بزّي: فعل حبيب الشرتوني أسّس لمقاومة قدّمت الشهداء والتضحيات وحرّرت وانتصرت

النبطية ـ مصطفى الحمود

نظّمت مديرية النبطية التابعة لمنفذية النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولقاء الأحزاب الوطنية في المدينة، وقفة تضامنية مع الأمين حبيب الشرتوني والأمين نبيل العلم، ضدّ الحكم الجائر الذي صدر بحقّهما من قبل المجلس العدلي، وذلك في حديقة السيدة مريم في النبطية، تخلّلها إطلاق سمبوزيوم رسم مباشر بالتعاون مع منتدى «الفنان الجنوبي»، وطليعة من الفنانين اللبنانيين والعرب.

شارك في الوقفة ناموس المجلس الأعلى في الحزب عاطف بزّي، منفذ عام النبطية وسام قانصو، محمد قانصو ممثّلاً النائب هاني قبيسي، أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب أحمد عاصي والمسؤول السياسي لـ«البعث» في الجنوب فضل الله قانصو، نائب المسؤول التنظيمي في حركة أمل في الجنوب المهندس حسان صفا، المسؤول السياسي في «حركة الشعب» في الجنوب أسد غندور، عضوا اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي المهندسان أحمد داغر ويوسف سلامة، رئيس جمعية تجار النبطية جهاد جابر، ممثل بلدية النبطية الدكتور عباس وهبي، وعدد من الشخصيات والفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

تعريف وقصائد شعرية

بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب، كانت كلمة ترحيب وتقديم من حسن حاوي، ثمّ ألقت فاطمة يونس قصيدة من وحي المناسبة بِاسم منتدى «الفنان الجنوبي»، ثمّ قصيدة من وحي المناسبة للشاعر جبران عياش.

الأندية والجمعيات

وكانت كلمة لممثل الأندية والجمعيات في النبطية محمد فخر الدين أعلن فيها أننا لسنا هنا اليوم للتضامن مع حبيب الشرتوني ونبيل العلم فحسب، بل لنقول لهذا المجلس العدلي استقل اليوم قبل الغد، ولن يكون بعد اليوم سكوت من قبل القوى الوطنية والإسلامية ومن كل الشرفاء في بلدي، لن نسكت بعد اليوم على العملاء ولا على الساكتين عن العملاء، لأن حبيب الشرتوني بطل من بلادي.

الأسرى والمحرّرون

وألقى الأسير المحرر أحمد عليق كلمة بِاسم الأسرى والمحرّرين من سجون العدوّ الصهيوني اعتبر فيها أنّ قضية حبيب الشرتوني قضية كلّ وطنيّ وشريف في هذا الوطن. وقال: الشرتوني والعلم دافعا عن عزّة وكرامة لبنان واللبنانيين وأسقطا منطق العمالة للعدو. وأكد أنّ روح النضال دفعت بالبطل حبيب الشرتوني للقيام بعمله البطولي كي لا يسقط لبنان في قبضة العدوّ الصهيوني، الذي كان يطمح إلى تطويع لبنان وجعله أداة لتنفيذ مشاريعه التوسّعية في المنطقة.

لقاء الأحزاب والقوى

كلمة لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في النبطية ألقاها مسؤول الحزب الشيوعي في النبطية علي بدير أعلن فيها أنّ حبيب الشرتوني ونبيل العلم هما وسام على صدر الوطن، وفي وجدان كلّ مواطن شريف ووطني ومقاوم، فهما اللذان أبطلا مع باقي المقاومين مفاعيل الاجتياح «الإسرائيلي» ـ الأميركي للبنان عام 1982 والذي عانى ويلاته ومآسيه ومجازره اللبنانيون على امتداد الوطن من جنوبه إلى شماله، ومن عاصمته بيروت إلى بقاعه مروراً بالساحل والجبل. وعندما يُحاكَم البطل حبيب الشرتوني ويُحكَم عليه بالإعدام، فإنّ الحكم هو ضدّ المقاومة خياراً ونهجاً وثقافةً.

«القومي»

في الختام، ألقى ناموس المجلس الأعلى عاطف بزّي كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي وجاء فيها: يغمرني فرح كبير وأنا أشارككم في هذا الوقفة التضامنية مع مقاومَين مارسا فعل البطولة المؤمنة المؤيّدة بصحّة العقيدة، عنيت بهما الأمين نبيل العلم والأمين حبيب الشرتوني. فهذه الوقفات تضامناً مع أصحاب الفعل المقاوم، وقفات عزّ ملؤها الشرف والكرامة والعنفوان.

ولفت إلى أنّ أهمية هذه الوقفة، أنها تشاركية مع مثقّفين وفنّانين، ما يؤكد أنّ الثقافة الحقيقية بكلّ تعبيراتها، مشدودة إلى فكرة المقاومة، لأننا شعب مقاوم، يقاوم دفاعاً عن حقه وينتصر له.

كما أضاف: لا أخفي عليكم، أننا في زماننا هذا نواجه أصعب المِحن والتحدّيات، والتحدّي الأخطر هو في ما تشهده أمّتنا من إرهاب يقوده العدوّ اليهودي وحلفاؤه الدوليون وشركاؤه في أنظمة التطبيع العربي. والتحدّي الذي يوازيه خطورة محاولات البعض في لبنان تحويل فعل العمالة للعدوّ اليهودي وخيانة الوطن إلى وجهة نظر.

لكن، واهم مَن يعتقد أنه يستطيع تبييض صفحة العملاء والخائنين، وواهم مَن يعتقد أنه يستطيع تشويه صورة الأبطال والمقاومين، بالنسبة إلينا وإلى كل المقاومين والشرفاء في هذا البلد، فإن البطلين نبيل العلم وحبيب الشرتوني أيقونتان، وفعلهما هو فعل مقاومة وقد نفّذا حكم الشعب بحقّ عميل باع بلده بثلاثين من الفضة لليهود.

وأضاف: للتذكير، فإنّ العميل المجرم هو مَن حرّض العدو اليهوديّ لاجتياح لبنان عام 1982، وكلّكم تعرفون ما واكب الاجتياج اليهودي من قتل ومجازر ودمار، حيث قضى آلاف اللبنانيين والفلسطينيين من جرّاء القصف والمجازر، وسقط آلاف الجرحى والمصابين، وكلّ ذلك تمّ بالتعاون مع قوى لبنانية عميلة ساعدت العدو لفوز قواته، واحتلال العاصمة بيروت، وملاحقة وقتل المناضلين.

كلّ من يعود بالذاكرة إلى فترة الاجتياح اليهودي، يكتشف حقارة العملاء وأدوارهم في تدمير لبنان وقتل اللبنانيين، ومخطّط إلحاقه بالكيان الصهيوني. وكلّ من يعود بالذاكرة إلى تلك الفترة، يكتشف أنّ ما قام به الأمين حبيب الشرتوني، عمل بطولي منصوص عنه في الدستور، دافعه شريف، وغايته مواجهة الاحتلال والعنصرية.

كذلك، لفت بزّي إلى أنّ حبيب الشرتوني أسقط مشروعاً يهودياً معادياً، كان يستهدف إخضاع لبنان وكلّ الأمة للمشيئة الصهيونية الاستعمارية. وفعل حبيب الشرتوني أسّس لمقاومة قدّمت الشهداء والتضحيات وحرّرت وانتصرت. ودافِعُ الحبيب الشريف، هو ذاته، دافِع البطل خالد علوان الذي أردى ضباط الاحتلال وجنوده في قلب بيروت، وافتتح برصاصاته عصر البطولة والتحرير، وهذا العصر مستمرّ إلى يومنا هذا، وقد رُصّع بكواكب الشهداء والاستشهاديين من وجدي الصايغ وسناء محيدلي وابتسام حرب وخالد أزرق وعمار الأعسر واللائحة تطول.

وتابع: هذا عصرنا نحن، عصر المقاومة التي حرّرت عام 2000 وانتصرت عام 2006. هذا عصرنا نحن، عصر الشام المقاوِمة الأبية التي صمدت في وجه الإرهاب ورعاته، ويحقّق جيشها وحلفاؤه ونسور الزوبعة الانتصار تلو الانتصار.

هذا عصرنا نحن، عصر العراق وهو يئد الإرهاب ومشاريع الانفصال. في هذا العصر، نرفض أن يمسّ أحد بحقّنا في مقاومة الاحتلال. وهو حقّ مكفول في الدستور والقوانين الدولية، ونرفض تجزئة الملفّات وفصلها عن سياقها التاريخي، لأصدار شهادة براءة للعملاء والخونة.

في هذا العصر، نرفض كلّ محاولات تشريع الخيانة والتعامل مع العدو، لأن هذه المحاولات تعيد البعض في لبنان إلى مربع العمالة، تحت شعارات «الحياد» و«قوّة لبنان في ضعفه»، و«العين لا تقاوم المخرز».

نحن نؤكد اليوم على المعادلة الراسخة، معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأننا لن ننأى عن محيطنا القومي وعن فلسطيننا الحبيبة، وأنّ قوة لبنان هي في مقاومته، وأنّ عيوننا المحدّقة بالشمس لا يستطيع المخرز الصهيوني بلوغها.

وختم بزّي: نؤكد اليوم، أنّ الذين لا يعرفون ما هو العار وما هو الشرف، هم عار على هذا البلد، ولن يتمكّنوا من تزوير الحقائق وتشويه التاريخ، ونقول للحبيب: لك المجد وأنت صانعه… بك نعتزّ ونفتخر.

سمبوزيوم فنّي

بعد الكلمات، جال الحضور على معرض الرسومات، وتمّ إطلاق معرض رسم فنّي تزامناً مع الوقفة التضامنية، والتي تضمّنت رسومات من وحي المناسبة توثّق لعمل المقاومة وللمقاومين الذين خلّدهم التاريخ، ومن بينهم البطلان حبيب الشرتوني ونبيل العلم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى