قالت له

قالت له: ماذا تقول في عيد الأم؟

قال لها: أحار بين فكرتين صحيحتين.

قالت: وهما؟

قال: الأولى أن المرأة التي يعدها المجتمع لتصير أماً وجب أن يكون تعليمها إلزامياً ومجانياً حتى الدرجة الجامعية، لأنها مصدر تلقين أطفالها للغة والأخلاق والموسيقى والفنون والأدب والتاريخ والوطنية والإنسانية والترفع عن العصبيات ووجب عندما تصير أماً أن يتحمل المجتمع أكلاف معيشتها ومعيشة أولادها حتى عدد معين من الأولاد وفق الحد الأدنى للأجور أو نصف راتب زوجها، أيهما أكثر.

قالت: والثانية؟

قال: إن عمل المرأة مصدر حريتها وإن الرجل الذي يميل للهيمنة والسيطرة على المرأة يستقوي أكثر ويتغول عندما لا تكون المرأة منتجة، ولذلك وجب أن تبقى المرأة في ميادين العمل والإنتاج وعبرهما في الشأن العام كائناً فاعلاً أكانت أماً أم لم تكن.

قالت: المشترك في قولك في الحالين هو تعليم المرأة فلم لا تدعها تتعلم وتختار هي أي من الخيارين فيكون المجتمع جاهزاً لمنحها دعم الأمومة ويكون راضياً باختيارها البقاء في ميادين العمل وتوليها الأمومة معاً؟

قال لها: أتسمحين لي بإهدائك هذه الفكرة لتقبلي أن تكوني أما لأولادي في عيد الأم بأنني مستعدّ لوضع نصف دخلي بين يديك إن كان قرارك التفرغ للأمومة ونصف النصف الباقي لك ومثله لي متقاسمين مناصفة الباقي لمصروفنا الخاص، وإن كان قرارك البقاء في العمل وضع كل منا نصف ما ينتج لمصروف المنزل والأمومة ووضعت وحدي نصف النصف الباقي بين يديك فوق نصف دخلك الباقي لتكوني أماً.

قالت: قبلت.

قال لها: أتعتبرين هذا عقد زواجنا؟

قالت: أوافق. بإمكانك تقبيل العروس.

…ومضيا معاً يبتسمان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى