أمسية شرقية صوفيّة تكريماً للفنان الراحل عبد السلام سفر في دار الأسد

ميس العاني

استحق الفنان الراحل عبد السلام سفر أن يقترن اسمه بآلة الناي التي طورها من خلال إحداث ثقب في نهايتها يمكن العازف من إضافة نوتات موسيقيّة وعزفها بسهولة كما طوّر العود ولا سيما في دوزانه وجسمه.

واختارت دار الأسد للثقافة والفنون تكريم الفنان الكبير الراحل بإقامة أمسية غنائية أحياها على مسرح الدراما المغني دياب السكري مع فرقة أحمد السكري وفرقة قصيد بقيادة كمال سكيكر. وعاش جمهور الحفل ساعة من الطرب الشرقي المحلي بنفحة صوفية أعادت إلى الأذهان نوعاً انتقائياً من الغناء يطرب الأذن وينعش الروح.

افتتحت الأمسية بسماعي حجاز قدّمتها فرقة قصيد لتسري بعدها الألحان والكلمات الصوفية في روح الحاضرين فتفتح لهم نافذة شفّافة على الجمال «فمن يا عالماً بالسر إلى زدني بفرط الحبّ» لابن الفارض إلى «أدر لنا الأكواب» لابن زيدون فاضت الموسيقى بجمال أفصحت عنه ألحان الراحل سفر.

وتمكّن دياب السكري من استثمار عبقرية ألحان سفر لتجود حنجرته بأجمل الكلمات لأغانٍ لم تفارق الذاكرة مثل جادك الغيث ومد الجناحين ومن أنت أجبني.

يذكر أن سفر ولد عام 1926 لأسرة بسيطة في إحدى قرى اللاذقية تعلم العزف وهو في الخامسة من عمره ثم تعلّم في المعهد الموسيقي الشرقي الذي أسسه فخري البارودي ليخوض غمار التلحين فلحن مجموعة من الأغنيات لمطربين سوريين ووضع أوبريتات عدة منها «أرض الوطن» و»شهريار» و»وردة».

عمل في الإذاعة السورية منذ تأسيسها عام 1947 كما اشتغل في فرقة الفنانة سعاد محمد وشكل فرقة رقص السماح مع الفنانين عدنان منيني وعمر العقاد وتوفي في الثالث من تموز عام 1999 وبقيت أعماله خالدة في التراث الموسيقيّ العربي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى