مؤتمر الحوار الوطني قد يُعقد في 2 كانون الأول بسوتشي.. ولافروف مع تمثيل كافّة المعارضة السورية

أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ رؤساء روسيا وتركيا وإيران سيبحثون في قمّتهم المرتقبة المسائل المتعلّقة بتنظيم مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وشدّد لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الأذربيجاني إلمار محمد ياروف، على ضرورة أن يكون الحوار الوطني السوري واسع التمثيل بمشاركة كافّة أطياف المعارضة.

إلى ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك»عن مصدر مطّلع في المعارضة السوريّة، تبلّغه من الجانب الروسي أنّ موعد انطلاق مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري قد حُدّد في 2 كانون الأول المقبل، ويستمرّ ليومين.

وأفاد المصدر، بأنّ الجولة الثامنة من محادثات جنيف ستُعقد على مرحلتين، من أجل إتاحة الفرصة لأعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري للمشاركة فيها.

وقال: «بحسب المعلومات التي وصلتني، فإنّ الجولة الثامنة من محادثات جنيف ستكون على مرحلتين، الأولى ستُعقد في 28 تشرين الثاني وتنتهي في 1 كانون الأول، والمرحلة الثانية ستبدأ في 8 كانون الأول، وسيتخلّلهما مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي الذي سيُعقد في 2 كانون الأول».

ويُذكر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد طرح خلال مؤتمر فالداي الذي انعقد يوم 19 تشرين الأول الماضي، فكرة عقد مؤتمر وطني سوري جامع.

ومن جهته، أعلن رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانة، ألكسندر لافرينتييف، في ختام جولة أستانة – 7، عن عقد مؤتمر للحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسيّة على شواطئ البحر الأسود.

وكان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قد أعلن مؤخّراً عن نيّته عقد الجولة الثامنة المقبلة من المحادثات السوريّة في جنيف يوم 28 تشرين الثاني، داعياً طرفَي النزاع لـ«تقييم الوضع بشكلٍ واقعي ومسؤول»، و«الاستعداد الجادّ للمشاركة في محادثات جنيف من دون شروط مسبقة».

وفي السياق، أعلن رياض حجاب رئيس ما يسمّى بـ«الهيئة العليا لمعارضة الرياض»، أمس، استقالته من منصبه، في خطوة تلتها سلسلة من القرارات المشابهة لعدد من المسؤولين فيها.

ونُقل عن مصدر في «معارضة الرياض» في جنيف، أنّ قائمة المسؤولين المستقيلين من مناصبهم في الهيئة العليا للمفاوضات تضمّ، بالإضافة إلى حجاب، كلّاً من رياض نعسان آغا، واللواء عبد العزيز الشلال، والمقدم أبو بكر، والرائد أبو سامة الجولاني، وسامر حبوش وعبد الحكيم بشار.

وأوضح المصدر، أنّ استقالة حجاب تأتي بعد عدم حصوله على دعوة للمشاركة في مؤتمر الرياض -2 للمعارضة.

على صعيدٍ آخر، وصف وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، آليّة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، بالتصرّف المخزي، نظراً لاعتمادها على معلومات منظّمات غير حكومية، مرتبطة بالإرهابيّين غالباً.

وقال لافروف أمس: «لقد تصرّفت هذه الآليّة بشكلٍ مخجل، فبدلاً من إرسال مفتّشيها إلى الأمكنة التي وردت منها تقارير عن استخدام المواد الكيميائية، اكتفت بالاستناد إلى لقطات فيديو وقنعت بمشاهد تلفزيونية، نقلتها لها منظّمات غير حكوميّة عاملة على الأرض، يُعتقد أنّها على صلة بالمتطرّفين وحتى بالإرهابيّين».

وانتهت ولاية آليّة التحقيق المشتركة بين منظّمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سورية يوم 17 تشرين الثاني الحالي، ورفضت روسيا مشروع قرار أميركي حول تمديد ولاية هذه الآليّة في 16 تشرين الثاني، وقبل ذلك في 24 تشرين الأول. ولم يحظَ مشروع قرار روسي حول تمديد ولاية هذا الآليّة مع إدخال تعديلات عليها، طُرح للتصويت يوم الخميس، بالعدد المطلوب من الأصوات لإقراره.

وبعد فشل مجلس الأمن الدولي في إقرار أيّ من مشاريع القرارات بهذا الخصوص، طرحت اليابان مشروعاً يجيز تمديداً تلقائيّاً لمدّة 30 يوماً، غير أنّ روسيا أسقطت هذا المشروع باستخدام حق النقض الفيتو، لأنّه لم يُدرج أيّاً من التعديلات التي تُطالب بها موسكو في نصّه.

وكانت لجنة التحقيق المشتركة قد وضعت تقريراً اتّهم سلاح الجو السوري بقصف بلدة خان شيخون، التي تسيطر عليها «المعارضة» في محافظة إدلب بغاز السارين في نيسان الماضي، فيما حمّل التقرير تنظيم «داعش» مسؤوليّة الهجوم الكيميائي بغاز الخردل على بلدة أم حوش في أيلول عام 2016.

ووصفت موسكو التقرير بأنّه غير مهني، ويستند إلى الافتراضات والانتقائية في معالجة الوقائع، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إنّ التقرير يحتوي على «الكثير من التناقضات المنطقية، ويعتمد على شهادات مشكوك فيها، وأدلّة غير مؤكّدة».

ميدانياً، أكملت القوات السورية بعد سيطرتها على مدينة البوكمال في ريف دير الزور، تمشيط المنطقة للتعامل مع أيّ جيوب متبقّية للتنظيم الإرهابي.

وأشاد مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي، بالانتصار الذي حقّقه الجيش السوري وحلفاؤه في مدينة البوكمال، بعد القضاء على آخر إرهابيّي تنظيم «داعش» فيها، مؤكّداً أنّه إنجاز عظيم نحو تعزيز الأمن في سورية والمنطقة عموماً.

وأشار واعظي في تصريح أمس، إلى أنّ نتيجة المباحثات بين ممثّلي الدول الضامنة لنظام وقف الأعمال القتالية في سورية «روسيا وإيران وتركيا»، خلال 11 شهراً، كانت ناجحة وتمكّنت من تخفيف التوتر في سورية، مشدّداً على أنّ الشعب السوري وحده هو صاحب القرار النهائي حول تحديد مستقبله.

وجدّد واعظي موقف بلاده الرافض للتدخّل في الشؤون الدفاعية الإيرانيّة، مشيراً إلى أنّ إيران عبّرت عن هذا الموقف خلال محادثاتها مع مختلف دول العالم.

من جهته، أكّد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، أنّ استعادة الجيش العربي السوري السيطرة على مدينة البوكمال، التي كانت آخر معقل لتنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، تُعدّ انتصاراً كبيراً على الإرهاب وداعميه، منوّها بالإنجازات التي حقّقتها القوّات العراقية في الحرب على الإرهاب.

وفي السياق، حقّقت وحدات الجيش العربي السوري العاملة بريف حماة إنجازاً جديداً لجهة اجتثاث إرهابيّي «جبهة النصرة» من منطقة السعن، تمثّل في استعادة قرية شخيتر شمال شرقي مدينة حماة بنحو 82 كم.

وذكر مصدر، أنّ وحدات من الجيش بالتعاون مع القوّات الرديفة، وسّعت خلال الساعات القليلة الماضية نطاق عمليّاتها ضدّ إرهابيّي «جبهة النصرة» بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة حماة، لتشمل بؤر التنظيم التكفيري في قرية شخيتر.

ولفتَ المصدر إلى أنّ وحدات من الجيش والقوّات الرديفة اقتحمت أوكار الإرهابيّين من عدّة محاور في قرية شخيتر، وخاضت اشتباكات عنيفة معهم انتهت بمقتل وإصابة العشرات منهم، وفرار من تبقّى إلى القرى المجاورة.

وأشار إلى أنّ الإرهابيين الفارّين عمدوا إلى سحب جثث قتلاهم من شوارع القرية، وذلك في محاولة منهم للتغطية على حجم خسائرهم الكبيرة بالأفراد والعتاد.

وبيّن المصدر، أنّ عناصر الهندسة قاموا بعملية تمشيط كاملة للقرية، فكّكوا خلالها عشرات العبوات الناسفة والألغام، وثبّتوا نقاط تمركز جديدة لجعلها نقطة انطلاق للبدء بعمليّة عسكرية جديدة ضدّ من تبقّى من إرهابيّي «جبهة النصرة» في المنطقة.

ويضاف تحرير قرية شخيتر إلى جملة انتصارات الجيش السوري وحلفاؤه خلال عملياته ضدّ إرهابيّي «جبهة النصرة» في ريف حماة الشمالي الشرقي، التي استعاد خلالها السيطرة على عشرات القرى في الأيام القليلة الماضية، وكان آخرها أمس قريتَي حران وحردانة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى