ماكرون يطالب بإبعاد المهاجرين.. وكورتز يريد قمة أوروبية أفريقية

قبل ثلاثة أيام من قمة أوروبية ستكون مخصصة إلى حد كبير لقضية الهجرة، أعلن المستشار النمسوي سيباستيان كورتز عن «قمة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في كانون الأول»، بينما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ»تعزيز عمليات إبعاد المهاجرين غير القانونيين».

وأعلن كورتز عند لقائه ماكرون في قصر الإليزيه بباريس صباح أمس «سننظم قمة بين أوروبا وأفريقيا في كانون الأول ونأمل في الحصول على دعم فرنسا». وأضاف «نريد أن نركز على التنمية الاقتصادية لأفريقيا».

وستستضيف النمسا التي تتولى منذ تموز الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لستة أشهر، قمة سالزبورغ الأوروبية في 20 أيلول.

وأكد الإليزيه أنه «من حيث المبدأ، تبدو هذه القمة فكرة جيدة» مذكراً بـ»خطاب ماكرون حول إرادة تطوير الشراكة الأوروبية مع أفريقيا».

وكان كورتز 32 عاماً الذي يتبنى موقفاً متشدداً حيال الهجرة، فاز في الانتخابات التشريعية في تشرين الأول بناء على ذلك، ويقود حكومة من اليمين واليمين المتطرف.

لكن بالنسبة للإليزيه، فإن المستشار النمساوي «لا يرغب في أن تكون سياسته مماثلة للسياسات المعتمدة في المجر وفي بعض المجالات في إيطاليا».

وقالت الرئاسة الفرنسية «إن كورتز كان واضحاً جداً بشأن تحريك البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي المادة السابعة التي قد تؤدي إلى فرض عقوبات على المجر المتهمة بتهديد منهجي للحريات والقيم المؤسسة للاتحاد الأوروبي».

وفي تصريحات لصحافيين عند وصوله إلى الأليزيه، قال كورتز «إنه يدعم اقتراح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تعزيز الوكالة الأوروبية لحماية الحدود فرونتكس بعشرة آلاف من حرس الحدود الإضافيين».

ورأى كورتز أيضاً «أن الدول الأوروبية التي يصل إليها المهاجرون أولاً تحتاج إلى تضامن أوروبي، لكنها يجب أن تقبل بمساعدة أوروبية لإدارة المجموعات التي تصل مقابل ذلك».

من جهته، عبر ماكرون عن أمله في «مراقبة أفضل للواصلين عبر تعزيز فرونتكس وحوار أفضل مع دول المنشأ والترانزيت».

لكنه رأى أيضاً «أنه من الضروري تبني سياسة إعادة الى بلدانهم من يتم ضبطهم في أوضاع غير قانونية ولا يمكنهم الحصول على لجوء». وهو يقر بذلك بـ»أهمية مكافحة الهجرة غير القانونية عبر تأمين الحدود الخارجية الذي تعتبره النمسا أولوية».

وكشفت القمة الأوروبية في حزيران الخلافات بين الدول الأوروبية حول سياسة الهجرة.

وتقف النمسا في عهد كورتز الذي بدأ عملية خفض المساعدات للاجئين، في صف البلدان الأقل قبولاً للمهاجرين مثل إيطاليا والمجر والجناح اليميني في الائتلاف الذي تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

من جهة أخرى، عبر كورتز عن أسفه لـ»التوتر الشديد» الذي يشهده الاتحاد الأوروبي. وقال إن «الهدف الأساسي لرئاستنا هو دعم الذين يرغبون في بناء جسور داخل الاتحاد الأوروبي، لأن ثمة توتراً بالغاً داخل الاتحاد بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب».

وأضاف أن «الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يحقق نجاحات إلا إذا عملنا معاً وتحركنا معاً».

وحول بريكست، قال كورتز «إن قمة سالزبورغ ستناقش قضيتين أساسيتين، الأولى بريكست، وهنا اتفقنا على أن نفعل ما بوسعنا لتجنب بريكست قاس وجعل وجود تعاون قوي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي ممكناً»، مشيراً إلى أن «القضية الثانية ستكون الهجرة».

من جهته، قال الرئيس الفرنسي «من الضروري التوصل إلى اتفاق وحماية قواعد التلاحم والحماية في أوروبا والسوق الواحدة بالكامل، بينما تحترم بريطانيا تصويت شعبها».

وأخيراً، قال ماكرون وكورتز «إنهما يأملان في التوصل إلى اتفاق داخل الاتحاد حول فرض رسوم على المجموعات الرقمية الكبرى».

وصرّح كورتز «نرحب بالتقدم الذي تحقق حول مسألة فرض رسوم على شركات الانترنت العملاقة خلال اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في فيينا الأسبوع الماضي وآمل أن يتحقق هذا الهدف قبل نهاية العام الحالي».

ورد الرئيس الفرنسي «أعتقد أنه من الممكن فعلاً التوصل خلال الأشهر الستة الجارية إلى حل لهذه المسألة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى