلمان البريطاني، حيث عرض نتائج زيارته إلى الولايات المتحدة: «سيكون ضربا من الغباء من جانبنا، مواصلة شيطنة روسيا ومحاولة حشرها في الزاوية».

تجدر الإشارة إلى أن بوريس جونسون، كان توجه يوم الأحد الماضي إلى نيويورك، للقاء مع الأعضاء الرئيسيين في فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وقال مصدر في الخارجية البريطانية، إن الوزير جونسون ألتقى مع المستشارين المقربين من الرئيس الأميركي الجديد ومع مجموعة من الأعضاء المعروفين في الكونغرس الأميركي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى