ترامب وبن سلمان وتعثر الصفقة… وقصف جرمانا يهدّد بوقف التفاوض حول دوما غرفة العمليات السعودية تسحب الضاهر وتضيف قاطيشا للمستقبل… والهدف بعلبك

كتب المحرّر السياسي

بدا استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان مثقلاً بالهموم هذه المرة، مع تحوّل تعطيل التصويت في الكونغرس على قانون وقف المشاركة في حرب اليمن انتصاراً من جهة، وتعثر صفقة القرن التي تقوم على تسوية فلسطينية إسرائيلية برعاية أميركية سعودية عنوانها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ»إسرائيل»، وعودة المطالبة الأميركية بتوحيد مجلس التعاون الخليجي بمصالحة سعودية قطرية لحلف بوجه إيران بدلاً من حلف «إسرائيلي» سعودي معلن ينتظر الصفقة المتعثرة، فيما تستعدّ واشنطن لملف التفاوض مع كوريا الشمالية وتبدّل أولوياتها، بعد الخيبات المتعدّدة التي لقيتها في المنطقة، خصوصاً في سورية ساحة التعاون الرئيسية بين واشنطن والرياض، حيث الرعاية المشتركة للحرب فيها، وحيث الوقائع صادمة لجهة تراكم الفشل على الخيبة، والهزيمة على العجز.

في سورية حيث الجيش يواصل التقدّم في محاور عربين، ويواصل مركز حميميم الروسي للمصالحة مفاوضاته مع قيادة ميليشيات دوما لتسوية، بالتزامن مع التفاوض مع سائر الجماعات المسلحة على انسحابها من سائر مناطق الغوطة الباقية، تفادياً لمواصلة الحسم العسكري، جاء قصف ميليشيات دوما لضاحية جرمانا الدمشقية بوحشية تسبّبت بسقوط العديد من الشهداء والجرحى، ليعرقل التفاوض ويعزز خيار الحسم العسكري، حيث اشتعلت جبهات المواجهة بين الجيش السوري والميليشيات المسلحة على محاور دوما من جهة الريحان ومسرابا.

لبنانياً، والشأن الانتخابي في الصدارة مع اقتراب نهاية مهل تشكيل اللوائح، ونهاية مهل سحب الترشيح، مزيد من التطورات المتسارعة لحسم صورة التحالفات واللوائح الانتخابية، أبرزها نجاح غرفة العمليات السعودية بسحب ترشيح النائب خالد الضاهر وضمّ المرشح القواتي وهبة قاطيشا إلى لائحة تيار المستقبل في عكار، فيتحقق تعزيز الحاصل الانتخابي للائحة من رصيد سعودي يمثله الضاهر، لضمان مشاركة قاطيشا حيث لا تملك القوات ما يكفي للمقعد الذي طلبته من السعودية، كثمن لتشكيل لائحة مشتركة مع تيار المستقبل في بعلبك الهرمل في مواجهة اللائحة التي يشكل حزب الله القوة الأبرز فيها.

في المقابل، بدأ التيار الوطني الحر بتظهير نتائج اتصالاته لبلورة صورة نهائية لتحالفاته ولوائحه، بعدما نجح برفد مرشحيه في دوائر متعدّدة بتحالفات مع مرشحين يرفعون حاصل اللوائح الانتخابي مقابل حظوظهم بالفوز بأصواتهم التفضيلية، وكما ضمّ النائب السابق منصور غانم البون للائحة كسروان جبيل، حسم ضمّ المرشح سركيس سركيس إلى لائحته في المتن، وتحالف مع ميشال معوض في دائرة زغرتا البترون بشري الكورة، ويتفاوض مع المرشح جو حبيقة للتعاون في دائرة بعبدا، بينما رست حساباته الانتخابية على التحالف مع ثنائي حركة أمل وحزب الله في بعلبك الهرمل وفي البقاع الغربي وبيروت الثانية، ودخل النقاش تفاصيل ترتيبات التحالف.

توقُّف المفاوضات بين «المستقبل»و«القوات»

عشية انتهاء مهلة سحب الترشيحات وعلى مسافة أيام من إقفال باب إعلان اللوائح الانتخابية وستة أسابيع من موعد الاستحقاق، كثفت القوى السياسية مشاوراتها لبلورة تحالفاتها الأخيرة مستعينة بأرقام ماكيناتها الانتخابية تارة وبـ «الاستخارة» الانتخابية طوراً.

ومن المتوقع أن يرتسم المشهد النهائي للوائح الانتخابية في عطلة نهاية الأسبوع مع إعلان التيار الوطني الحر عن لوائحه في مختلف الدوائر السبت المقبل على أن يليه تيار المستقبل. الأمر الذي سيزيد صورة التحالفات وضوحاً لا سيّما بين ثلاثيّ «القوات» والتيارين البرتقالي والأزرق.

وبعد أسابيع من اللقاءات والمشاورات بين تيار المستقبل و«القوات اللبنانية» يبدو أن المفاوضات قد توقّفت واستقرّت على التحالف في دائرتي بعلبك الهرمل وعكار إلى جانب «تحالف غير مباشر» في دائرة الشوف – عاليه بـ «معية» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في ما تعثّرت في دوائر البقاع الغربي وصيدا جزين وحاصبيا مرجعيون وبعبدا والكورة. واستبعدت مصادر الطرفين لــ «البناء» أن يتغيّر شيء في التحالفات قبل الإثنين المقبل. في المقابل لم يحسم التيار الوطني الحرّ خياراته التحالفية في دائرة بعلبك الهرمل، علماً أن لديه مرشحين عن المقعدين الماروني والكاثوليكي.

بعلبك – الهرمل إلى الضوء

إلى ذلك بقيت دائرة البقاع الثالثة في دائرة الضوء ومرمى التركيز «القواتي» «المستقبلي» والاستهداف السعودي، وسط معلومات عن تنسيق بين المستقبل وجهات خارجية لتشكيل لائحة في مقابل لائحة الأمل والوفاء» بموازاة العمل على افتعال أحداث أمنية متنقلة في مناطق البقاع لإثارة الأجواء الطائفية والمذهبية بين الشرائح البقاعية لتقليب الطوائف الأخرى على حزب الله والاستفادة انتخابياً من هذا المناخ. وفي حادث لم تُكشَف خلفياته بعد، أصيب أمس شخصان بجروح، بعد أن أطلق النار المدعو «م. ع. ح.» ومعه آخرون، باتجاه «فان» للنقل كانا بداخله. وتولّت قوى الأمن الداخلي التحقيق بالحادث، فيما أوعز النائب العام بإجراء تحقيق حسّي والعمل على إحضار مطلق النار. كما شهدت منطقة الهرمل مساء أمس إطلاق قذائف ورصاص كثيف جراء اشتباكات بين عائلة ناصر الدين وعائلة آل حمادة.

ومن جهة أخرى، نفت قيادة الجيش في بيان ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي، «توقيف مديرية الاستخبارات خليّة تابعة لأحد التنظيمات الإرهابية في إحدى المناطق اللبنانية، خطّطت للقيام بعملية اغتيال أحد رؤساء الأحزاب اللبنانية».

وردّت كتلة المستقبل في بيان بعد اجتماعها برئاسة السنيورة على حزب الله، مشيرة الى أن «الكلام المنسوب لقيادات حزب الله حول الانتخابات النيابية في دائرة بعلبك الهرمل فيه نزوع متكرر نحو التحريض المذهبي، ومحاولة غير مقبولة لإسقاط تسميات إرهابية على فريق لبناني، من بديهيات حقوقه الوطنية الترشح للانتخابات في هذه الدائرة أو سواها».

واعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن «الانكفاء عن المشاركة في الانتخابات هو تخلّ عن القيام بواجب وطني وتخلّ عن المسؤولية»، مشيراً خلال استقباله في المصيلح فاعليات جنوبية الى أن «الجميع في الجنوب معني بتحويل الاستحقاق الانتخابي الى استفتاء على الثوابت في الوحدة والعيش المشترك الحقيقي».

الصقور «الزرق» خارج البرلمان

أما في دائرة عكار فقد أكد موقع «القوات اللبنانية» أمس، أن «القوات قرّرت أن ينضمّ مرشحها عن المقعد الأرثوذكسي في عكار العميد المتقاعد وهبي قاطيشا إلى لائحة تيار المستقبل، وقد أبلغت قيادة التيار بذلك بعدما كانت تركت الأخيرة المقعد الأرثوذكسي شاغراً». وسُجل أمس، انسحاب 9 مرشحين من السباق الانتخابي بينهم عدد في دائرة بعلبك – الهرمل لمصلحة لائحة الأمل والوفاء، كما أعلن عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا سحب ترشيحه من دائرة المتن ما يعني تثبيت مرشح التيار الوطني الحر في هذه الدائرة سركيس سركيس.

وبعد زيارته بيت الوسط أعلن النائب خالد الضاهر، سحب ترشّحه معلناً وقوفه «الى جانب الرئيس سعد الحريري»، ما يعني أن الضاهر بات خارج المجلس النيابي الجديد منضمّاً الى الرئيس فؤاد السنيورة والنائب أحمد فتف وغيرهم الذين اعتُبروا من الصقور «الزرق» في مراحل سابقة.

أما انضمام الضاهر الى رئيس المستقبل مستعيناً بـ «الاستخارة» فإنه سيُضعف موقع الوزير السابق أشرف ريفي الانتخابي في مواجهة المستقبل، لا سيما في دائرة عكار بعد الانفصال الانتخابي بين ريفي والضاهر منذ أيام قليلة، علماً أن الضاهر كان أعلن منذ قرابة العامين تعليق عضويته من كتلة المستقبل النيابية اعتراضاً على سياسة الحريري. كما أعلن خلال أزمة الحريري في السعودية استعداده لمبايعة بهاء الحريري إن طلبت منه السعودية ذلك.

الكهرباء من خارج جدول الأعمال

ومع اشتداد حماوة المشهد الانتخابي، طفا الملف الكهربائي الى سطح الخلافات السياسية والانتخابية مجدّداً وسط الحديث عن توجّه لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لعرض خطة وزارة الطاقة لاستئجار الكهرباء على التصويت في جلسة مجلس الوزراء التي تُعقد اليوم في بعبدا برئاسة الرئيس عون، بعد أن كان عون وزّع تقريراً على الوزراء في الجلسة السابقة يتضمن أرقاماً مالية واقتصادية، في ظل اعتراض قوى حكومية عدة على الخطة في مقدمتهم أمل وحزب الله والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، وعلماً أنّه منذ تشكيل الحكومة حتى الآن لم يُعرض أي ملف أو قضية في مجلس الوزراء على التصويت بل اتخذت معظم القرارات بالتوافق.

لكن مصادر بعبدا نفت لـ «البناء» أيّ توجّه لدى رئاسة الجمهورية لطرح الملف على التصويت في جلسة اليوم، مشيرة الى أن «ملف استئجار بواخر الكهرباء غير مُدرَج على جدول أعمال الجلسة، لكن هناك البند 17 على الجدول يتضمّن قانون برنامج لتوليد الطاقة على خمس سنوات وربما يتمّ الدخول من هذا الباب الى نقاش أوسع حول ملف الكهرباء واستئجار البواخر والجدوى الاقتصادية منه في ضوء التقرير الذي وزّعه رئيس الجمهورية على الوزراء في جلسة سابقة». كما سيطلع رئيس الحكومة رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء على نتائج مؤتمر روما والتحضيرات المتعلّقة بمؤتمر «سيدر»، وأشارت المصادر الى أن «الاستراتيجية الدفاعية غير مطروحة على جدول أعمال الجلسة إلا إذا طلب أحد الوزراء طرحها من خارج الجدول»، مشيرة الى أن «إعلان الرئيس عون عن بحث الاستراتيجية الدفاعية بعد الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة وليس الآن ولا يعني ذلك استهداف سلاح المقاومة، كما يظنّ ويشيّع البعض».

سجال كهربائي على خط «التيار» «القوات»

واندلع أمس، سجال كهربائي على خط «التيار الوطني الحر» و«القوات»، وقد اتّهم النائب انطوان زهرا وزير الطاقة سيزار أبي خليل بالكذب، مشيراً الى «أن كل ما تمّ تداوله في موضوع الكهرباء موجود في اللجنة واللجان المشتركة في ما يتعلّق بقانون 1200 مليار دولار عام 2010 والتمويل من الخارج أو من دين داخلي»، قائلاّ: «بدّك تكذب بعّد شهودك». وفي تصريح من مجلس النواب، أضاف زهرا: «مَن يحاول تضليل الناس والقول إن هناك مَن يعرقل يمكن إظهاره «ليس حباً بعلي ولا كرهاً بسيزار ابي خليل»، انما فقط لإحقاق الحق وما جرى من تضليل للناس».

فردّ وزير الطاقة على «تويتر»، قائلاً «هيدا نص القانون 181/2011 يظهر جلياً صحة ما نقوله! لما بدّك تكذب خبّي الجريدة الرسمية!»، مرفقاً تغريدته بنسخة عن الجريدة الرسمية.

«سيدر» و«بروكسل»

وغداة اجتماع للهيئة التوجيهية العليا تحضيراً لمؤتمري «سيدر» و«بروكسيل-2»، أكد رئيس الحكومة أن «الحكومة اللبنانية لا تقدم إلى مؤتمر «سيدر» خطة الاستثمار الاقتصادي فحسب، بل تقدم أيضاً رؤية شاملة للاستقرار، والنمو المستدام طويل الأجل، ولخلق فرص العمل». والتقى أمس في السراي، السفيرَ المنتدب من الرئاسة الفرنسية المكلف الإعداد والتنسيق مع الحكومة اللبنانية لمؤتمر «سيدر» بيار دوكين وجرى عرض للتحضيرات لعقد المؤتمر العتيد.

لجنة المال والموازنة

وواصلت لجنة المال والموازنة النيابية اجتماعاتها لدرس مشروع الموازنة العامة وأحالته إلى التصويت في الهيئة العامة، على أن تستكمل اجتماعاتها يومي الأربعاء والخميس في جلسات مطوّلة لإنجاز مهمّتها. وتوقّع رئيسها النائب إبراهيم كنعان «أن يتمّ الانتهاء من أرقام الموازنة خلال هذا الأسبوع، وذلك بعد ان تم إقرار موازنات وزارات الزراعة والسياحة والصناعة والعدل والإعلام والمهجرين والشباب والرياضة والمجلس الدستوري اليوم». وأشار الى «اننا سننظر في طلبات الوزارات بنقل اعتمادات وفق حدَّي الالتزام بالتخفيضات وعدم حصول اي زيادة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى