الانتفاضة الفلسطينية مستمرّة لليوم الرابع.. وتطبيع بحرينيّ علنيّ مع العدو

لم تُسفر قرارات وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع الجامعة العربية الطارئ عن قرارات لمواجهة تداعيات العدوان الأميركي الصهيوني العربي الرجعي على قضيتنا المركزية، قضية فلسطين، بل جاءت تلك المقررات راضخة أمام السياسات الأميركية، ولولا الموقف المتقدّم لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي دعا إلى اتخاذ إجراءات رادعة دبلوماسية وسياسية وصولاً إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية.

وكانت جامعة الدول العربية أعلنت في اجتماعها الطارئ على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة في بيانها الختامي عن رفض قرار الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، معتبرة القرار خرقاً خطيراً للقانون الدولي.

ودان البيان الختامي للاجتماع الذي عُقد أمس الأحد قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها من «تل أبيب» إلى القدس، معتبراً أن القرار «يقوّض جهود تحقيق السلام ويعمّق التوتر، ويفجّر الغضب، ويهدّد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى».

وطالب البيان الولايات المتحدة «بإلغاء قرارها حول القدس والعمل مع المجتمع الدولي على إلزام الكيان الصهيوني تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها اللاشرعي واللاقانوني لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ الرابع من حزيران/ يونيو1967».

ورأى البيان أن «هذا التحوّل في سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه القدس هو تطوّر خطير، ووضعت به أميركا نفسها في موقع الانحياز للاحتلال وخرق القوانين والقرارات الدولية، وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراعٍ ووسيط في عملية السلام».

كما أكد البيان على «التمسّك بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخصوصاً الرقم 465 و476 و478 و2334، التي تؤكد أن جميع الإجراءات والقرارات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس أو فرض واقع جديد عليها لاغية وباطلة».

بيان وزراء الخارجية العرب جدّد التأكيد على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967.

كما حذّر مجلس الجامعة من أن العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، واستمرار محاولات «إسرائيل» القوة القائمة بالاحتلال وتغيير الهوية العربية للمدينة والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، معتبراً أن هذا الأمر يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين والمسيحيين.

كما اعتبر البيان أن القرار الذي أصدره ترامب يعتبر «انتهاكاً للفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية التي أكدت عدم شرعية الجدار العازل الذي عزل أجزاء من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية».

وقرّر مجلس جامعة الدول العربية إبقاء اجتماعاته في حالة انعقاد والعودة للاجتماع في موعد أقصاه شهر من الآن لتقييم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدّات، بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في الأردن بصفتها رئيساً للدورة الحالية للقمة العربية. كما اتفقوا على تشكيل وفد من لجنة مبادرة السلام العربية للتواصل مع المجتمع الدولي.

من جهّته، أعلن رئيس جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن مبادرة السلام العربية التي أقرّت عام 2002 لا تزال قائمة ولا بديل لها اليوم.

وفي السياق، رأت لجان المقاومة في فلسطين من جهتها في بيان أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يعكس مدى الرضوخ للسياسات الأميركية. كما رأت أن اجتماع وزراء الخارجية العرب لا يلبي الحد الأدنى من تطلّعات شعوب الأمة.

وأكّدت اللجان بأن اجتماعات وزراء الخارجية العرب وما صدر عنها من مواقف «لا يلبّي الحد الأدنى من تطلّعات وطموحات شعوب العالمين، العربي والإسلامي، وخاصة إذا كانت مدعاة اجتماعهم قضية خطيرة تتعلق بمدينة القدس المحتلة وما تتعرّض لها من مؤامرة للتهويد واستهداف المقدسات الإسلامية برعاية أميركية».

واعتبرت اللجان بأن «مخرجات اجتماع وزراء الخارجية العرب تعكس مدى الخضوع والرضوخ للسياسات الأميركية في المنطقة وانعدام الرؤية الاستراتيجية للدفاع عن قضايا الأمة المركزية وفي مقدمتها قضية فلسطين».

منظمة الجبهة الشعبية في السجون الصهيونية رأت أن قرار ترامب جريمة إمبريالية تماثل جريمة وعد بلفور. وحذّرت من تصعيد وانفجار داخل السجون دعماً للقدس.

وعبّر البيان الختامي لاجتماع وزراء جامعة الدول العربية عن رفض قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ»إسرائيل»، واعتبر القرار خرقاً خطيراً للقانون الدولي، وطالب الإدارة الأميركية بإلغاء قرارها. وفي الختام تمّ الاتفاق على إجراء خطوات على مستوى مجلس الأمن بشأن القدس والإبقاء على اجتماعاته في حالة انعقاد.

وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، قال إن بلاده ستسعى للحصول على قرار من مجلس الأمن بشأن إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ «إسرائيل»، مؤكداً أن الولايات المتحدة فقدت أهليّتها لأداء دور الوسيط في عملية السلام.

مقاومة.. وتطبيع بحرينيّ

وفي الوقت الذي خرجت فيه عشرات آلاف من المتظاهرين في عواصم عربية وغربية تضامناً مع القدس المحتلة وتأكيداً على هويتها الفلسطينية والعربية، رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها، كان وفد بحرينيّ يتسلّل للتعبير عن تأييده للكيان الصهيونيّ والتطبيع معه.

وقالت مصادر فلسطينيّة إن موظفي المسجد الأقصى وعدداً من المقدسيين قاموا أمس، بطرد الوفد البحرينيّ أثناء قيامه بصحبة شرطة الاحتلال بزيارة المسجد.

وقالت وسائل إعلام العدو إنّ زيارة وفد البحرين يُعتبر حدثاً تاريخياً وسيكسر المقولة التي تقول إنّ حل القضية الفلسطينية قبل أي علاقات معها.

وبحسب القناة السابعة العبرية، فإنّه للمرة الأولى يصل وفد رسمي من البحرين إلى «إسرائيل» ويحمل من الملك «رسالة سلام وأخوّة» ويجول في المدينة القديمة داخل القدس.

وكانت «القناة 12» الصهيونية كشفت عن دخول بعثة بحرينية الأراضي الفلسطينية المحتلّة في زيارة علنية للمرة الأولى، مشيرة إلى أن البعثة تضمّ 24 شخصاً من أعضاء جمعية «هذه هي البحرين».

القناة الصهيونية وصفت الزيارة بأنها ليست زيارة سياسية، بل هي «تجسيد لإعلان الملك حمد بن عيسى رسالة التسامح والحوار بين الأديان المختلفة».

الشيخ فضل الجمري تحدّث لـ «القناة 12» الصهيونية قائلاً «الملك حمّلنا رسالة سلام إلى جميع أنحاء العالم»، مضيفاً «الشيعة في البحرين وغير البحرين لا يحملون عداء ولا يحملون أية رسالة حقد وبغضٍ لأي ديانة ولأي مذهب من المذاهب».

وأشارت هذه القناة إلى أن ملك البحرين أطلق «حملة ضد التطرّف.. تضمّنت ترميم الكنيس في البحرين والاستعداد لافتتاح متحف التسامح الذي ستُخصَّص فيه صالة لليهودية.. والحاخامان هاير وكوبر من مركز روزينتال في لوس أنجلس هما صلة الوصل معه».

القناة الصهيونية اعتبرت أن «الملك حمد اختار تفكيك مقاطعة «إسرائيل»، وتابعت «مسموح لكل شخص بحريني القدوم إلينا».

ولفتت القناة إلى أن البعثة البحرينية ستبقى في «إسرائيل» أربعة أيام، وهي تُعتبر أوّل الغيث.

بدورها عبّرت جمعية الوفاق الوطني البحرينية عن رفضها الشديد لقيام وفد حكومي بحريني بزيارة القدس المحتلّة.

«الوفاق» أكدت أن شعب البحرين «بسنّته وشيعته» سيبقى وفيّاً للقضية الفلسطينية، معتبرةً أي مسعى للتطبيع مع «إسرائيل» بمثابة خيانة لهذه القضية ولشعب البحرين.

وجاء في بيان الجمعية المعارضة البحرينية «الشرذمة التي حضرت إلى القدس ومن ورائها النظام البحريني المنظِّم والداعم لهذه الزيارة لا يمثلان شعب البحرين»، وتابع البيان «ندعم انتفاضة الشعب الفلسطيني والحراك الممتدّ في عالمنا العربي والإسلامي والعالم في الدفاع عن القدس».

عاصمة فلسطين الأبدية

وبثّ ناشطون صوراً وفيديوات للمظاهرات التي خرجت في تونس ولبنان والجزائر والمغرب ومصر والأردن وقطر واليمن وتركيا وروسيا، نادى المتظاهرون خلالها بإلغاء القرار الأميركي وأكدوا أن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية.

وقد تزامنت هذه التظاهرات مع بدء العمليات ضد الاحتلال في القدس المحتلة، حيث أصيب رجل أمن صهيوني بعملية طعن نفذها فلسطيني قرب القنصلية الأميركية.

وبحسب وسائل إعلام العدو، فإنّ إصابة رجل الأمن وصفت بالحرجة وتمّ نقله إلى مستشفى «شعاري تصيدق»، ووقعت العملية بالقرب من محطة الباصات المركزية غربي القدس المحتلة مقابل إحدى أبنية القنصلية الأميركية.

وقال الإعلام الصهيوني إنّه جرى اعتقال منفّذ العملية ويُدعى ياسين يوسف حافظ أبو القرعة، يبلغ من العمر 24 عاماً، من سكان مخيم الفارعة شمال نابلس.

والشاب بحسب وسائل إعلام العدو ابن الجنرال المتقاعد يوسف أبو القرعة، الذي خدم سابقاً في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

وتناقلت وسائل إعلام فلسطينية صورة عن صفحة منفذ العملية كتب فيها أنّ «الدماء تُبذل رخيصة في سبيل الوطن».

وعصر أمس، تصدّى شبان فلسطينيون لقوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة عند الحاجز العسكري في المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

وبحسب مصادر فلسطينية، فإنّ حصيلة إصابات أمس، خلال المواجهات في الضفة الغربية بلغت 45 إصابة 3 منها بالرصاص الحي و5 بالمطاطي و 37 بالاختناق.

ويأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عمليات الاعتقال للشبان الفلسطينيين المحتجين تنديداً بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

واعتقلت فجر اليوم أمس، الشاب الفلسطيني اسماعيل محمد زعلول من بلدة حوسان قضاء بيت لحم، فيما أصيب العشرات في مواجهات جرت ليل السبت في مناطق عديدة من الضفة الغربية بالاختناق، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال «الإسرائيلي» في بلدة عزون شرق قلقيلية.

وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في قلقيلية بأن طواقم الإسعاف نقلت 9 أشخاص أصيبوا بقنبلة غاز مباشر.

واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل بيت لحم الشمالي. كما اندلعت مواجهات بين الشبان وجيش الاحتلال على المدخل الغربي لبلدة تقوع في بيت لحم.

واعتقل الاحتلال 11 شخصاً من الضفة الغربية فجر اليوم، عُرف منهم: اسماعيل محمد زعلول، والفتى ليث أبوعكر من مخيم عايدة، والمحرر علاء جهاد علي صبارنة، ومعتصم جمال علقم، وكريم إبراهيم أبو مارية.

وفي غزة، أطلقت قوات الاحتلال النار نحو متظاهرين اقتربوا من حدود خزاعة شرق خان يونس.

في حين أطلقت زوارق الاحتلال النار باتجاه 4 مراكب صيد في بحر شمال القطاع.

إلى تصعيد الانتفاضة

حركة حماس دعت من جهتها إلى تصعيد الانتفاضة بمشاركة أوسع بإطلاق السلطة العنان لأبناء الضفة الغربية للاشتباك مع الاحتلال. وشدّدت حماس أن «المقاومة الفلسطينية هي رافعة قوية لانتفاضة شعبنا وجاهزة لإسنادها حتى النصر».

وحيّت حماس الجماهير الفلسطينية الغاضبة التي تخرج في انتفاضة «حرية القدس». وأكدت حماس أن «المقاومة الفلسطينية هي رافعة قوية لانتفاضة شعبنا وجاهزة لإسنادها حتى النصر بالتحرير».

من جهّتها، ذكرت وسائل إعلام العدو أن وزير الدفاع الصهيوني أفيغدور ليبرمان دعا لمقاطعة أهالي وادي عارة، وذلك إثر رشق الحجارة من قبل شبان المنطقة الفلسطينيين على حافلات للمستوطنين، علماً أن منطقة وادي عارة تقع داخل أراضي 48، وهي من المناطق التي كان ليبرمان دائماً يدعو لفصلها أو تنفيذ عملية تبادل بينها وبين المستوطنات في الضفة الغربية.

وفي أعقاب المواجهات التي وقعت السبت، بين قوات الاحتلال والمتظاهرين في وادي عارة، دعا ليبرمان في سياق مقابلة له مع إذاعة جيش العدو أمس، إلى مقاطعة أم الفحم، وقال «يجب أن ندفعهم لكي يشعروا أنهم غير مرغوب بهم هنا». وأضاف ليبرمان «أنا رأيت الآلاف في جنازات تشييع المخربين في أم الفحم. أنا سمعتهم في المساجد وخطب التحريض لزعمائهم الروحيين، وهم يجب أن يكونوا جزءاً من رام الله، ليس لهم أي دور هنا»، بحسب تعبيره.

كما دعا ليبرمان كل الصهاينة إلى «وقف الذهاب إلى المحال هناك وعدم الشراء منهم»، مشيراً إلى أنهم «غير مرغوب بهم هنا ومفروض عليهم حظر».

وزير الدفاع الصهيوني قال «لقد رأيت الكثير هناك من أعلام السلطة الفلسطينية، ولم أرَ أبداً علماً لدولة «إسرائيل».

ودعت ما تُسمّى «منظمات الهيكل» المزعوم أنصارها إلى المشاركة الواسعة في اقتحامات جماعية ومكثفة للمسجد الأقصى. كما دعت هذه المنظمات الصهيونية أنصارها وجمهور المستوطنين إلى المشاركة بتظاهرات في القدس المحتلة مساء اليوم، أمام باب الأسباط، المؤدي إلى الحرم القدسي الشريف، وذلك للمطالبة بفتح سائر أبواب المسجد الأقصى أمام اليهود، وزيادة ساعات الدخول إليه خلال اقتحامه.

وشهدت شوارع جاكارتا تظاهرات متواصلة دعماً للقدس بمشاركة الآلاف وجدّد المشاركون إعلانهم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني ورفض أي علاقات دبلوماسية وأي شكل من أشكال التطبيع مع «إسرائيل».

وأعلن وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين أن جيش بلاده مستعدّ دائماً لتولّي مهمة ما من أجل قضية القدس.

وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه رأى حسين أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ»إسرائيل» ضربة للمسلمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى