خوض الحرب مقياس الكفاءة..

د.سحر أحمد علي الحارة

لا لعظماء في الدرب.. وجهاء في النصب؟! ثمّ كيف يكون ذلك وقد زهقت النفوس حتى لتكاد تبطل الأعاجيب خلال الأزمة العصيبة والكبيرة التي مرّت بها حبيبتنا سوريّة..

بات يعلم الجميع غموض ما جرى وما يجري وراء الكواليس.. من فساد حقيقي تجاوز الخطوط الحمراء لتنتشر آفاته وآلياته المبتذلة!! فسادٌ تمثّل كثعبان يعشق أفعى من بعيد ويقترب شيئاً فشيئاً ليكتشف أنّها حبلى؟!!

إنّها حقيقة مؤلمة.. حقيقة الوضع لقلوب خائبة وضعت أسساً مزيفة كانت مراهمَ، ولكن بعضها كان أوهاماً لطموحات البعض الطمعية؟! ومنها كان كقول المثل الشائع كذبوا الكذبة وصدّقوها ؟!

لا تعلو شهادة ما على الشهادة في سبيل الوطن، ولا على الدماء التي رخصت في سبيل تحرير هذه الأرض المباركة من رجس دخيل شرّير أو وكيل دخيل شرّير!!

إنّما هناك أسماء وأفعال جنود حقيقيين مجهولين لم يزرهم أو يمرّ بهم الحظ ولو مرور الكرام، ذلكم من عسكريين وما إليهم من القطاعات الشعبيّة ممّن أسهموا وسعوا جاهدين وبأخلص الوفاء والشجاعة.. بل كانوا بعملهم الدؤوب الدقيق وحكمتهم ورزانتهم يخوضون أصعب وأخطر مهمّاتهم وعلى الدوام وتحت أزيز الرصاص والقنابل والقذائف -سفراً وعملاً – ولم تكن مكافأتهم من قبل بعض المعنيين -وهم على طرق الخطر – سوى إبعادهم رسمياً عن جوّ هذا الخطر؟!!

فهل كان ذلك حرصاً عليهم أو على حياتهم الغالية؟! أم أنّها الحرب، الحرب التي لن تحجبنا عن الذين ابتزوها عبر صدور بعض قرارات خاطئة أطالت بالنتيجة عمر الأزمة، ذلك حسبما رأى معظم الرائين من بعيد.. وبحجّة ماذا؟! ألا يكفي خوض هذه الحرب ومعاناتها شهادة كبرى لهؤلاء؟!!

نحن مع ذوي الخبرة في كلّ مجال نظراً لجودة عطائهم.. ومع تفاضل الأكفأ والأجدر يكون التفاضل. وهذا يستند على أيدي أكفاء يقدّرون الكفاءات.. لا من يقدر وسْعَ الجيوب!! أو هداياهم الثمينة؟!! الذين بَيَّضُوا أعمالهم المخزية بأساليب ألبسوها ثوباً آخر ولكن لم تَخْفَ، ثمّ إنّنا مع من يثمن العطاء الواثق الصادق.. لا من يثمن الألماس والجواهر والحليّ وماركات الساعات النادرة والهواتف الذكيّة والأجهزة الأخرى الأذكى!!؟

الشعب السّوري الأصيل – بما فيه ومنه جيشه – شعب ذو خبرة، ذكيّ، مثقّف، وفهيم في كلّ مجالاته وفئاته وأطيافه.. وهو أولاً وأخيراً وقطعاً من وراء عظمة هذه الانتصارات بعناده وإصراره وعطائه اللامتناهي.. وبهذه الصفات أحبّ وتمسّك بقائد هذا الوطن المقاوم الصامد المنتصر.. وتفانى في تقديم ودعم جيش عقائدي لهذا الوطن الغالي أبداً..

مازال كلّ فرد يعمل بشرفٍ وطني أصيل منه يقدّم ما بوسعه عملاً حربيّاً سواء أكان فكراً فنّاً أدباً إعلاماً صحافة.. لوطنه سوريّة الحبيبة.

ولا يزال بعض أولئك الشرفاء يطالب – بكليّة قلبه ووعيه – بالرجوع وبإصرار كبير إلى مواقع جبهاته أو إلى مواقع العمل المشتركة للدفاع عنها بعدما أُبعد وهو في قمّة عطائه وحماسته ولم يشفع له خوض الحرب بشرفٍ سوريّ مبين!! ألا يعلمون أن خوض الحرب في المجالات كافة هو أكبر من القوانين التي بحجّتها استبعدوهم!!؟

إنّهم المعنيون أصحاب القرارات تناسوا مقاصد وأهداف القوانين ليعملوا بحرفيّتها حتى في الحروب فصرّحوا وسُرّحوا؟!!

للجيش النصر.. وتحيا بلادنا سوريّة!؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى