موسكو: سورية المكان الأمثل لترجمة التعاون في مكافحة الإرهاب.. ولا نبحث مع طهران انسحابها

اعتبر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن نتائج التعاون في أمن المعلومات ومكافحة الإرهاب بين روسيا والولايات المتحدة يجب أن تتجلى بشكل رئيس في سورية.

وقال أنطونوف في كلمة في منتدى فالداي للحوار أمس، في موسكو: ما زلت منذ اليوم الأول لوجودي في واشنطن أعتقد بإمكانية رؤية النتائج الملموسة للتعاون بين البلدين بشكل خاص في سورية ، مضيفاً: إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب ركزا في قمتهما في هلسنكي على الوضع في سورية واستمرار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في ما لم يطرح الموضوع الأوكراني بقوة خلال اللقاء .

ورأى السفير الروسي أن تقييم موسكو لحالة العلاقات الثنائية بينها وبين واشنطن سيستند على إعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية المصادرة في الولايات المتحدة وإلغاء طرد الدبلوماسيين ورفع العقوبات الاقتصادية وعودة صيغة التعاون 2 + 2 على مستوى وزيري الخارجية والدفاع .

وأضاف: أن معايير التقييم تتضمن أيضاً التعاون في أمن المعلومات ومكافحة الإرهاب على أن تكون سورية هي المكان الأمثل لترجمة التعاون الثنائي الناجح بين البلدين .

إلى ذلك، أكد السفير الروسي في إيران ليفان جاغاريان، أن موسكو لا تجري أي مباحثات مع طهران حول انسحاب القوات الإيرانية من الأراضي السورية، نظراً لأن دمشق هي المخول الوحيد بذلك.

وأضاف السفير في حديث لوكالة «انترفاكس»: «كيف يمكننا بحث هذا الأمر؟ فقط الرئيس بشار الأسد، هو الذي يستطيع الحديث في هذه المسألة، والحكومة السورية هي التي عليها حلّها، لا نحن».

ودحض السفير الروسي، المزاعم التي تداولتها وسائل إعلام «إسرائيلية» وغربية، حول «ظهور توتر بين موسكو وطهران»، إثر محاولة روسيا إقناع إيران بسحب قواتها والقوات الموالية لها من سورية.

وقال: «سأخيّب أمل الذين يزعمون بحدوث توتر في العلاقات بين روسيا وإيران، إذ لا يوجد أي توتر كان، بين البلدين».

وشدّد السفير الروسي على سعي بلاده لعدم السماح بوقوع صدام مسلح بين «إسرائيل» وإيران داخل سورية.

وأشار إلى أن موسكو، تبذل أقصى الجهود الممكنة لمنع حدوث أي صدام إيراني إسرائيلي داخل الأراضي السورية، مضيفاً أن «إسرائيل» تتمركز بشكل أو بآخر داخل سورية وكذلك إيران، بحسب تعبيره.

وختم بالقول: «لا يجوز السماح أبدا بوقوع أي صدام مسلح بين هذين البلدين داخل سورية».

مقترحات روسية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو قدمت للولايات المتحدة مقترحات حول تنظيم العمل لعودة النازحين السوريين وتشكيل مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية.

وقال رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف خلال مؤتمر صحافي، إن «ما يساعد على تحقيق التقدم في هذا الاتجاه، هو الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الروسي والأميركي خلال قمة هلسنكي، والتي شهدت تقديم مقترحات محدّدة إلى الجانب الأميركي حول تنظيم عملية عودة النازحين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب».

وأوضح أن المقترحات تتضمن «وضع خطة مشتركة لعودة النازحين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل النزاع، وخاصة عودة النازحين من لبنان والأردن، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة روسية أميركية أردنية برعاية مركز عمان للمراقبة، وكذلك تشكيل مجموعة عمل مماثلة في لبنان». بالإضافة إلى ذلك اقترح الجانب الروسي تشكيل مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية.

وأشار ميزينتسيف إلى أن الجانب الأميركي يدرس هذه المقترحات في الوقت الحالي.

وأشار إلى أنه بعد تحرير الأراضي السورية من المسلحين انخفضت فيها أسعار الأغذية والمواد الطبية، وحصل السكان على خدمات الرعاية الصحية.

واعتبر أن عودة النازحين إلى مناطقهم «هي المهمة الأولية في ما يخص عودة الحياة السلمية وإعادة إعمار البلاد بأسرع ما يمكن».

وأكد ميزينتسيف أنه من أجل مساعدة السلطات السورية على عودة النازحين وإشراك دول أخرى ومنظمات دولية، أنشئ بقرار من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مقر تنسيق مشترك خاص بعودة النازحين إلى الجمهورية العربية السورية.

ويضم المقرّ المشترك مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، ومن المقرر توسيعه، وإشراك مسؤولين في هيئات ووزارات أخرى في عمله، كما من غير المستبعد مشاركة ممثلي الدول الأجنبية والمنظمات الدولية في عمله.

ويدير عمل مقر التنسيق المشترك المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع الروسي. وينظم عمله على الأرض في سورية مركز استقبال وتوزيع وإسكان النازحين في دمشق، الذي توجد له فروع على الحدود السورية مع الأردن ولبنان.

1.7 مليون لاجئ يستعدّون للعودة

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن حوالي 7 ملايين مواطن سوري غادروا البلاد خلال 7 سنوات من العمليات القتالية.

وأكد رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، خلال مؤتمر صحافي، أنه حسب المعطيات الأولية، فبإمكان 1.7 مليون لاجئ سوري العودة إلى بلادهم في القريب العاجل، منهم نحو 890 ألف لاجئ من لبنان ونحو 300 ألف من تركيا ونحو 150 ألف لاجئ من الأردن ونحو 100 ألف من كل من العراق ومصر.

كما من المتوقع عودة نحو 200 ألف لاجئ من الدول الأوروبية، وقبل كل شيء من دول الاتحاد الأوروبي.

وتابع ميزينتسيف أنه حتى هذا اليوم يمكن استقبال 336.5 ألف لاجئ في 76 مركزاً سكنياً على الأراضي السورية، في المناطق الأقل تضرراً جراء الحرب.

ومع إعادة إعمار البنية التحتية في محافظة دمشق، بما فيها منطقة الغوطة الشرقية، والمدن الكبرى مثل حماة وحمص وحلب، سيكون من الممكن استقبال ما بين 550 و600 ألف لاجئ خلال الفترة من 3 إلى 6 أشهر.

استعداد أممي

إلى ذلك، أعربت المفوضية العليا لشؤون النازحين في الأمم المتحدة، UNHCR عن استعدادها للتعاون مع روسيا وسورية من أجل حل القضايا المتعلقة بعودة النازحين السوريين إلى قراهم وبلداتهم.

وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش، في تصريح صحافي بجنيف، إن حوالي 13 ألف لاجئ سوري في دول مجاورة عادوا لديارهم في النصف الأول من 2018 بالإضافة إلى 750 ألف نازح داخلي عادوا إلى ديارهم في مختلف المناطق السورية.

وقال ماهيسيتش: «المفوضية العليا لشؤون النازحين، مستعدة للعمل مع الحكومتين السورية والروسية، من أجل حل مشكلة النازحين والنازحين السوريين، وفقا للمعايير الدولية المتعلقة بالنازحين وحقوق الإنسان».

وأشار إلى أن منظمته، أخذت علماً ببيان السلطات السورية والروسية حول إنشاء مركز لمساعدة النازحين السوريين العائدين إلى مناطقهم.

وقال: «لم نطلع حتى الآن على تفاصيل هذه الخطة»، مشدداً على أن أي خطة لعودة النازحين يجب أن تتوافق مع المعايير الدولية، على أن تكون العودة طوعية وآمنة وتحفظ كرامة العائدين.

وناشد جميع أطراف الأزمة السورية، توفير ممر آمن لنحو 140 ألف مدني محاصرين بسبب القتال في جنوب غرب البلاد. وطالبت بحصولهم على المساعدات والمأوى.

تحرير أراضٍ في القنيطرة

ميدانياً، واصلت وحدات من الجيش السوري أمس تقدّمها وبسطت سيطرتها على العديد من القرى والبلدات في ريف القنيطرة بعد إخراج المسلحين منها والقضاء على العديد منهم ممن رفضوا المصالحة أو الرحيل.

وأفادت مصادر بأن الجيش دخل قرى أم باطنة، ونبع الصخر، ومربعات، ورسم الخوالد، والمطيحات، وممتنة، محققاً المزيد من التقدم في ريف القنيطرة.

وذكرت أنه بدأ خروج الحافلات التي تقل المسلحين الرافضين للتسوية من قرية أم باطنة عبر ممر جبا، بعد أن تم توثيق دخول أكثر من 36 حافلة إلى القرية المذكورة.

وكان محافظ القنيطرة همام دبيات، أعلن أنه يتوقع بدء إجلاء المسلحين عن القنيطرة أمس الجمعة بعدما وافقوا على تسليم المناطق التي يسيطرون عليها للحكومة، وقال: «نحن جاهزون لأن نؤمن ترحيل المسلحين من المنطقة، وفي حال تمّت الأمور كما هو مخطط لها، سنقدم فوراً الخدمات اللازمة للمقيمين بالمنطقة من كهرباء ومياه.. ونحن بانتظار بداية العمل وإن شاء الله اليوم سنباشر العمل».

وأضاف دبيات أنّه لم يتبين بعد عدد المسلحين العازمين على المغادرة، لكن الحكومة جهّزت 45 حافلة حتى الآن.

ويقضي الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مؤخراً بعودة الجيش إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011 وخروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء منهم.

كما تواصل وحدات الجيش تقدّمها في ريف درعا في الجنوب السوري، إذ حرّرت أمس قريتي خربة الطير والشيخ سعد جنوب نوى في ريف درعا بعد القضاء على العديد من الإرهابيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى