جعفر: نقول لشعبنا في فلسطين من ساحة المقاومة سواعدنا سواعدكم قبضاتنا قبضاتكم أكتافنا أكتافكم وقلوبنا قلوبكم

رنا صادق

«إنّ هذه الحركة العظيمة لا تبكي من ألمها ولا تصرخ ولا تشكو ولا تئنّ ولا تتأوّه، بل تزداد إدراكاً لقيمة قضيتها، فتقف قوة عظيمة جبّارة، تحدّق في الكون وتتأمّل في المحيط والمسائل وتعدّ النفس لعمل خطير هو: تغيير وجه التاريخ».

تحت ظلال هذه الكلمات المعبّرة التي قالها أنطون سعاده قبل عقود من الزمن، أقامت منفذية الطلبة في الحزب السوري القومي الاجتماعي حاجز محبة في شارع الشهيد خالد علوان في الحمرا ـ بيروت، بحضور عضو المجلس الأعلى سماح مهدي، رئيس لجنة تأريخ الحزب لبيب ناصيف، وكيل عميد الإذاعة شادي بركات، منفذ عام الطلبة الجامعيين في بيروت بسام جعفر وعدد من المسؤولين، وذلك تعبيراً عن التضامن مع فلسطين والوقوف في مواجهة كلّ من يمسّ الحق القومي، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بعاصمتنا التاريخية القدسّ…

لا بالبكاء والعويل نتضامن مع فلسطين، بل بالوقوف صامدين، كما العادة، أمام الاعتداء، فيوم تنحني فلسطين وترضخ لواقعها المغتصب وأرضها المنتهكة تكون الهزيمة.

تحت شعار «لن تكوني لسوانا» وزّع الطلبة القوميون الاجتماعيون منشورات تضامنية مع شعبنا الفلسطيني، عليها طفل فلسطيني يرفع علامة النصر بيده، من بين سيّاج العدو، هناك، ستنتصر…

جعفر

وصرّح منفذ عام الطلبة بسام جعفر قائلاً: «من ساحة انطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية، ساحة الشهيد خالد علوان في بيروت، نقول، نحن الطلبة الجامعيين في الحزب السوري القومي الاجتماعي، لأبناء شعبنا العظيم في فلسطين ألف تحية لكم، لصمودكم لسواعد الأبطال فيكم، لإرادة الحياة في نفوسكم العظيمة».

أضاف: «قبضاتنا قبضاتكم، سواعدنا سواعدكم، أكتافنا أكتافكم… ووجودنا هنا هو تعبير صادق وتقدير لوقفة العزّ التي وقفتموها، نحن المدركون أنكم تحملون في نفوسكم الراقية كلّ حق وخير وجمال».

وقال: «لم تغب فلسطين عن إيماننا وجهادنا وذاكرة البطولة فيها، ولن تغيب. نحن القوميون الاجتماعيون، أبناء العقيدة التي رسّخها في عقلنا ووجداننا الزعيم العظيم، عاملين بهديه وقوله: «إنّ أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة. فإذا تركت أمّة ما اعتماد البطولة في الفصل في مصيرها قرّرته الحوادث الجارية والإرادات الغريبة». فأنتم كما عهدناكم أبطال مؤمنون بالنصر المحتّم وتدركون جيداً كما نُدرك بأنه «لا يخيف أصحاب الحركة الصّهيونيّة التّهويل من بعيد والجعجعة بل الشيء الحقيقي الذي يُخيفهم هو الموت»… مساحة جهادكم تتكامل وتتناغم وتمتدّ من بيروت إلى الشام إلى العراق. طريق النصر يبدأ من سواعدكم ويعود إليكم، لأنّ الطريق الوحيد نحو النصر هو فوهة البندقية، وإننا ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.

وفي حديث لـ«البناء قال جعفر: هذه اللفتة هي للإضاءة على هذه القوة التي كانت موجودة بالحراك الأخير الذي شهدناه في فلسطين، وليس مشاهد البكاء، لأنّ شعبنا اعتاد الاستشهاد فهو يهوى ويعشق الاستشهاد إنْ كان هذا الاستشهاد طريقاً للحياة، فمن خلال الصور التي يعرضها الطلبة على المارّة كتعبير عن القوة والإرادة والصمود، هذه هي إرادتنا، هذه هي فلسطين، هذه هي بلادنا.

سميا

بدروه أشار وسام سميا إلى أنّ طلبة الحزب السوري القومي الاجتماعي من ساحة الشهيد خالد علوان يعبّرون بهذه الوقفة الرمزية عبر الأناشيد والمنشورات التي يوزّعونها، على أنّ بيروت والقدس امتداد طبيعي واحد، والمسألة الفلسطينية مثلما لها علاقة بأبناء شعبنا في فلسطين هي مسألة لها علاقة بأبناء شعبنا في لبنان، والشام والعراق والأردن والكويت، لأننا نعتبر هذه الساحة هي ساحة واحدة، والمشروع اليهودي ليس خطراً على فلسطين فقط بل هو مشروع على امتداد ساحة الوطن السوري كلّه، هذا الوطن الذي تبيّن الأحداث يوماً بعد يوم، إنْ كان في الشام أو في الكيان اللبناني خلال فترة الحرب الأهلية، أنّ المشروع اليهودي الذي بدأ في أوائل القرن العشرين هو خطر على هذا الامتداد. كما أنّ مشروع أنطون سعاده المواجِه والمعاكِس للمشروع اليهودي هو حيّ، فسعاده لم يضع مشروعاً له قواعد نظرية بل هو مشروع قائم على قواعد علمية وأداته المؤسساتية متمثلة بالحزب السوري القومي الاجتماعي.

وتابع: طلبة الحزب جزء من هذه المؤسسة، يعبّرون يوماً بعد يوم عن أحقيّة هذه العقيدة في الحياة، مؤسسات الحزب هي مؤسسات ستغيّر في البنية الاجتماعية، وتغيير البنى الاجتماعية يبدأ بنشر الوعي، ووقفتنا اليوم بأناشيدنا ورقيّنا ووقفتنا النظامية وأعلامنا وحملتنا من دون صيحات وشعارات، لأننا بعيدون عن الصيحات الصوتية، ووقفتنا تعبير أنّ تحرير فلسطين يبدأ بالخطّة النظامية لا الجماهير التي لا تجمعها رؤية واحدة في الحياة. وهذا هو موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي، من شهيد الحزب الأول حسين البنّا في فلسطين عام 1936 حتى اليوم هو امتداد طبيعي لهذه المسيرة.

بشير

أما ناظرة الإذاعة في منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت نور بشير فأكّدت لـ«البناء» أنّ حاجز المحبة هذا هو وقفة تقدير وشكر لفلسطين شعباً وأرضاً، خصوصاً من هذه النقطة التي لها أهميتها ساحة الشهيد خالد علوان. وهي تحية من بيروت المقاومة إلى كلّ شبل في فلطسين وكلّ مقاوم ومجاهد في فلسطين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى