طال غيابك

أسامة سعدالدين

لا زلتُ أتخيّل أن وفاتك مجرّد حلم، وأنك على قيد الحياة، أتذكّرك فابتسم… وأبكي… فوجهك الطيّب وضحكاتك وابتساماتك وأيامك، أفعالك وأقوالك، لا تغيب فهي حاضرة أبداً.

سأظل أحاورك بالدعاء لأرسم ابتسامتك في السماء، ليتك كنت خالداً أو ليت قدرك بالحياة دام لمدة أطول، فنفس الألم الذي كان بقلبي وقت فراقك لا زال إلى الآن يؤلمني.

أعترف أني فقدت أخي وصديقي، واشتقت لنفس قد مات النبض بها، لجسد نام ولم يستيقظ، ولروح لم تقلْ لي وداعاً. لا أفتقد إنساناً عادياً ولا أسعى إلا للتعبير الخجول لقصة ألم لغالٍ رحل إلى مثواه، فسلام على عينيك النائمة منذ سنة.

أخي الراحل بعيداً، كل صورة لك في عيوني ما تغيب عن قلبي، وكل نبرة من صوتك حافظ لحنها، تركت شوقاً لا تطفئه السنين وذكرى لا تمحوها الحياة.

عندما أقول في نفسي: لو كنت حياً لأخبرتك كذا وكذا، تعتريني غصة بعدها، وكأنني فقدتك بالأمس… افتقدت بئر أسراري وهواجسي، افتقدت ناصحاً وموجهاً مصيباً بابتسامة باعثة دوماً على الأمل بغد خير قادم لا محالة، يا ليت تلك الأيام تعود لازدادت الدنيا ألقاً بتفاؤلك وضحكاتك وابتساماتك.

للموت جلال، ولنا من بعدك انتظار في محطّات قد تطول وقد تقصُر، وقد ترهق وقد تصفو، وقد تُضحك وقد تُبكي… للموت مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد.

أخي وصديقي: إنني في الحقيقة لا أبكيك لأنك رحلت، بل أبكي نفسي لأنني لن أراك في دنياي بعد اليوم، وقد كنت سلوانا وجزءاً من حياتنا والخُلَص من رفاقنا.

أخي: غيابك غصة في القلب وانحسار لمدة الرفقة الجميلة وانطفاء لومضة نبل انساني، وإذا اجتمع في المرء النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق، فقد ترك الدنيا ببصمات حب وخير لا تنسى. واُشهد الله بأن أخي وصديقي عمران الزعبي – أبو ليلى – لم تكن حاجته في الدنيا إلا دافعاً جميلاً لصنع الخير والتفاؤل بالآتي، وأن فيه خصلتين أقدرهما أيّما تقدير: كرامة النفس ونبل القصد.

في 6 تموز 2019 تحل الذكرى السنوية الأولى لغياب نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية وزير الإعلام السوري المحامي والسياسي اللامع عمران الزعبي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى