«عشق الصباح «

عطشي إليك سرمدي وكلما ترشّفت قبلة يزيد ظمإي لخوابي الماء.. عشق.. وأي عشق هذا الذي يكويني كجمر وأنا أكتبه بحبر حكايا الماء والملح؟

قال وعينيه مبحرة في عينيها: حين يجيء الليل يصير النبيذ والأغاني القديمات رفيقات البوح، لا أنسى تلك القرنفلة الغافية على خد الصباح تتيمم بالندى وقد استجابت السماء لابتهالاتك فهطلت الغيوم عطراً .

تسأله عاتبة: كيف تبدأ نهارك مشغوفاً بالحبر؟

كيف تختصر كل هذا النزف الموجع في قصة؟

وقف في الشرفة متوجهاً للبحر… قصصي غارقة بالحكايات، كحالي غارق في بحر عينيك.. وأنتِ غارقة بالحياة؟

بها الليالي الحالكات ناديتك اسمعي دقات قلبي، هل وشى لك المساء بأنني أحبك حتى الثمالات.. الثمالات؟

حين توارى القمر خلف الغيم والبحر انكمش على هدوء الموج.. كنت أفتش عن كلمات تشبهك.. ثمّة ضوء مصباح باهت يلوح من نافذة بعيدة أتعبتني الانتظارات يا جلنار.

سمع ترانيم صوت شجي أبيت الليل موجوعاً فيك وكيف تنساني وأنا أنسج لك قمصاناً من أسئلة بلهفة بنات نعش، وهي تمضي جولانها الأبدي في هذه الفضاءات ملهوفة تلاحق القمر؟

يدهشني كيف تكشّفت درب عاشق ضل طريقه وجاء إليك،

سأمضي حيث يسجد الورد على شبابيك مفتوحة لجهات الريح..

وأي ريح.. لم يزل في محبرتي كلمات لحكايا لا تنتهي.. يا جلنار!؟

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى