تحديد الكواكب قد تكون موطناً لحياة غريبة

عثر العلماء على كواكب خارج نظامنا الشمسي التي يمكن أن تكون موطناً لحياة غريبة، كجزء من دراسة جديدة رائدة.

وتهدف الدراسة الجديدة إلى المساعدة في تضييق العوالم التي يجب على علماء الفلك أن يتدرّبوا عليها، وهم يحاولون إيجاد حياة خارج كوكب الأرض.

وعلى مدار سنوات، تمكّن العلماء من مراقبة الكواكب خارج نظامنا الشمسي، ولكن نظراً لطبيعة المراقبة المحدودة، وجدوا أنه من الصعب جداً معرفة الظروف الفردية على كل كوكب، لأنها مختلفة عن بعضها.

ومن أجل تضييق البحث، قام العلماء الذين قادوا الدراسة الجديدة بدمج مجموعة متنوّعة من البيانات لفهم كيف يمكن أن تدور الكواكب الصالحة للحياة حول النجوم القزمة M dwarf ، والتي تشكل 70 من تلك الموجودة في مجرتنا.

ويُعتقد أن الكواكب المحيطة بالنجوم القزمة هي المكان الأكثر احتمالاً لإيجاد حياة غريبة، لأنها شائعة للغاية، وبالتالي يسهل العثور عليها.

وأخذ العلماء في الاعتبار عوامل مثل دوران الكواكب والإشعاع الصادر من نجم، ما أدى إلى فهم كيفية تنظيم الإشعاع لدرجات الحرارة على هذه الكواكب الصخرية، وهو ما سيساعد في معرفة ما إذا كان هناك ماء في العالم المكتشف، وبالتالي معرفة ما إذا كان من الممكن أن تنشأ الحياة هناك.

واكتشف العلماء أن العوالم المحيطة بالنجوم النشطة فقط، تفقد كميات كبيرة من الماء أثناء تحولها إلى بخار. لكن الكواكب حول النجوم الأكثر هدوءاً من المرجّح أن تتمسك بمياهها، وبالتالي ستكون على الأرجح مواطن الحياة الغريبة.

ووجد العلماء أيضاً أن تلك الكواكب ذات طبقات الأوزون الرفيعة تحصل على جرعات عالية من الأشعة فوق البنفسجية. ما يجعلها خطرة لأي حياة معقدة قد تحاول أن تزدهر على سطحها، حتى لو كانت تبدو مثالية بسبب درجة الحرارة.

وأجرى الدراسة الجديدة باحثون من جامعة نورث وسترن وجامعة كولورادو بولدر ومختبر كوكب الأرض الافتراضي التابع لوكالة ناسا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

ويعمل العلماء الآن على تحديد المواكب التي تجب مراقبتها والنظر فيها عن قرب، وقال دانييل هورتون، كبير مؤلفي الدراسة: «ما يزال هناك الكثير من النجوم والكواكب، ما يعني أن هناك الكثير من الأهداف»، وأضاف: «يمكن أن تساعد دراستنا في تحديد عدد الأماكن التي يتعين علينا توجيه تلسكوباتنا إليها.»

ويمتلك العلماء الوسائل اللازمة لاستكشاف بخار الماء وغيرها من البيانات المهمة لفهم ما إذا كانت تلك الكواكب المحددة صالحة للحياة، بالاعتماد على تلسكوب هابل الفضائي والتلسكوب الفضائي العملاق جيمس ويب خليفة هابل ، الذي سيتمّ إطلاقه قريباً، والذي يهدف إلى البحث عن علامات الحياة على الكواكب القريبة ويدرس تشكيلات النجوم والمجرات الأولى منذ نحو 13.5 مليار عام، باستخدام ظاهرة «العدسة المكبرة المجرية» المعروفة باسم «عدسة الجاذبية « gravitational lensing .

ويقول هوارد تشن، أحد كبار العلماء المشاركين في الدراسة، من نورث وسترن: «إذا استطعنا التنبؤ بالكواكب التي يرجح أن تستضيف الحياة، فقد نقترب أكثر من الإجابة عن أهم سؤال: هل نحن وحدنا في الكون؟».

إندبندنت

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى