قمة منظمّة شنغهاي.. في وحدة معلنة بين الدول الأعضاء وتوقيع 17 وثيقة للتعاون في أول مشاركة للهند وباكستان

في حين سادت أجواء من التوتر التجاري والدبلوماسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي كللتها قمة السبع في كندا، في المقلّب الآخر كانت «الوحدة» معلنة خلال قمة شنغهاي في الصين والتي ضمّت الرؤساء الصيني والروسي والإيراني. فيما وقّع قادة الدول على جملة من الاتفاقات ذات الأهمية.

حيث انطلقت أمس، أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تشينغداو الصينية، بحضور قادة عضوين جديدين في المنظمة، هما باكستان والهند.

بينغ

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة الافتتاح «يعقد اجتماعنا لأول مرة بهذا الشكل بعد توسيع منظمة شنغهاي للتعاون بمشاركة قادة جميع الدول الثماني الأعضاء»، مضيفاً «أن القمة ذات أهمية تاريخية، ومع زيادة أعضائها، أصبحنا أقوى وأقوى».

وأشار بينغ إلى أنّ «دول المنطقة والمجتمع الدولي تعلّق آمالاً كبيرة على المنظمة»، مؤكداً «لدينا مسؤولية أكبر لضمان الاستقرار والأمن الإقليميين، وتعزيز التنمية المشتركة».

وأكد أنّ «الصين تعمل مع روسيا ودول أخرى للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني».

وختم قائلاً إن «الصين مستعدّة بالتعاون مع أعضاء المنظمة، لتلخيص تجربتها في التنمية، وتحليل الوضع في المنطقة والعالم، وإيجاز آفاق التعاون، وسوف نسعى جاهدين لضمان التنمية المستدامة طويلة الأجل لمنظمة شنغهاي للتعاون».

بوتين

بدوره، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة له خلال القمة «أن قدرة منظمة شنغهاي على العمل بعد انضمام الهند وباكستان ليست موضع شك».

وأوضح «أن موسكو لم تخرج من مجموعة دول الثماني»، مشدّداً «سنكون سعداء لرؤية الجميع في روسيا».

الرئيس الروسي قال «إنّه مستعدّ للقاء ترامب حينما يكونون في واشنطن جاهزين لذلك».

روحاني

من جهته، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة له «أن جهود الولايات المتحدة لفرض سياساتها على الآخرين تمثل تهديداً للجميع»، مشيراً إلى أن «كل أطراف الاتفاق النووي مسؤولة عن الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق».

كما أشار إلى أن «العقوبات الأحادية الجانب تعرقل التوجّهات المشروعة للتجارة»، مقدراً في الوقت نفسه «جهود روسيا والصين للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني».

كذلك، أكد روحاني على أنّ «نتائج التفاعل مع موسكو بشأن ضمان أمن المنطقة أصبح ملموساً»، كما دان «الانسحاب غير المشروع للولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني».

والتقى الرئيس الروسي على هامش القمة نظيره الإيراني، وعبّر له عن دعمه لانضمام طهران إلى المنظمة.

وأكد الرئيسان على «وجود نتائج ملموسة للتعاون بين موسكو وطهران في تسوية الأزمة السورية».

وثيقة ختامية

جرى التوقيع على بيان الجلسة الثامنة عشرة لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون التي عقدت في مدينة تشينغداو الصينية في احتفال رسمي بحضور الصحافيين.

في السياق نفسه، وقع قادة الدول الأعضاء روسيا، والصين، وقيرغيزستان، وكازاخستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، بالإضافة إلى الهند وباكستان، على جملة من الاتفاقات ذات الأهمية، بالإضافة إلى إصدار وثيقة ختامية في ختام أعمال القمة.

وفي ختام القمة، تمّ التوقيع على 17 وثيقة. ومن بينها، على وجه الخصوص: «خطة عمل خلال 2018-2019، وتنفيذ أحكام معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة، ووثيقة التعاون في مكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرّف لعام 2019-2021. وتمّ كذلك التوقيع على استراتيجية مكافحة المخدرات من جانب الدول الأعضاء خلال 2018-2023».

وأصدرت قمة منظمة شانغهاي للتعاون بياناً ختامياً أمس، وقّعه قادة الدول الأعضاء في المنظمة، وتتعلّق أبرز بنوده بـ «أزمة سورية، ونووي إيراني، والتجارة الدولية».

وجاء في الوثيقة، أن قادة دول المنظمة، اتفقوا على «مواصلة تطوير الحوار وتوسيع التعاون في سبيل حلّ المشاكل العالمية والإقليمية، وثمنوا نتائج ترؤس الصين للمنظمة في 2017 – 2018 وهو ما ساعد في تعزيز الثقة والتفاهم المتبادل والتعاون البنّاء والمثمر وتوطيد علاقات حسن الجوار والصداقة بين دول المنظمة».

ودعا قادة دول المنظمة جميع الأطراف المتناحرة في سورية، إلى «القيام بخطوات عملية لتكوين مناطق خفض التوتر، بهدف توفير الظروف الملائمة للتسوية السياسية في البلاد». وأعربت دول المنظمة، عن «تأييدها للمفاوضات السلمية في جنيف برعاية الأمم المتحدة». وأشارت إلى «فعالية عملية أستانة».

ورحّب قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون، بـ «نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي». وشدّدوا على «مساهمته الهامة في دفع العملية السياسية السورية قدماً».

وجاء في الوثيقة أنّ «المخرج الوحيد من الأزمة السورية هو العملية السياسية الشاملة بقيادة السوريين أنفسهم. ويجب أن يتم ذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مع ضرورة المحافظة على سيادة واستقلال الدولة السورية ووحدة أراضيها».

ودعت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بتسوية البرنامج النووي الإيراني لـ «الوفاء بالتزاماتهم».

وأشار بيان المنظمة، إلى «عدم استقرار الاقتصاد العالمي، واصطدام العولمة الاقتصادية حالياً بتزايد تدابير الحمائية وتحديات أخرى تواجه التجارة الدولية، والمخاطر المرتبطة بتفاقم الصراعات في عدد من المناطق، والزيادة الحادة في التهديد الإرهابي والاتجار غير المشروع بالمخدرات والجريمة المنظمة، وشددوا على ضرورة اتخاذ تدابير جماعية شاملة».

ودعا قادة دول المنظمة، كل الأطراف المعنية إلى «تقديم المساعدة اللازمة لتعزيز الحوار بين الكوريتين ودعم الاتصالات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة».

وتعارض دول المنظمة كلياً «نشر السلاح في الفضاء الكوني». وتشدّد على «ضرورة بقاء الرياضة بعيدة عن السياسة». وأعربت عن «معارضتها استخدام السلاح الكيميائي بأي شكل من الأشكال»، وشدّدت على «ضرورة التحقيق في الهجمات الكيميائية بدون أي تحامل أو انحياز».

وتعارض دول منظمة شنغهاي للتعاون، قيام بعض الدول بـ «تعزيز منظومات الدرع الصاروخية، لأن ذلك يقوّض الاستقرار في العالم»، وأعرب قادة دول المنظمة عن «تأييدهم اتفاقات مينسك الخاصة بحل النزاع في دونباس شرقي أوكرانيا».

ميزات شنغهاي

وتميّزت القمة الحالية، بمشاركة الهند وباكستان في أعمالها للمرة الأولى كعضوين كاملين جديدين، وإيران عضو مراقب في هذا التكتل الأمني بقيادة روسيا والصين وتسعى منذ 2008 لأن تتمتع بعضوية كاملة فيه.

وتضمّ المنظمة التي تأسست في عام 2001، كذلك روسيا، والصين، وكازاخستان، وقرغيزستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وتحضرها إيران ومنغوليا وأفغانستان وبيلاروس، بصفة مراقب، وتوجد في منظمة شانغهاي للتعاون آلية حوار الشركاء، وتضمّ الآن أرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال وتركيا وسريلانكا. ويقع مقرّ أمانة المنظمة في العاصمة الصينية بكين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى