زعيتر يرعى ورشة عمل حول البرك التلية: تُخفِّف على المزارع تكاليف إنتاجه

نظم المشروع الأخضر ورشة عمل حول «البرك التلية: واقع وآفاق» وهي من ضمن مشروع التنمية المستدامة في مناطق التلال HASAD في فندق «الراديسون بلو» ـ فردان، برعاية وحضور وزير الزراعة غازي زعيتر، وبمشاركة ممثل منظمة «الفاو» في لبنان موريس سعادة ورؤساء بلديات ومهندسين زراعيين وخبراء في إدارة الري ومنظمات دولية.

وأشار زعيتر إلى «أنّ الدراسات كشفت أنّ من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تفاقم النقص الحالي في المياه. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2040، سوف تنخفض الأمطار بنسبة 10 ـ 20 في المئة وستزداد درجات الحرارة من حوالي درجة مئوية واحدة على الساحل إلى درجتين مئويتين في البر الرئيسي. وسيكون لذلك تأثير مباشر على توازن المياه، ما يقلّل من توافر المياه مع زيادة الطلب عليها. ولقد تمّ تحديد زيادة تخزين الموارد المائية وتحسين كفاءة استخدام المياه باعتبارها ركيزة أساسية في استراتيجيات وخطط وزارة الزراعة. كما اعترفت حكومة لبنان بالدور الرائد الذي يؤديه تعزيز تعبئة الموارد المائية الإضافية للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه».

ولفت إلى «أنّ حصاد المياه استخدم منذ العصور القديمة في لبنان لاستكمال نقص المياه الموسمية أو ندرة الموارد المائية في المناطق الجافة. وفي السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أنّ الوكالات الحكومية والقطاع الخاص قد شيدت خزانات وبركاً لجمع المياه، لا يزال هناك عدد كبير من المواقع المحتملة التي يمكن فيها إنشاء خزانات إضافية لتخزين المياه. وخلال السنوات الـ 45 الماضية، لم يتم تعبئة سوى مليوني متر مكعب فقط من خلال الأحواض. لا يزال هناك العديد من المواقع المحتملة التي يمكن تطويرها».

أضاف: «تعتبر أنشطة مشروع التنمية الزراعية المستدامة في مناطق التلال HASAD التي تركز على الاستدامة في تجميع المياه والاستخدام الفعال للتدفقات الزائدة من المياه الجوفية والربيعية، وتدابير الحفاظ على التربة والمياه والري الحديث، فضلاً عن تحسين الممارسات الزراعية والاستخدام الكفء للمياه، أنشطة تمكينية لمساعدة المزارعين اللبنانيين على تحسين دخلهم وزيادة قدرتهم على مواجهة التغيرات المناخية. والمشروع الذي انطلق في العام 2012 ممول من قبل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد ، وصندوق منظمة أوبك للتنمية الدولية أوفيد ، والحكومة اللبنانية، بالإضافة إلى مساهمات المستفيدين بما مجموعه حالي 16.64 مليون دولار أميركي. كما تدعم منظمة إيفاد هذا المشروع بمشروع رديف وهو مشروع «تعزيز بناء القدرات التكيفية للمجتمعات الريفية في لبنان AGRICAL»، وهو تدخل قيمته 7.85 مليون دولار أميركي ومن المتوقع أن يبدأ العمل فيه في العام الحالي».

وأوضح زعيتر «أنّ الهدف العام لمشروع حصاد يتمثل في الحد من الفقر الريفي من خلال زيادة الإنتاجية الزراعية والدخل للأسر المستهدفة في منطقة المشروع زيادة کبيرة. ولتحقيق ذلك عمل المشروع على ما يلي:

ـ إدخال تحسينات في إدارة التربة والمياه وتطوير تدابير جمع المياه الصغيرة والمتوسطة الحجم وتدابير الحفاظ على التربة والمياه

ـ تحسين الإنتاجية الزراعية والروابط التسويقية لصغار المزارعين من خلال توفير خدمات الدعم التقني

ـ تعزيز قدرات الوكالات المنفذة للمشروع ومنظمات المزارعين».

وتابع زعيتر: «نجتمع اليوم في إطار أنشطة المشروع المتعلقة بتطوير حفظ المياه والتربة، حيث قام المشروع ويقوم حالياً بتنفيذ التالي:

ـ إنشاء عشرين بحيرة تتراوح سعتها بين 000 20 و000 100 متر مكعب، لتخزين المياه من الينابيع وجريان المياه لاستخدامها للري من قبل مجموعات من صغار المزارعين. وقد تم اختيار مواقع البحيرات من خلال نهج قائم على المشاركة، استناداً إلى معايير الأهلية الاجتماعية والاقتصادية والتقنية المناسبة المعتمدة للمشروع. وقد تم حتى الآن إنجاز الأعمال في المواقع التالية: إهمج، عيترون، شبعا، بوداي، نحلة، وعين البنية. ويتم العمل حالياً على إنجاز البحيرات في كلّ من بيت ليف، كرم المهر، منجز، كفرشوبا، المضوي ، يونين، ومجدل سلم. كما سوف يتم قريبا تلزيم الاعمال في كل من برقا، الزرازير، قرنايل، دير المخلص، بقاعصفرين، والقيقب.

ويعمل المشروع أيضاً على إقامة شبكات الري لهذه البحيرات، بتمويل رئيسي من المستفيدين أنفسهم ومن جهات مانحة أخرى.

ـ إنشاء المصاطب لحفظ التربة وبناء جدران الدعم. حيث يتم اختيار أكثر من 50 هكتار من الأراضي الزراعية للاستفادة من أعمال الاستصلاح، بعد مراجعة طلبات المستفيدين في المناطق المستهدفة في المشروع.

ـ إنشاء خزانات أرضية/ خرسانية صغيرة لتخزين المياه لاستخدامها في الري التكميلي في المزارع الصغيرة الفردية من مصادر المياه المتوفرة أو قنوات الري. قد تمّ إنشاء حوالي 100 خزان منها حتى الآن.

ـ إنشاء لجان لإدارة كل من البرك التي ينفذها المشروع بالتعاون مع البلديات المعنية وتدريب اعضاء هذه اللجان على الادارة الحديثة لموارد المياه.

ـ تدريب المزارعين المستفيدين على الاساليب الحديثة للري وحفظ المياه والتربة.

ويهدف لقاؤنا اليوم إلى عرض تجربة مشروع حصاد مع الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة، وتبادل الآراء والخبرات مع المعنيين من أصحاب القرار وأهل الخبرة من أجل تعميم الفائدة والبناء على ما تم تحقيقه حتى الآن من قبل مختلف الأفرقاء من أجل تطوير مبادرات حفظ المياه التربة على الصعيد الوطني».

وختم زعيتر متوجهاً الى العاملين في مكتب المشروع الأخضر بشكل عام، فقال: «كما تعلمون نواجه اليوم نقصاً إن كان على الصعيد الوظيفي أو على صعيد تشكيل المكتب إنما سنسعى دائماً وباستمرار لأن نقدم لأهلنا في كلّ المناطق اللبنانية وخاصة المناطق التي تحتاج إلى مثل هذه المشاريع البرك التلية لحفظ المياه وتوفيرها للمزارعين من خلال ذلك نستطيع أن نخفف على المزارع تكاليف إنتاجه الزراعي ولكن الأهم بنظري وبنظر الجميع هو أن نحفظ هذه المياه التي تذهب هدراً لأنّ مياه لبنان لا تكفي لأهل لبنان نحن سنعمل على توفير المياه للمزارعين كي يستطيعوا أن ينافسوا في منتوجاتهم الزراعية الآخرين إن كانوا دولاً شقيقة أو صديقة».

وقال: «علينا أن نجهد جميعاً، لأن نتعاون مع المنظمات الدولية ولكن نبدأ أولاً بأنفسنا نحن عندما نعمل بجهد وبكد نستطيع أن نصل مهما كانت القدرات متواضعة ومنها المادية من قروض أو مساهمات للحكومة اللبنانية أو الدولة اللبنانية ولكن علينا أن نعتمد على أنفسنا الفترة القصيرة المقبلة لأننا مقبلون على انتخابات نيابية ولكن هذا لا يعني أن نتوقف عن العمل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى