الكونغرس يعتزم توسيع برنامج تدريب الإرهابيين.. و«ميغ» سورية تدمّر مركز مخابرات أجنبية في درعا

يعتزم الكونغرس الأميركي توسيع برنامج البنتاغون لتدريب وتجهيز الإرهابيين في سورية ممن تسمّيهم الولايات المتحدة «معارضة معتدلة»، وذلك ضمن مشروع ميزانية وزارة الدفاع الأميركية لعام 2019.

وزعمت واشنطن أكثر من مرّة على لسان العديد من المسؤولين الأميركيين، بينهم قائد القوات الأميركية الخاصة الجنرال توني توماس تخلّيها عن هذا البرنامج الذي أطلقته قبل أكثر من أربع سنوات عقب الفشل الذريع الذي مُني به وانضمام الإرهابيين الذين اختارتهم «بعناية» ودربتهم إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وتسليم كل معدّاتهم وأسلحتهم له.

وذكرت تقارير إعلامية أن مشروع الميزانية الجديد يطالب الرئيس الأميركي بتقديم تصوّر مفصل للجنة الدفاع في الكونغرس حول «الجهود التي ستبذلها الإدارة الأميركية لتدريب وإنشاء قوات في سورية والتحقق منها على النحو اللازم».

وتقوم واشنطن عبر التحالف غير الشرعي الذي تقوده بدعم بقايا تنظيم «داعش» الإرهابي بشكل منهجي والعمل على إعادة توظيفه في إطار الميليشيات الانفصالية العميلة لها في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور كما تنشر قوات تابعة لها في منطقة التنف ومخيم الركبان في البادية السورية وتقوم بتدريب بقايا إرهابيي «داعش» هناك.

كما يتضمّن مشروع الميزانية معلومات مفصلة عن التدابير لضمان المساءلة عن المعدات المقدّمة للمجموعات الإرهابية التي تسميهم واشنطن «معارضة معتدلة» إضافة إلى تعليمات حول كيفية تقييم فعالية هذه المجموعات.

وكانت تقارير استخبارية ومصادر في الكونغرس الأميركي أكدت أن الأسلحة الأميركية تنتهي بيد التنظيمات الإرهابية، حيث أنفقت الولايات المتحدة نحو 500 مليون دولار أميركي ما بين عامي 2014 و 2015 لتدريب 54 عنصراً ممن تسمّى «معارضة معتدلة» لينضمّ معظمهم لاحقاً إلى تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وفي سياق استخباري، أغارت طائرات سلاح الجو السوري على مركز للمخابرات الأجنبية قرب مدينة الحارة في محافظة درعا.

وقال مصدر في وزارة الدفاع السورية إن القيادة السورية كانت قد وضعت هذه المنشأة تحت مراقبتها بعدما كشفت المعلومات الاستخبارية أنها تحتضن مركزاً للاستطلاع الإلكتروني أنشأته مخابرات إحدى الدول الأجنبية لدعم المجموعات المسلحة الإرهابية التي تظلّ تحتل هذه المنشأة.

وكانت المنشأة تابعة للقوات المسلحة السورية قبل بدء أحداث الحرب.

على صعيد آخر، بدأت ظهر اليوم عملية تجهيز الدفعة الثانية من الحافلات لإخراج الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية وعائلاتهم من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي إلى شمال سورية.

وأفاد مصدر حربي من منطقة الرستن، بأنّه تمّ تجهيز 5 حافلات تقل العشرات من الإرهابيين الرافضين للتسوية وعائلاتهم وتسييرها باتجاه نقطة تجمّعها عند جسر الرستن شمال مدينة حمص بنحو 20 كم تمهيداً لنقلها إلى جرابلس وإدلب في وقت لاحق اليوم.

ولفت إلى أن الحافلات تخضع لإجراءات تفتيش صارمة، حيث يتم التدقيق في اللوائح الاسمية لمنع الإرهابيين من إخراج اي شخص من الأهالي تحت الضغط والتهديد.

وبين المصدر أن أكثر من 70 حافلة دخلت صباح اليوم إلى مدينة الرستن، حيث يتمّ العمل على تجهيزها وإخراجها تباعاً إلى نقطة تجميعها قرب جسر المدينة.

وقال إن إرهابيين استهدفوا ظهر اليوم بقذيفة هاون منطقة تجمع الحافلات المخصصة لإخراج الإرهابيين، قرب الجسر من جهة حماة من دون وقوع إصابات بين سائقي الحافلات أو الجهات المختصة أو الإعلاميين.

وكانت أصوات رشقات كثيفة من الأسلحة الرشاشة والبنادق الحربية تسمع بقوة في أجواء مدينة الرستن وهي ناتجة عن قيام الإرهابيين باستهلاك الذخيرة الحية عبر إطلاقها في الهواء حتى لا يسلموها لوحدات الجيش بحسب الاتفاق.

وبيّن المصدر الحربي، أن تجهيز الحافلات يسير بالتوازي مع تسليم المجموعات الإرهابية أسلحتها وعتادها، حيث سلمت سيارة مزودة براجمة صواريخ وسيارة مزودة برشاش متوسط وقذائف مدفع جهنم وهاون ومدفع إضافة إلى قذائف دبابات ومدفع ب م ب مع قذائفه وألغام يدوية وذخائر متنوّعة.

وكان الإرهابيون سلّموا خلال الأيام الماضية 6 دبابات و3 عربات /ب م ب/ وعربتي شيلكا وأعداداً كبيرة من مدافع الهاون ومدافع أخرى متنوعة وكميات من القذائف الصاروخية والهاون.

وتمّ مساء أمس إخراج الدفعة الأولى من الإرهابيين وعائلاتهم عبر 62 حافلة عبر ممر مدينة الرستن باتجاه جرابلس شمال سورية.

وتمّ في الأول من الشهر الحالي التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية مع عوائلهم من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي إلى جرابلس وإدلب بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والعتاد والذخائر وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية ودخول الجيش إلى المنطقة وعودة جميع مؤسسات ودوائر الدولة إليها، إضافة إلى فتح الطريق الدولي حمص/حماة وتأمينه من قبل وحدات الجيش.

ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش العربي السوري عمليات دقيقة ضد المجموعات الإرهابية في حي الحجر الأسود جنوب دمشق، وخاضت اشتباكات عنيفة مع تلك المجموعات بالتزامن مع رمايات وضربات دقيقة نفذها سلاحا الجو والمدفعية على تحصيناتها وأوكارها في الجهة الشمالية للحي.

وأفاد مراسل سانا الحربي من جنوب دمشق بأن وحدات الجيش واصلت اليوم عمليتها العسكرية ضد المجموعات الإرهابية المنتشرة في القسم الشمالي من حي الحجر الأسود، وذلك بعد أن شددت الخناق عليها وعزلتها في مساحات ضيقة ونفذت عمليات دقيقة ضد تلك المجموعات بين كتل الأبنية ومداخل الأنفاق التي يتنقلون عبرها.

وكان الطيران الحربي نفذ ظهر أمس غارات عدة على خطوط إمداد ومحاور تحرك الإرهابيين في الجهة الشمالية الشرقية من الحي أسفرت عن تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.

وكانت وحدات الجيش وسّعت نطاق سيطرتها شمال غرب حي الحجر الأسود بعد معارك عنيفة مع الإرهابيين سيطرت خلالها على ثانوية تقنية الحاسوب وعدد من كتل الأبنية.

وتنفذ وحدات الجيش منذ أيام عدة عملية عسكرية لإنهاء الوجود الإرهابي من جنوب دمشق تمكنت خلالها من السيطرة على أحياء الماذنية والقدم والعسالي والجورة بالتوازي مع إخراج الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم إلى شمال سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى