سلاح حزب الله الجديد يربك واشنطن و«إسرائيل» والخليج… وتخوّف من «أس 400»

يبدو أن حزب الله لم يعد «بعبعاً» للولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني والدول التي تتحالف معهما سرّاً وعلانيّةً، بسبب قوّته العسكرية الميدانية فقط. بل تعدّى الحزب ذلك، ليؤرّق هذه الدول بسبب قوّته السيبرانية. وهذا ما سلّط الضوء عليه، موقع «The Cipher Brief» الأميركي المتخصّص بالدراسات الأمنية الإلكترونية، الذي نشر دراسة جديدة عن نشاط حزب الله إلكترونياً في السنوات العشر الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أنّ الحزب سعى طوال السنوات الماضية إلى تطوير قدراته الإلكترونية والرقمية واستباق خصومه وأعدائه لكي يتسنّى له المواجهة الرقمية، كما يحاول الحزب استخدام الإنترنت لتعزيز شهرته ومن خلال نشر البروباغندا الإعلامية للتجنيد.

وبحسب الموقع، يتلّقى الفريق الإلكتروني التابع لحزب الله تدريبات في إيران على البرامج المتخصّصة بالقرصنة بتوجيهات وقيادة قراصنة إيرانيين تحت مسمّى «ماجيك كيتن» التي يعتبرها العالم مجموعة تجسّس واسعة تعمل في الشرق الأوسط وأوروبا.

واعتبر التقرير أن لدى الحزب كلّ الإمكانيات المطلوبة التي ستساعده على القيام بعمليات هجوم إلكترونية مختلفة ضدّ أهداف «إسرائيلية» وأميركية وخليجية.

وأضاف التقرير أن شركة «شيك بوينت الإسرائيلية» للأمن السيبراني في العام 2015 قد كشفت عن حملة تجسّس انطلقت من لبنان واستهدفت شركات ومؤسسات «إسرائيلية» ووصلت الحملة التجسسيّة إلى السعودية.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «بزنس انسيدر» أميركية أنّ الأنظمة الروسية متعدّدة المهام وهذا ما يميّزها عن غيرها. فمثلاً منظومة الدفاع الجوي «أس ـ 400» تحمي السماء من قاذفات ومقاتلات العدو وكذلك من الصواريخ الباليستة، و«بانتسيرـ إس 1» تحمي من الصواريخ المجنّحة والأهداف الجوّية التي تطير على مسافات قريبة، بما في ذلك الطائرات من دون طيّار. وهي ليس لديها نظائر غربية.

وتستخدم الولايات المتحدة الأميركية «باتريوت»، و«أفينغر» و«ستينغر» من أجل الدفاع الجوّي.

ووفقاً لمحلّل في «مركز التحليل للبحرية الأميركية والمشاة البحرية»، جيفري إدموندز، فإن هذه الأنظمة، على عكس الروسية، لا توفّر حماية جيدة لمنطقة محدّدة. ويرجع ذلك إلى أنّ الجيش الأميركي يعتمد على القتال من دون التماس، حيث يلعب الطيران دوراً قياديّاً. ووفقاً لهذا التكتيك، تكسب الحرب دون غزو واسع النطاق لأراضي العدو. وكمثال على ذلك، العمليات في أفغانستان والعراق وليبيا ويوغوسلافيا.

وفي التقرير التالي، جولة على أهم المواضيع التي نشرتها الصحافة الغربية خلال الأيام القليلة الماضية.

ذا كيبر بريف

نشر موقع «The Cipher Brief» الأميركي المتخصّص بالدراسات الأمنية الإلكترونية دراسة جديدة عن نشاط حزب الله اللبناني إلكترونياً في السنوات العشر الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أنّ الحزب سعى طوال السنوات الماضية إلى تطوير قدراته الإلكترونية والرقمية واستباق خصومه وأعدائه لكي يتسنّى له المواجهة الرقمية، كما يحاول الحزب استخدام الإنترنت لتعزيز شهرته ومن خلال نشر البروباغندا الإعلامية للتجنيد.

وبحسب الموقع، يتلّقى الفريق الإلكتروني التابع لحزب الله تدريبات في إيران على البرامج المتخصّصة بالقرصنة بتوجيهات وقيادة قراصنة إيرانيين تحت مسمّى «ماجيك كيتن» التي يعتبرها العالم مجموعة تجسّس واسعة تعمل في الشرق الأوسط وأوروبا.

واعتبر التقرير أن لدى الحزب كلّ الإمكانيات المطلوبة التي ستساعده على القيام بعمليات هجوم إلكترونية مختلفة ضدّ أهداف «إسرائيلية» وأميركية وخليجية.

وأضاف التقرير أن شركة «شيك بوينت الإسرائيلية» للأمن السيبراني في العام 2015 قد كشفت عن حملة تجسّس انطلقت من لبنان واستهدفت شركات ومؤسسات «إسرائيلية» ووصلت الحملة التجسسيّة إلى السعودية.

وعلّق مدير الدراسات العسكريّة والأمنية في «معهد واشنطن» لسياسة الشرق الأدنى، مايكل آيزنشتات، على قدرات الحزب السيبرانية، قائلاً: «العمليات السيبرانية يمكن أنّ تكون بارزة في حرب مستقبلية بين حزب الله و«إسرائيل». وكما هي الحال في معظم الدول الحديثة، تعتمد البنية التحتية الحيوية والعسكرية في «إسرائيل» بشكل كبير على تكنولوجيا المعلومات في كلّ شيء تقريباً. ومن المؤكّد أنّ حزب الله يدرس استخدام الإنترنت لتعطيل الدفاعات الصاروخية والصواريخ «الإسرائيلية»، والنظم الجوّية والبحرية غير المأهولة، والبنيّة التحتية الحيوية. ونظراً إلى أن «إسرائيل» ستضرب على الأرجح البنية التحتية اللبنانية التي تسهّل العمليات العسكرية للحزب مثل الطرق وشبكات الكهرباء والاتصالات، فمن المرجّح أنّ يحاول حزب الله الردّ في المجالين الفيزيائي والسيبراني على السواء».

وتشير ريا سيرس، الخبيرة المخضرمة في الأمن السيبراني، والتي كانت تعمل مع وكالة الأمن القومي الأميركي، إلى أنّ «إسرائيل» والولايات المتحدة تتمتعان بقدرات قويّة للدفاع السيبراني، وتقوم دول الخليج ببناء قدراتها حيث يشعر «الإسرائيليون» ودول الخليج بقلق بالغ إزاء القدرات الإيرانية. ويرون أن حزب الله هو الوكيل السيبراني الذي سيُواجه.

تضيف: «لقد أصبح حزب الله طرفاً سيبرانياً آخر في منطقة مزدحمة، ويمكنه دعم العمليات الإيرانية ضدّ «إسرائيل» ودول الخليج على هذا النحو. وبالنظر إلى أن الأدوات السيبرانية متاحة بسهولة، يجب أن نفترض أن حزب الله يستفيد منها ويُوجه من قبل إيران».

بزنس إنسايدر

ذكرت صحيفة «بزنس انسيدر» أميركية أنّ الأنظمة الروسية متعدّدة المهام وهذا ما يميّزها عن غيرها. فمثلاً منظومة الدفاع الجوي «إس ـ 400» تحمي السماء من قاذفات ومقاتلات العدو وكذلك من الصواريخ الباليستة، و«بانتسيرـ إس 1» تحمي من الصواريخ المجنّحة والأهداف الجوّية التي تطير على مسافات قريبة، بما في ذلك الطائرات من دون طيّار. وهي ليس لديها نظائر غربية.

وتستخدم الولايات المتحدة الأميركية «باتريوت»، و«أفينغر» و«ستينغر» من أجل الدفاع الجوّي.

ووفقاً لمحلّل في «مركز التحليل للبحرية الأميركية والمشاة البحرية»، جيفري إدموندز، فإن هذه الأنظمة، على عكس الروسية، لا توفّر حماية جيدة لمنطقة محدّدة. ويرجع ذلك إلى أنّ الجيش الأميركي يعتمد على القتال من دون التماس، حيث يلعب الطيران دوراً قياديّاً. ووفقاً لهذا التكتيك، تكسب الحرب دون غزو واسع النطاق لأراضي العدو. وكمثال على ذلك، العمليات في أفغانستان والعراق وليبيا ويوغوسلافيا.

وقال الخبير: «ستكون المهمة الرئيسية بالنسبة لروسيا في أي صراع مع الولايات المتحدة الحماية ضدّ هجوم واسع من الجوّ. وبنيت منظومات الدفاع الجوّي على هذا الأساس. والبنتاغون لم يواجه مثل هذا الخصم حتى الآن، بالتالي فإنّ نظام الدفاع الجوّي الروسي يتوفق».

إندبندنت

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في مقالٍ لها إنّ التغييرات الداخلية في السعودية كانت لافتة وكبيرة جداً مقارنة بآخر جولة لموفدها إلى هناك، قبل تسعة أشهر، والذي وصف مشاهداته في جدة وعدد من مدن المملكة عقب ما أحدثه محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، مؤكّداً أنّ الشباب السعودي مقبل على هذا التجديد، إلّا أنّه يخشى كثيراً من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد.

ويصف موفد الصحيفة البريطانية أحد مقاهي جدة المقام على سطح بناية بالقول: «على طاولة هناك توجد أربع شابات يدخّنَّ الأرجيلة بالتفاح، وعلى طاولة أخرى تلتقي مجموعة من الشباب، وهو مشهد لم يكن مألوفاً في السعودية إلى وقت قريب».

يقول رجل أعمال سعودي بارز، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنّ المرأة السعودية ستحصل على الحريّات، ولكن لا شيء يجري ببساطة، النساء السعوديات حصلن على المزيد من الحريات إلّا أنّ آباءهنّ وإخوانهن أصبحوا أكثر فقراً.

وصدر مرسوم ملكي سعودي، مؤخّراً، سمح للمرأة بقيادة السيارة اعتباراً من حزيران المقبل، وهي حركة رمزية عميقة يمكن لها أن تحوّل حياتها في السعودية، ذلك البلد الذي تحتاج فيه إلى إذن وليّ الأمر للحصول على الكثير من حاجيّاتها ورغباتها، مثل السفر والدراسة وفتح حساب مصرفي.

تقول السعودية فايزة ابنة 19 عاماً، التي رفضت الكشف عن اسمها الثاني، والتي بدأت العمل في متجر لبيع الملابس النسائية: «لقد بدأت حياتي تختلف، وإن فرصي ستكون أفضل من فرص والدتي. لقد حان الوقت لتحصل المرأة السعودية على حقوقها».

الإصلاحات الاجتماعية التي بدأها ولي العهد السعودي جاءت في ظلّ أكبر حرب تتعرّض لها السعودية، والمتمثّلة بهبوط أسعار النفط منذ العام 2015، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد السعودي بالمجمل.

بن سلمان، البالغ من العمر 32 عاماً، دشّن رؤية 2030 التي قال إنها ستفتح السعودية أمام العالم الحديث، واعداً أيضاً بالعودة ببلاده إلى الإسلام المعتدل.

ويقول محمد الرشودي، الأستاذ في «جامعة الرياض»: «إنّ الكثير من وعود التغيير كانت تُقال سابقاً إلّا أنّها لم تتحقّق، اليوم هناك تغييرات جيدة، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، ولكنني أعتقد أنّ هذه الحريات ليست الشغل الشاغل للسعوديين في الوقت الحاضر، الكثير منهم قلقون من الوضع الاقتصادي».

مستوى البطالة في السعودية ارتفع بشكل كبير ليصل إلى 12.8 في المئة العام الماضي، كما طبّقت السعودية ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 في المئة اعتباراً من مطلع العام الجاري، كما بدأت بالإلغاء التدريجي لدعمها للوقود، فحتى مع السماح للمرأة بقيادة السيارة فإنّ عملية تعبئة خزان الوقود باتت اليوم مكلفة ماديّاً وليست كما كانت عليه في السابق، مقابل ذلك هناك ندرة كبيرة في الوظائف.

في مدينة جدّة، على البحر الأحمر، لا يكاد يُلحظ أي وجود للشرطة الدينية، كما هو الحال في بقيّة المدن السعودية، فهنا يقول موفد الصحيفة البريطانية: «يمكن أن تجد مجموعة من النساء وهنَّ يتجوَّلن في الأماكن العامة من دون الرجال، كما أن هناك الكثير من البيئات داخلها مختلطة، في حين يمكن أن تجد العباءات النسائية بألوان أخرى غير الأسود، الأكثر من ذلك أنك يمكن أن تجد في هذه المدينة الساحلية نساء لا يرتدين الحجاب».

وفي الشهر الماضي، شهدت مدينة جدة استضافة المغنّي الأميركي الشهير نيلي، الذي أحيا حفلة شهدها الرجال فقط ولم يُسمح بدخول النساء إليها.

محمد بن سلمان، الذي يتعرَّض لانتقادات كبيرة بسبب حصاره لقطر وموقفه العدائي ضدّ إيران وحرب اليمن، عازم على وضع تصوّر لعقود مقبلة للسعودية من الداخل، يقوم على مبدأ تقليص صلاحيات المؤسّسة الدينية.

الشباب السعودي التوّاق إلى التغيير يقابل تلك الإصلاحات بترحيب كبير، لكن في الوقت ذاته تتقلّص فرص العمل أمامه باستمرار، والحياة التي كان عليها المجتمع السعودي لم تعدّ كما كانت، وهو ما دفع شركات السفر السعودية إلى اقتراح وجهات سفر جديدة مناسبة للجيوب التي بدأت تصبح خاوية.

واشنطن بوست

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن وجود ثلاثة أسباب تقف وراء الخلاف السعودي ـ الأردني الذي لوحظ في الآونة الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أردني رفيع المستوى قوله، إن أسباب الخلاف تكمن في رفض الأردن إرسال قوّات بريّة للمشاركة في الغزو السعودي لليمن قبل ثلاث سنوات، واعتراضها على الحصار الذي فرضته المملكة والإمارات على قطر، خصوصاً أنّ هناك أكثر من 50 ألف أردني يعملون في الدوحة.

والسبب الثالث وراء الخلاف الأردني ـ السعودي، وفق المسؤول، هو أن الأردن رفضت المشاركة في الحملة على جماعة الإخوان المسلمين، حيث تعتبر عمّان أن احتواء المخابرات العامة للجماعة سرّاً أكثر فعاليّة من تلك الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات ضدّها.

وبحسب الكاتب في الصحيفة الأميركية، ديفيد أغنتايوس، فقد كان للأردن دور كبير في تحالفه مع الولايات المتحدة ضدّ الجماعات الإرهابية، وأن المخابرات الأردنية كانت مركزاً متقدّماً للعمليات ضدّ تلك التنظيمات، ومن ثم فإنه لا يجب التخلّي عنه في مهب رياح المنطقة المتغيرة.

وتابع أغنتايوس أن الأردن، الحليف الأهم لأميركا في المنطقة، يقف اليوم أمام تحدٍّ جديد ومدهش يتمثّل في العلاقة مع السعودية، فالرئيس دونالد ترامب وبتشجيع من «إسرائيل»، يواصل التحالف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي بات اليوم حليفاً مفضّلاً لواشنطن، وهو ما دفع بعض الأردنيين إلى الشعور بأنّ واشنطن بدأت تتناساهم.

بن سلمان بدأ يتحرّك لاحتلال الفضاء السياسي الذي كان يحتلّه الأردن، حيث يحاول إعادة تسويق بلاده لتكون صوتاً للإسلام المعتدل، وهي المهمة التي ظلّت المملكة الأردنية الهاشمية تلعبها طيلة عقود خلت.

كما أنه يحاول أن يكون عامل تغيير في العالم العربي، وهو أيضاً الدور الذي كان الأردن يمارسه، وأخيراً فإن بن سلمان، وبدعم من ترامب، يطرح نفسه على أنه الخيار المناسب للصفقة النهائية بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين، وهو ما أثار المخاوف الأردنية، وفق الكاتب.

ما يقلق الأردن هو أن دبلوماسية ترامب التخريبية التي تمثّلت في قراره بشأن القدس واعتبارها عاصمة لـ«إسرائيل»، ستخلق مشاكل داخلية فيها، خصزصاً أنّ هذا القرار أثار عاصفة انتقاد كبيرة.

ويرى الكاتب أنّ الأردن صديق عربي خاص لأميركا، وأن أجيالاً من ضبّاط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تعاونوا مع نظرائهم الأردنيين، حيث نجحت الاستخبارات الأردنية في أن تكون قاعدة متقدّمة في محاربة الجماعات الإرهابية، وأسهمت في تجنيد العديد من العملاء في الأماكن التي لا يمكن لجواسيس أميركا الوصول إليها.

الأردن يعيش هذه الأيام أزمة اقتصادية خانقة في منطقة عربية مشتعلة، حيث يعاني اقتصاده من الضغط بسبب وجود نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى لاجئين من دول عربية أخرى، يقابل كل ذلك توتّر في علاقته مع الإمارات والسعودية، الدولتين اللتين كانتا تقدّمان مساعدات مالية للأردن.

وتنقل الصحيفة الأميركية عن مسؤول أردني رفيع قوله إنّ الوضع غير مسبوق الأحداث تتسارع والغموض هو سيد الموقف.

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنّ الدعم الأميركي كان عاملاً مهماً للأردن ويفترض أن يستمر، فمن المتوقّع أن يوقّع الأردن والولايات المتحدة مذكّرة تفاهم جديدة في الثالث عشر من هذا الشهر تتضمّن تقديم مساعدات مالية جديدة لمدة خمس سنوات بحيث تصل قيمة المساعدات الأميركية سنويّاً للمملكة الأردنية إلى نحو 1.5 مليار دولار.

بلومبرغ

كشفت شبكة «بلومبرغ» الأميركية عن مساعٍ قام بها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من أجل المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، مشيرةً إلى أنّه في الوقت نفسه يخشى أنّ تثير هذه الخطوة غضب حلفائه في الخليج، وتحديداً الإمارات التي تتخذ موقفاً متشدّداً تجاه الجماعة.

وقالت الشبكة إنه وبعد أربع سنوات من الانقلاب العسكري الذي نفّذه السيسي على جماعة الإخوان المسلمين وإعلانها منظمة إرهابية وتحوُّلها إلى خصم لدود له، فإن الرئيس المصري أجرى سلسلة من التغييرات.

ترى «بلومبرغ» أنّها يمكن أن تفيد في طريقة إعادة تشكيل العلاقة بينه وبين الجماعة.

وتابعت الشبكة أن السيسي يعتمد على الجيش كداعم له، عكس الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي كان يعتمد على دعائم عدّة في حكمه، منها: الجيش، والحزب الوطني الحاكم، ورجال الأعمال، والقضاء، والشرطة.

الأحزاب السياسية في مصر لم تعدّ فاعلة، بحسب «بلومبرغ»، وكذا الحال بالنسبة إلى رجال المال، في الوقت الذي تغلغل فيه الجيش بالمناحي الاقتصادية والسياسية كافّة، بطريقة لم يسبق لها مثيل.

السيسي وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أطاح بعدد من أبرز اللاعبين الأساسيين في الجيش، بينهم رئيس الأركان محمود حجازي، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة خالد فوزي، دون أي تفسير علني عن أسباب هذه الإقالات.

صحيح أن مثل هذه الخطوات يمكن أن تقلّل من دعم السيسي داخل المؤسسة العسكرية، تضيف الشبكة، إلّا أنه لم يتخذ مثل هذه الخطوات دون أسباب مقنعة، فهو يعتقد أنها يمكن أن تشكّل فائدة أكبر بالنسبة له.

وتتوقّع «بلومبرغ» أن تصبَّ هذه التغييرات في صالح الإخوان المسلمين كما يرى العديد من المراقبين، وهذه ليست المرة الأولى التي تستفيد فيها الجماعة، التي تأسّست عام 1928، من تقلّبات السياسة في مصر فمنذ عهد جمال عبد الناصر إلى أنور السادات إلى حسني مبارك، كان هناك مقولة غير معلنة، أنه كلّما انقلب الجنرالات بعضهم على بعض، فإن الرؤساء يتّجهون إلى الإخوان المسلمين للحصول على الدعم السياسي.

لقد احتفظت الجماعة بدورها كلاعب سياسي يبحث عن مكاسب انتخابية، بحسب الشبكة، كما أنها مثَّلت جمعية خيرية كبيرة قادرة على الترويج لأي برامج اجتماعية وثقافية ودينية.

ولم يقتصر دور الجماعة على مصر التي تأسّست فيها، وإنّما تحوّلت إلى لاعب مثير للجدل في تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط.

وعلى مدى سنوات، تطوّرت الجماعة لتشكِّل تحدّياً للأنظمة الحاكمة في مصر والمنطقة، وفي بعض البلدان، مثل الأردن والمغرب وتونس والسودان، فإن جماعة الإخوان حزب سياسي معترف بها.

وبإستثناء قطر، فإن العديد من الدول العربية والخليجية تحظّر عمل جماعة الإخوان المسلمين وتصفها بالإرهابية، ولكن وعلى مرّ التاريخ فإن علاقة الجماعة بالحكومات تتسمّ بالتقلّب.

تقول «بلومبرغ» إنّ السيسي لا يختلف عن أسلافه، فهو اتخذ موقفاً مناهضاً ضدّ الإخوان المسلمين، لكنه الآن يستكشف فرصة للمصالحة معهم من خلال طرق عدّة.

فبحسب مصادر تابعة إلى جماعة الإخوان، تَواصل مسؤولون من الاستخبارات الحربية مع شخصيات إخوانية في السجن للإتفاق على صفقة يفرَج بموجبها عن قادة بارزين في الجماعة مقابل التخلّي عن العمل السياسي.

أولى بوادر تأكيد وجود مثل هذه الاتصالات، كانت إقالة رئيس جهاز الاستخبارات، خالد فوزي، في الثامن عشر من حزيران الماضي، فقد تولّى فوزي منصبه في كانون الأول من عام 2014 بذروة الاضطرابات في مصر، وكان يُعتبر واحداً من الصقور في مواقفه المتشدّدة من جماعة الإخوان المسلمين، حيث شنّ حملة قمعيّة كبيرة على الإسلاميين عامّة، وجماعة الإخوان على وجه الخصوص.

فوزي، بحسب الشبكة الأميركية، عرقل محاولات عديدة للتصالح مع الإخوان المسلمين، وبرحيله، فإنّ الجماعة امتلكت منْفذاً جديداً.

علامة أخرى على سعي السيسي للمصالحة مع الإخوان، تمثّلت في اعتقال الفريق سامي عنان، رئيس هيئة أركان الجيش في عهد مبارك وأحد أعضاء المجلس العسكري الذي سلَّم السلطة إلى حكومة الرئيس المنتخب محمد مرسي، فبعد أنّ أعلن عنان ترشّحه للانتخابات الرئاسية، المقرّر إجراؤها في آذار المقبل، منافساً للسيسي، اعتُقل من قِبل السلطات المصرية.

عنان يرتبط بعلاقة جيدة وطويلة مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث وعد الجماعة بإعادة فتح ملف الإدانات ضدّ الجماعة، معتبراً أنّها في غالبها مسيَّسة، وذلك على أمل أنّ يحظى بدعمهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

الاتفاق غير المعلن بين عنان والإخوان، بحسب «بلومبرغ»، أشعَر السيسي بالخطر، ومن هنا فإنه عاقدٌ العزم على أن تكون المصالحة من خلاله ومعه، الأمر الذي يمكن أن يصبَّ في مصلحته وليس في مصلحة عنان.

مضيُّ السيسي قدماً في موضوع المصالحة مع الإخوان المسلمين، يمكن أن يثير قلق حلفائه بالإمارات والسعودية، اللتين تنظران إلى الجماعة على أنّها جماعة إرهابية، كما أنّ ذلك قد يتسبّب في تعقيدات أكثر للعلاقة المتشابكة بين السيسي وهذه الدول الخليجية، رغم أن دولة مثل السعودية عقدت سلسلة نقاشات مع حزب الإصلاح اليمني المنتمي إلى الجماعة نفسها.

ويبقى السؤال الذي طرحته الشبكة، وهو: كيف ستواصل الإمارات والسعودية تصنيفهما جماعة الإخوان المسلمين على أنّها جماعة إرهابية، إذا حدثت مصالحة بين الجماعة والرئيس السيسي في مصر؟

واشنطن بوست

يبدو أنّ عدداً من التقارير الأخيرة قد أكّدت أحد أسوأ الأسرار في الشرق الأوسط. بالتنسيق مع السلطات المصرية، قامت «إسرائيل» منذ شهور بشنّ ضربات جوّية سرّية ضدّ الجماعات المتطرّفة التي تنشط في شمال سيناء. استخدم «الإسرائيليون» طائرات بدون طيّار وطائرات هليكوبتر وطائرات حربية لشنّ ما لا يقلّ عن 100 ضربة على شبه جزيرة سيناء، وكلّها تمت بمباركة واضحة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقد نشرت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي تقارير صدرت عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين سابقين تؤكّد الغارات «الإسرائيلية». تأتي هذه التقارير في الوقت الذي تكافح فيه مصر للسيطرة على التمرّد المدمّر في سيناء، كما تظهر تحالفاً سرّياً بين بلدين انخرطاً في ثلاث حروب ضدّ بعضهم البعض ثم وقّعا على اتفاق سلام هشّ، وفق ما ذكر تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست».

وقال تقرير سابق للصحيفة الأميركية إنّ التحالف السرّي بين مصر و«إسرائيل» في مجال مكافحة الإرهاب يظهر كيف أنّ صعود «داعش» وغيره من الجماعات الإسلامية المسلّحة قد ساعد على إقامة شراكات هادئة بين «إسرائيل» وخصومها العرب منذ فترة طويلة. لكن الأمر لا يتعلّق بتنظيم «داعش» فحسب.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إنّ كبار الجنرالات في مصر قد تقاربوا من خلف الكواليس بشكل مطّرد مع نظرائهم «الإسرائيليين» منذ توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» قبل 40 عاماً في عام 1978. ساعدت قوات الأمن المصرية «إسرائيل» على فرض قيود على تدفّق البضائع داخل قطاع غزّة وخارجه، وهي الأراضي الفلسطينية المتاخمة لمصر التي تسيطر عليها حركة حماس المسلّحة، وقد تشاركت أجهزة الاستخبارات المصرية و«الإسرائيلية» منذ وقت طويل معلومات عن المسلّحين على كلا الجانبين من الحدود.

وقد نفت السلطات في كلا البلدين صحة التقارير التي تتعلّق بالضربات الجوّية «الإسرائيلية». وفي إطار مكافحة التمرّد الكاسح في سيناء، منعت مصر الصحافيين من التغطية في شبه جزيرة سيناء. ويفرض الجيش «الإسرائيلي» رقابة خصوصاً على الصحافيين المحليّين الذين يغطّون قضايا الأمن القومي. وشبّه أحد المحلّلين معاملة «إسرائيل» لهذه القضية بصمتها الدائم على وجود برنامجها السرّي للأسلحة النووية.

ونقل التقرير ما ذكره زاك غولد، الخبير في شؤون سيناء، لصحيفة «نيويورك تايمز»: إنّ الضربات «الإسرائيلية» داخل مصر تقريباً على نفس المستوى، وفي كلّ مرة يقول فيها أي شخص أي شيء يتعلّق بالبرنامج النووي، يتعيّن عليهم أنّ يضيفوا عبارة «وفقاً للصحافة الأجنبية».

إن مصلحة «إسرائيل» الاستراتيجية الرئيسية في مصر هي الاستقرار، وهم يعتقدون أن الإعلان عمّا يجري بكلّ حريّة يهدّد ذلك الاستقرار.

إن العنف في شمال سيناء، الذي أثارته سنوات من سوء الإدارة المصرية وظهور جماعات متطرّفة في المنطقة، يظهر دلالة ضئيلة على التراجع. وفي تشرين الثاني، هاجم مسلّحون مرتبطون بتنظيم «داعش» مسجداً هناك، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص.

قد تكون القوة الجوّية «الإسرائيلية» والدراية الفنّية ضرورية بشكّل متزايد لحكومة السيسي لمواكبة ذلك.

وقال مسؤول أميركي سابق مطلع على الحملة لـ«واشنطن بوست»: «إن الضربات الجوّية تمثّل نموذجاً لمدى تقارب الدولتين على صعيد التعاون الأمني. لكنها توضح مدى سوء تعامل المصريين مع التهديد الإرهابي. واشتكت كلّ من «إسرائيل» والولايات المتحدة من أنّ المصريين لم يتلقّوا النصائح والتوصيات التي تقدّمت بها الولايات المتحدة لبعض الوقت.

وقال التقرير إن مصر ليست الدولة الوحيدة التي وجدت قضية مشتركة مع عدوها السابق. فـ«الإسرائيليون» والسعوديون قد تعمّقت علاقاتهم الأمنية واتصالاتهم، مدفوعين بالكراهية المشتركة لإيران. ولكن تعاونهم المتنامي ما زال سرّاً، حيث إنّ تشديد الروابط مع البلد الذي ما زال يفرض الاحتلال العسكري على ملايين الفلسطينيين سيشكّل مشكلة سياسية لأي بلد عربي.

ومن الواضح أيضاً أنّ التعامل مع القضية الفلسطينية لم يعدّ كما كان في السابق. نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقارير عن اتصالات سرّية بين مسؤولي الاستخبارات العسكرية المصرية ومذيعين بارزين في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، وهي خطوة حذّرت مصر علناً منها.

وفي مكالمة هاتفية، يحثّ ضابط مصري الصحفيين على عدم إثارة الغضب على قرار ترامب، بل ينصحهم بإيجاد وسيلة لإقناع الجمهور المصري بأن على الفلسطينيين أن يتخلّوا عن مطالبتهم في القدس الشرقية.

حيث يقول الضابط «ما هو الفارق بين القدس ورام الله؟» في إشارة إلى مدينة رام الله الواقعة في الضفّة الغربية حيث مقرّ السلطة الفلسطينية المحاصرة. من جهة أخرى.

وبحسب «تايمز»، فقد عرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على المسؤولين الفلسطينيين قبول إقامة دولة فلسطينية محدودة تكون عاصمتها في القدس الشرقية.

ولا يزال القادّة العرب بطبيعة الحال يعربون عن قلقهم إزاء توسّع «إسرائيل» في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية. وقال الملك عبد الله الثاني في مقابلة في «المنتدى الاقتصادي العالمي» الشهر الماضي إنّ الفلسطينيين لم يعودوا يرون الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً في عملية السلام. كما شنّ هجوماً مهذّباً على رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى