الجعفري: يجب إنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية في سورية.. ونيبينزيا يرى بإعادة جميع المناطق إلى سيادة الدولة السبيل الوحيد للاستقرار

دعا مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري الى انهاء الوجود غير الشرعي للقوات الاجنبية في الاراضي السورية، مشيرا في الوقت نفسه الى أن إنهاء معاناة السوريين يتطلب الالتزام باحترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها.

وقال الجعفري خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في سورية، وتابعته قناة العالم: إن سورية ومنذ بداية الحرب الإرهابية التي فرضت عليها لم تدخر جهداً للقيام بواجبها في تلبية جميع الاحتياجات الإنسانية للسوريين الذين تأثروا من هذه الحرب.

وأضاف: الحكومة السورية مستعدة لتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة ودولها الأعضاء ذات النيات الصادقة لتحسين الوضع الإنساني وتوفير الظروف المناسبة لعودة المهجرين.

وتابع إن «سورية تستغرب اعتماد تقارير الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني فيها على معلومات مغلوطة ومشبوهة مستمدّة مما تسمّى «المصادر المفتوحة» أو من وسائل إعلام غربية وعربية معادية لسورية.

واعتبر الجعفري أن إنهاء معاناة السوريين يتطلب الالتزام باحترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها والامتناع عن الترويج لما يسمى «العمل عبر الحدود» ومن خلال مكاتب ذات أجندات معادية تمارس أعمالها في دول مجاورة.

وأردف قائلاً: يجب إنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية الأميركية والبريطانية والفرنسية والتركية على الأراضي السورية وهي القوات التي تدعم الإرهاب وتعيق العمل الإنساني.

وقال الجعفري: الإجراءات القسرية أحادية الجانب على سورية تمثل إرهاباً اقتصادياً وأثرت بشكل كبير في حياة السوريين وأعاقت حصولهم على احتياجاتهم اليومية الأساسية والمعيشية.

من جهته، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن تسييس المساعدات الإنسانية في سورية أمر غير مقبول ويجب التعاون مع الحكومة السورية في هذا المجال.

وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية: إن السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار في سورية هو إعادة جميع المناطق إلى سيادة الدولة السورية.

وفي سياق متصل، يتوجّه وفد من وزارة دفاع النظام التركي إلى روسيا، اليوم، حسبما أفادت قناة TRT التلفزيونية المحلية، أمس.

وأشارت القناة إلى أن الطرفين سيبحثان الأوضاع في سورية، دون الكشف عن تشكيلة الوفد.

يذكر أن موسكو أعربت مراراً للجانب التركي، خلال الأسابيع الأخيرة، عن قلقها إزاء الوضع الأمني في محافظة إدلب السورية، التي تم الاتفاق سابقاً بين موسكو وأنقرة على إنشاء منطقة منزوعة السلاح هناك.

والاثنين الماضي، صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن وجود «جبهة النصرة»، وهو الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، في إدلب مخالف للتفاهم الروسي التركي بشأن المنطقة.

وأواسط الشهر الحالي، أعرب لافروف عن اهتمام موسكو بتنفيذ الاتفاق المبرم في مدينة سوتشي الروسية، في سبتمبر الماضي، بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، بشأن وقف إطلاق النار في إدلب، مشدداً على أن هذا الاتفاق «لا يقضي بمنح الإرهابيين حرية التصرف الكاملة».

وقبل أيام، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الجانب التركي لم ينفذ بشكل كامل التزاماته بشأن إدلب، مشيراً إلى أن الوضع في المنطقة لا يزال يثير قلق موسكو ودمشق.

ميدانياً، استشهد 8 مدنيين ولحق دمار هائل بممتلكات الأهالي في بلدة الباغوز بريف دير الزور، في غارات شنّها طيران التحالف الدولي بقيادة أميركا، على الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة إرهابيي «داعش».

وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» أمس، إن غارات لطيران التحالف خلال الساعات الماضية استهدفت الأحياء السكنية، ما تسبب باستشهاد 8 أشخاص مدنيين، أكثرهم من الأطفال.

وذكرت مصادر أهلية، أن طائرات تابعة لـ «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة أغارت بصواريخ عدة على منازل سكنية في بلدة الباغوز، ما أسفر عن استشهاد 3 نساء و 5 أطفال وجرح عدد من المدنيين ووقوع دمار في بعض المنازل وممتلكات الأهالي.

ولفتت المصادر إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نتيجة الحالات الحرجة لبعض الجرحى الذين أصيبوا نتيجة الغارات.

وارتكب طيران «التحالف الدولي» خلال الشهر الحالي 4 مجازر بقصفه قرى الباغوز والباغوز فوقاني والشعفة وبلدة الكشكية في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، ووقوع أضرار مادية كبيرة.

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً، تعتبره دمشق غير شرعي، بزعم محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، إلا أن معظم غارات هذا التحالف تستهدف، منذ تشكله خارج مجلس الأمن الدولي في أغسطس 2014، السكان المدنيين وتسببت بعشرات المجازر وتدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية، كما دمّر هذا التحالف مدينة الرقة بشكل شبه كامل، حسب السلطات السورية.

وفي السياق الميداني، ردت وحدات من الجيش بضربات نارية مركزة على تحركات المجموعات الإرهابية واعتداءاتهم على النقاط العسكرية المتمركزة لحماية البلدات الآمنة في ريفي حماة الشمالي وإدلب.

وذكر مصدر أن إحدى وحدات الجيش المتمركزة في محيط مدينة محردة الشمالي الغربي رصدت تحرك مجموعات إرهابية من محور بلدة تل الصخر باتجاه احدى النقاط العسكرية في المنطقة وتعاملت معها بالأسلحة الرشاشة.

وأشار إلى أن الرمايات النارية أفشلت تسلل الإرهابيين وأجبرتهم على الفرار بعد مقتل وإصابة العديد منهم وتدمير أسلحة وعتاد كانت بحوزتهم.

من جهة أخرى، بين مصدر في الجهات المختصة أنه «أثناء عمليات تمشيط المناطق التي طهرها الجيش من الإرهاب في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق ونتيجة للبحث والتحري تم العثور على مستودع يحتوي على كمية من الأسلحة والذخائر بينها رشاشات من عيار 14,5 و23 مم ورشاشات من منشأ إسرائيلي وقواذف ار بي جي وقناصات متنوعة منها شتاير وناتو وقواعد إطلاق القذائف وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة».

ولفت المصدر إلى أن «عمليات تطهير المناطق المحرّرة من الإرهاب مستمرة لكشف وإزالة مخلفات التنظيمات الإرهابية حفاظاً على حياة المدنيين من أدوات الحقد والإجرام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى