نصرالله يتوعّد قادة «إسرائيل» باستهداف مفاعل ديمونا: إذا أقدمتم على أيّ حرب فستُفاجأون بما نخفيه وسنغيِّر مسار المواجهة

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنّ «ما تمثّله المقاومة من قوة، والاحتضان الشعبي لها إلى جانب الجيش والموقف الأخير الثابت والرّاسخ لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون» هي عومل ردع لـ«إسرائيل»، واضعاً الحديث عن حرب «إسرائيليّة» ثالثة على لبنان في إطار الحرب النفسية، وإذ دعا العدو إلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي، توجّه إلى قادة «إسرائيل»: «إذا أقدمتم على أيّ حرب فستُفاجأون بما نخفيه، إذ سيغيّر مسار المواجهة». وأكّد أنّ «داعش» سعودية المنشأ، وأنّ الصانع الحقيقي للتنظيم كان أميركا والسعودية، إلّا أنّ السحر انقلب اليوم على الساحر.

كلام السيد نصرالله جاء في كلمة له عبر الشاشة خلال إحياء ذكرى القادة الشهداء السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وعماد مغنية، بحفل تحت شعار «سادة النصر»، وحضره السفيران الإيراني محمد فتحعلي والسوري علي عبد الكريم علي، و قيادات سياسية وحزبية واجتماعية وعلماء دين وممثّلون لقيادات عسكرية وأمنيّة وعوائل الشهداء.

بعد آيات من القرآن، والنشيد الوطني فنشيد الحزب، ثمّ تقديم لعريف الحفل الشاعر علي عباس، عُرض نشيد مصوّر بعنوان «سادة النصر»، أطلّ بعده السيد نصرالله عبر شاشة، فوجّه «التحيات لأرواح المحتفى بهم وللثورة الإسلاميّة في ذكراها»، وقال: «نحن نُصرّ على إحياء هذه المناسبة في 16 شباط من كلّ عام تعبيراً عن حبّنا لهؤلاء القادة الشهداء، ولتعريف الأجيال بهم، ولكي يعرف الجميع أنّ صورتنا الحقيقية، صورة حزب الله في لبنان، هي صورة السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد، فهم نموذج وقدوة في حياتهم وسيرتهم وأخلاقهم وتواضعهم وجديّتهم وإخلاصهم، وفي ترفّعهم عن الصغائر وشموخهم إلى مستوى قضايا الأمّة».

أضاف: «إن التعريف بهؤلاء القادة الشهداء هو من الواجبات الأخلاقية على كلّ الناس وعلى كلّ من ينعم بالأمن والكرامة والعزّة ببركة دماء هؤلاء، فالنصر تحقّق على أيديهم عندما كانوا أحياء، وهم سادة النصر الذي تحقّق بعد شهادتهم لأنهّم صنعوه بدمائهم، وهم سادة كلّ نصر آتٍ إلى قيام الساعة».

وتابع: «لقد وقع شهداء قادة خلال العام المنصرم في سورية والعراق، وفي الخطوط الأمامية، وهؤلاء هم أيضاً سادة النصر. ونحيّي المجاهدين المرابطين في الجبال العالية وسط البرد والصقيع والثلج، وضباط وجنود الجيش اللبناني، وضباط وجنود الجيش السوري، وهم يحمون بلدهم وبلدنا من الإرهابيّين والمتربّصين بنا».

تهويل «إسرائيلي»

وقال السيد نصرالله: «إنّ المقالات والتقديرات «الإسرائيلية»، ومثلها المؤتمرات، تحدّثت عن البيئة الاستراتيجيّة في المنطقة، وخلاصة ما قالوه هو التهويل المستمرّ على لبنان، وسيناريوهات هذه الحرب، وما ستفعله «إسرائيل» بلبنان في حربها الجديدة. وفي كلّ هذا المناخ يحتلّ حزب الله المرتبة الأولى في التهويل عندهم، ثمّ إيران ثمّ المقاومة الفلسطينيّة، وضعونا في المرتبة الأولى وهذا فخر لنا، لكنّه في الوقت عينه أمر خطير كونه يدلّ إلى أنّ الجيوش العربية غائبة».

وأشار إلى أنّ هدف هذا التهويل إبقاء بيئة المقاومة ولبنان تحت الضغط. وقال: «نحن نسمع هذا الكلام منذ حرب تموز 2006 وهو ليس بجديد، وقد مرّ 11 عاماً على هذه الحرب وفي كلّ يوم مرّ كنّا نسمع التهديد والوعيد، لكنّ أمراً لم يحصل والجنوب آمن ولبنان آمن باستثناء بعض الخروقات، قد يأذن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ«إسرائيل» بشنّ حرب، ولكن حتى الآن الصورة غير واضحة لدى الإدارة الأميركية».

واستبعد «أيّ مخاوف من هذه التحليلات، ومنها احتمال تشجيع ترامب لإسرائيل»، لافتاً إلى أنّ «الظروف السياسية عند «إسرائيل» لشنّ حرب على لبنان موجودة دائماً والغطاء الأميركي متوافر، ومثله غطاء عربي». وسأل: «هل يربحون الحرب ويحقّقون أهدافهم وبخسائر ممكنة على صعيد الجهة الداخلية عندهم؟».

وتابع: «إنّ ما تمثّله المقاومة من قوة وما تمثّله بيئة المقاومة في احتضان هو عنصر أساسي إلى جانب الجيش، والموقف الثابت والراسخ لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ هذه البيئة مستعدّة لأعلى مستويات التضحية، وهذه عوامل تردع «إسرائيل» اليوم وفي المستقبل عن شنّ حرب».

وقال: «أدعو «إسرائيل» ليس فقط إلى إخلاء خزان الأمونيا في حيفا، بل إلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي. السفينة التي تأتي إلى البحر وتحمل الأمونيا لكلّ المنطقة تمثّل 5 قنابل نووية. والبعض اعتبر أنّ إخلاء خزّان الأمونيا في حيفا هو مؤشّر على قرب الحرب على لبنان، لكن نحن نقول إنّه مؤشّر على إيمان العدو بقدرات المقاومة».

أضاف: «إنّ لواء غولاني الذي يصفونه بأنّه النخبة بين جيوش العالم، شاهدناه كيف تمزّق وانهزم في غزة عام 2014، وذلك بعد 8 سنوات على هزيمتهم في لبنان العام 2006».

وطالب «وسائل الإعلام المحليّة والأمنية بالذهاب إلى الجنوب ومشاهدة ما يبنيه العدو من جدران، وعن خطط لحماية مستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلّة»، مؤكّداً أنّه «بفعل تضحيات هؤلاء القادة والشهداء لجأ العدو إلى بناء الجدران وزرع الألغام»، لافتاً إلى أنّ «تبدّلات طرأت على الوجدان الإسرائيلي».

وتطرّق إلى التهويد الذي تمارسه «إسرائيل» في فلسطين المحتلّة في القدس، وفي صلب الأراضي في الضفة الغربية، والاتجاه الآن إلى بناء الوحدات السكّانية فيها والاعتقالات والحديث عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس والتخلّي الأميركي عن فكرة حلّ الدولتين، وقال: «هذا لا يعنينا كمقاومة، وكلّ هذا يعني وفاة المسار التفاوضي».

ووضع «كلّ هذا التهويل والوعيد للبنان في دائرة الحرب النفسية»، متوجّهاً إلى قادة العدو بالقول «ستُفاجأون بما نخفيه، وهو ما سيغيّر مسار أيّ حرب إذا أقدمتم عليها».

وانتقد السيد نصرالله «غياب القِيم لدى الأنظمة العربية وأتباعها»، مشيداً بـ«كلام الرئيس عون في خطابه في الجامعة العربية، والمتعلّق بخطر «إسرائيل» وإشادته بالمقاومة»، لافتاً إلى أنّ عون أزعج العرب عندما تحدّث في الجامعة عن القدس وعن حقوق الفلسطينيين وقبلها عن المقاومة، سائلاً «على من تلقي مزاميرك يا داود؟».

ووصف «شهادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّها وصمة عار على جبين بعض القادة العرب، عندما قال إنّ غالبيّة هؤلاء لم يعودوا في صف العداء لإسرائيل»، وأشار السيد نصرالله إلى «غياب دور الحكّام العرب، إلّا في الحضّ على الحروب في سورية واليمن ومعاداة إيران».

وخاطب الشعب الفلسطيني قائلاً: «القادة الشهداء الذين نحتفي بهم اليوم، أقول لكم إنّهم كانوا فلسطينيّين أكثر ممّا كانوا لبنانيين».

أضاف: «إنّ سقوط الأقنعة وسقوط المنافقين الذين كذبوا عليكم لعشرات السنين بأنّهم يدعمونكم، يجب أن يكونوا مدعاة أمل لكم وليس لليأس، لأنّ الأقنعة سقطت»، داعياً «الشعب الفلسطيني إلى الثقة بخيار المقاومة».

ونوّه بـ«العمليّات الفردية التي يقوم بها شبان فلسطينيّون ضدّ العدو في انتفاضة القدس»، مؤكّداً أنّ «المنطقة لن تبقى كما هي ولا أميركا أيضاً، فالمنطقة تتغيّر، ومشاريع تتهاوى وتسقط، ومن قلب المعاناة تولد أجيال وأجيال ستصنع الانتصارات وستغيِّر وجه المنطقة».

البحرين دولة محتلّة سعودياً

وتطرّق إلى أحداث اليمن بـ«ثبات قادة الحراك السلمي فيها وشعب هذا الحراك، بالرغم من القمع الذي تعرّض له شعب البحرين، هذا الشعب الذي لم يحمل ولن يستخدم السلاح، هذا الشعب الذي يتمسّك بإيمانه وتمسّكه بحقّه»، وقال إنّ «البحرين دولة محتلّة وليست مستقلّة، فهناك قوات سعودية قمعت الشعب البحريني»، لافتاً إلى أنّ «قرار إعدام الشبان الـ 3 كان قراراً سعودياً وليس بحرينياً»، ومؤكّداً أنّ «النجاة في البحرين هي في الإصغاء لمطالب الناس والمعالجة الجديّة الحقيقية، وأنّ من يراهن على أن يتعب الشعب البحريني بعد 6 سنوات عليه أن يرى مشاهد الأيام القليلة الماضية ويعرف أنّ هذا الشعب لن يستسلم»، مشيراً إلى أنّ «المعطيات الحسيّة تؤكّد أنّ «إسرائيل شريكة في العدوان على اليمن، إضافةً إلى مرتزقة سودانيّين ومن أفغانستان وباكستان والأردن وغيرها من الدول». أضاف: «في اليمن شعب يقول هيهات منّا الذلّة، وسينتصر دمه على السيف».

وقال في كلمته للقادة الشهداء: «إنّنا باقون هنا لمواجهة كلّ هذه المشاريع التي تستهدف أمّتنا ومستقبلنا، سواء كانت «إسرائيل» أو «داعش» أو الجماعات التكفيريّة. إنّ الانتصار سيتحقّق على المشروع الأميركي السعودي – الإسرائيلي الذي اسمه داعش»، مؤكّداً أنّ «داعش سعودي المنشأ، وأنّ الصانع الحقيقي للتنظيم كان أميركا والسعودية، إلّا أنّ السحر انقلب اليوم على الساحر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى