الشيطان وأبناؤه وحكم العالم: روتشيلد… النشأة والتأسيس ٢/١

إعداد: د. نسيب أبو ضرغم

لا شكّ في أن المراقب لمسارات السياسة الدولية، يدرك أن ثمة قوة ما تدفع بتداعيات الأحداث على مستوى العالم لتصب في مصلحة اليهودية العالمية ممثلةً بدولة العدوان «إسرائيل».

إذا ما توقفنا عند مفاصل أساسية في حركة التاريخ منذ ما يزيد على المئتي سنة خلت، نتحقق من أن كامل العملية التاريخية أتت لتخدم مشروع اليهودية العالمية، منذ القرن الثامن عشر وحركة الثورات الأوروبية، إلى بدايات القرن العشرين والحربين العالميتين الأولى والثانية، وما حصل قبلهما وخلالهما وبعدهما من تداعيات أدّت بمجملها إلى قيام «إسرائيل» قاعدة لليهودية العالمية.

ولما كان شعبنا هو المستهدف بكل وجوده، حضارةً، ووجوداً فيزيائياً، وتاريخاً ومستقبلاً، ولما كان هذا الشعب العظيم يخوض منذ بدايات القرن العشرين معاركه في مواجهة المخططات اليهودية، تلك المخططات التي لا تقف تداعياتها عند حدود سورية الطبيعية أو العالم العربي، بل تتعدى ذلك، إلى صلب الحضارات الأخرى على مدى العالم.

ولما كان شعبنا بذلك يخوض الحرب نيابة عن العالم، مكرراً قتل التنين، كان لا بد من الكشف عن حقيقة هذه القوة الخفية التي تمسك العالم من عنقه، وتوظف كافة إمكاناته ضد وجودنا القومي.

لذلك، كان لا بدّ من العودة إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشرة، حيث ولد الشيطان اليهودي الحديث في مدينة فرنكفورت الألمانية، هذا الشيطان الذي أنجب سبعة شياطين هم اليوم وعبر أحفادهم يسيطرون على مسار السياسات الدولية بمعظمها.

فمن هو هذا الشيطان؟ وما هو الدستور الذي وضعه والخطة التي رسمها للسيطرة على العالم بالدستور الذي يتكوّن من 25 بنداً؟

يقول مؤلف كتاب «حكومة العالم الخفية» شيريب سبيريدوفيتش في الصفحة 41 من الكتاب: «إن مؤسسي أسرة أباطرة العالم المستترين والقتلة العالميين هما: اليهودي أمشيل ماير Amschel Mayer وزوجته اليهودية غوتا شنابير Gutta Schnapper في فرنكفورت في جنوب ألمانيا، اللذان انطلقا من منزلهما الخشبي الذي بقي على الطراز القوطي في يودنغاسة Yudengasse الشارع اليهودي وقد كانا يسكنان في الطابق الأول منه، ويمارسان البيع والشراء في محلهما الصغير، وعلى الرصيف حيث يجد الإنسان كل أنواع الأدوات المستعملة معروضةً للبيع، ولا يزال هذا المحل الحقير يحتفظ به السادة اليوم! لأنه موطن نشأتهم وشاهد بدء انطلاقتهم. وقد وضع في المحل «درع أحمر» ويسمى باللغة الألمانية Ruthschild ولهذا اكتسب كل بناء أمشيل اسم «روتشيلد».

ولد أمشيل ماير عام 1743 في فرانكفورت، وقد قدّر له أن يكون حاخاماً، فأرسل إلى المدرسة حيث تلقى كراهية تلمودية محمومة ضد كل ما هو مسيحي، ثم أرسل إلى مصرف «أوبنهايم» في هانوفر ألمانيا وبقي ثلاث سنوات يتعلم المهنة. وهناك تعرّف بالقائد الألماني المقرب من الإمبراطور فردريك الثاني 1785-1760 فون استورف Von Estorff.

عام 1770 عاد أمشيل إلى فرانكفورت كان عمره 27 سنة فتزوج من غوتا شنابير وأثمر زواجهما خمسة ذكور وخمس بنات. وبدأت الأسرة بدايةً متوسطة، فالزوجة تعنى بالمحل التجاري، بينما يحمل الزوج البضائع في صندوق عربة ويطوف المدينة، وبشكلٍ خاص يزور الوطنيين اليهود ليتزوّد بالمعرفة.

لم يلبث فون استورف أن عرف فردريك الثاني امبراطور ألمانيا بأمشيل، وكان ذلك نتيجة خدمة قدّمها أمشيل إلى فون استورف في مصرف «أوبنهايم» Oppenheim وكانت ثروة فردريك الثاني تقدّر بين 70 و100 مليون فلوريتا وهو رقم خيالي لم يسمع به أحدٌ في تلك الأيام.

كان الأمير فردريك الثاني جشعاً وبخيلاً فرأى أنه بحاجة إلى نفس ملعونة تكون دمية له ليستخدمها في أعماله المريبة، ولقد سمع من فون استورف بقدرات أمشيل في هذا المجال وعدم الضمير لديه، فقرر أن يستخدمه.

يعتبر أمشيل ماير روتشيلد رأس عائلة روتشيلد التي تتحكّم في العالم عن طريق الثروة التي جمعتها والتوزع الجغرافي لأبنائها كما سنأتي عليه لاحقاً .

كان كما سبق وذكرنا أن أمشيل ماير من غوتا شنابير أنجب خمسة صبية وخمس بنات بحسب التالي وبالتدرج الزمني:

شارلوت ماير ولدت عام 1770 وتزوجت ببندكت موسى وورمز Worms.

انسيلم ولد عام 1773 وتوفي عام 1855 تزوج بإيفاهانو وقد اختير عضواً في المجلس الخاص البروسي المشرف على التجارة وقنصلاً لبلغاريا وعضواً في محكمة المصارف.

سالومون ولد عام 1774 وتزوّج كارولين ستيرن توفي 1855 وكانت له علاقة متينة مع الأمير ميترنيخ دكتاتور النمسا.

ناثان – ولد عام 1777 في ذات السنة التي ولد فيها الاسكندر الأول الذي قتل مسموماً توفي عام 1836.

أزابيلا ولدت عام 1781

بابيت ولدت عام 1784

كارل ولد عام 1788 توفي عام 1855، وبعد ضم نيبلس نابولي إلى إيطاليا توقف مصرفه هناك عام 1860 وانتقل أبناؤه إلى فرانكفورت.

جيمز جاكوب ولد عام 1792 تزوج ابنة أخيه سالومون توفي عام 1868.

جوليا هنريت.

أما زوجة أمشيل ماير غوتا شنابير فقد عاشت بعد وفاة زوجها سنوات عدة وتوفيت عن 96 سنة.

عندما أحسّ أمشيل ماير بقرب أجله، دعا جميع أبنائه إلى فرانكفورت، وبعد أن قرأ تلمود الشيطان قال لهم: «تذكروا يا أبنائي أن الأرض جميعها ينبغي أن تكون ملكاً لنا نحن اليهود، وإن غير اليهود هم حشرات يجب أن لا يملكوا شيئاً. وشرح لهم فكرته وجعلهم يقسمون أمامه ألا ينفرد أحدهم بعملٍ من دون الآخرين، وأن يعملوا مترابطين مجتمعين، وقد أعادوا القسم ذاته عند قبره بعد 24 سنة، عندما وافق ناتان أحد أولاده ولأسباب مادية على اعتناق المسيحية، ويذكر أنه توفي فجأةً.

مات أمشيل عام 1812 وقد قسم العالم بين أبنائه الخمسة بحسب التالي:

أنسيلم أعطي ألمانيا.

سالومون أعطي النمسا.

ناتان أعطي بريطانيا.

كارل أعطي إيطاليا.

جيمز جاكوب أعطي فرنسا.

وفي ما بعد أعطى أمشيل أحد أحفاده المدعو شونبرغ Schoeneberg الولايات المتحدة الأميركية واتخذ اسم بيلمونت Belmont اسماً له.

لم يكن أمشيل يكره شيئاً في الدنيا ككراهيته لكلمة روما، لأن زعيم المسيحيين البابا يعيش فيها، ولأنها أكبر عدو للبلشفية. لذلك بعث بعملائه للقضاء عليهم جميعاً وكوّن امبراطورية للربا وتجارة الذهب استمرت أكثر من امبراطوريات شارلمان ونابليون الأولى والرومانوفيين نسبة إلى رومانوف سادة موسكو .

بدأ الأبناء الخمسة أعمالهم التجارية بعد أن كان والدهم أمشيل ماير قد جمعهم حول طاولة قذرة في محله في شارع يودنغاسة إضافةً إلى زوجته الأكثر جشعاً في فرانكفورت حيث بيّن لهم «شهوة القتل» وكيف ينهبون الناس، وكذلك كل ما تعلمه في المدرسة الحاخامية من برامج استيطانية تعرف إليها عبر «بروتوكولات حكماء صهيون».

كان الأبناء قد توزعوا في العواصم الأوروبية الخمس التي ذكرناها، لكنهم كانوا يملون متضامنين بشكلٍ تام حسب وصية والدهم.

الجيل الثاني من الروتشيلديين:

تركز عمل ناتان في لندن وسالومون في فيينا وكارل في نيبلس نابولي وجيمز جاكوب في باريس وبقي انسيلم خليفة لوالده في مصرف فرانكفورت.

مات انسيلم من دون أولاد فخلفه في مصرف فرانكفورت أبناء أخيه كارل الذي كان بدوره يترأس المصرف في نيبلس. وقد أغلقوا مصرفهم في نيبلس عام 1860 بعد أن أفلس البابا ولم يعد من شيء ينهب في إيطاليا.

أما سالومون الابن الثاني فقد ذهب إلى فيينا التي كان يسيطر عليها خمسة من اليهود هم: ارنستين اسكيلس غيمولر ستين سينا. طرد سالومون الأربعة الأول وأبقى على الخامس يعيش بتواضع تحت سيطرة الروتشلديين.

انتقل كارل الابن الخامس إلى نيبلس واتخذ منها مركزاً يستطيع منه إزعاج البابا ونهب الممالك الإيطالية. تزوج من الحسناء اليهودية اديلاير هيرتز التي كان لها خطوة عند ملك نيبلس، وبذلك استطاعت أن تخدم زوجها في أعماله.

توفي انسيلم في فرانكفورت من دون أولاد فذهب ابنا كارل إلى فرانكفورت بعد أن تركا أخاهما الثالث أدولف في نيبلس حيث خلف والده كارل عام 1855.

وصفى أدولف مصرفه عام 1860 وفضّل العيش بهدوء بعيداً من جرائم أخوته وأعمامه.

حضر تتويج القيصر اسكندر الثاني روسيا في موسكو عام 1856 وتزوج من عمة القيصر ولم ينجب أولاداً. وقد كان ظلاً لملك نيبلس الذي منحه لقب ماركيز.

أما سالومون فقد أنجب طفلين انسيلم وبيتي وبيتي هي التي تزوجت عمّها جيمز جاكوب .

الرجال الذين سببوا الثورة الفرنسية 1789

يقص علينا التاريخ أن صائغاً يهودياً يدعى أمشيل موسى باور قد أسس في فرانكفورت في ألمانيا عام 1750 محلاً للصيرفة في منطقة جود ينسراس. وكان يعلّق فوق دكانه درعاً أحمر رمزاً إلى مهنته.

كان لآمشيل موسى باور Amschel Moses Bauer ولدٌ من مواليد عام 1743 آمشيل ماير باور. وتوفي الأب آمشل باور عام 1754 وكان ابنه آمشيل ماير باور في الحادية عشرة من عمره، ويتمتع بذكاء لمّاع. وكان والده قد دربه على كل ما يتعلق بأعمال الصياغة والربا، وكان في نية الوالد أن يدرب ابنه ليصبح حاخاماً ولكن الموت حال دون ذلك.

عيّن الابن آمشيل ماير باور بعد سنوات قليلة كاتباً في مصرف «أوبنهايمر». ولم تمضِ فترة حتى برهن عن حذاقة وموهبة في شؤون الصيرفة ما حثّ أصحاب المصرف على أن يدخلوه شريكاً.

ولكنه ما لبث أن عاد إلى فرانكفورت ليتسلّم المؤسسة التي خلفها والده وقد قرر أن يتخذ اسماً جديداً لعائلته مأخوذاً من لفظ الدرع الأحمر الذي يعني في الألمانية Rothschild روث شيلد. وهكذا أصبحت عائلة باور روتشيلد.

توفي آمشيل باور عام 1812، وكان له خمسة أولاد درّبهم تدريباً دقيقاً ليصبحوا من جهابذة المال والذهب. وكان أقدر هؤلاء الأبناء ناتان حتى أنه أوفد إلى إنكلترا وكان بعمر الواحدة والعشرين بهدف السيطرة على مقدرات إنكلترا الاقتصادية.

الهدف من السيطرة على اقتصاد إنكلترا كان أن يكون للعائلة روتشيلد إمكان إنشاء احتكار مصرفي دولي في أوروبا.

العلم الأحمر رمز عائلة روتشيلد هو عينه لون علم الثورة الفرنسية، ولون علم كل ثورة تلتها. وكذلك علم الثورة البلشفية، الثورة التي موّلها مرابو المال اليهود عبر لينين 10 مليون دولار زوده واربورغ بعشرة ملايين مثلها لتنفيذ الثورة ضد القيصر. حكومة العالم الخفية ص 126 .

عام 1773 وكان عمره ثلاثة وثلاثين سنة، دعا لملاقاته في فرانكفورت 12 رجلاً من كبار الأغنياء والمتنفذين. غاية اللقاء إقناع هؤلاء بأنه إذا ما وافقوا على جمع ثرواتهم في مجموعة واحدة فبإمكانهم تحويل الحركة الثورية العالمية واستخدامها كوسيلة عمل للوصول إلى الهدف الأسمى وهو السيطرة على الثروات والموارد الطبيعية واليد العاملة في العالم أجمع.

في هذا الاجتماع كشف روتشيلد كيف تمّ تنظيم الثورة الإنكليزية، وأشار إلى أنه على رغم الأخطاء التي ارتكبت، فإنهم أي المرابون اليهود استطاعوا أن يضرموا الثورة ويسيطروا على الاقتصاد الإنكليزي وأن يفرضوا القرض القومي البريطاني ومضاعفته بشكلٍ كبير بسبب افتعال الحروب والثورات واضطرار الدول المتحاربة للاستدامة من المرابين اليهود أنفسهم الذين أشعلوا الحروب. ص 92

بسط ماير باور روتشيلد الأول حججه مثبتاً للمجتمعين النتائج المالية الكبيرة التي تم الحصول عليها بنتيجة الثورة الإنكليزية والتي لا تعد شيئاً يذكر إذا ما قورنت بالغنائم التي سيستولون عليها بإشعال نيران الثورة في فرنسا شرط أن يتبنى المجتمعون خطته الثورية.

بسط ماير باور مخططه بشكل عام، فأوضح أن المخطط يقوم على المناورات عبر ثروات هؤلاء المرابين ما سيؤدي إلى:

خلق ظروف اقتصادية مشبعة بالقلق بحيث تتفشى البطالة بصورة شاملة بين جماهير الشعب الفرنسي.

ترفع هذه البطالة الجماهير إلى حالة قريبة من المجاعة، فتكون المجاعة مادة أساسية للدعاية الموجهة التي تحمل المسؤولية في الانهيار الاقتصادي على عاتق الملك والبلاط والنبلاء والكنيسة والصناعيين وأرباب العمل. الدعاية التي يصنعها ويموّلها عملاء هؤلاء المرابين.

إزاء هذا الوضع يندس عملاء المرابين للتحريض وإشاعة مشاعر الحقد والبغضاء ويطالبون بالانتقام من الطبقات الحاكمة التي يشوهونها بالفضائح الجنسية المختلفة، وبالاتهامات الباطلة، كما يتهمونها بالظلم والعدوان والاضطهاد. ص 93.

بعد أن انتهى روتشيلد من عرض مخططه العام انتقل إلى قراءةٍ وثيقةٍ تحتوي على 25 بنداً هي خطة عمل منظمة بعناية وهي كالتالي:

بدأ كلامه قائلاً: «بما أن أكثرية الناس يميلون إلى الشر أكثر من ميلهم إلى الخير فإن الوسيلة المثلى للحصول على أطيب النتائج في الحكم هي في استعمال العنف والإرهاب وليس استعمال المناقشات في العملية الهادف».

وقد علل روتشيلد حججه بأن المجتمع الإنساني البدائي قبل التاريخ كان يخضع للقوة العمياء التي تحوّلت في ما بعد إلى ما يسمى القانون، القانون الذي هو برأيه قوة مقنعة. ويقول إن «قوة القوانين الطبيعية تقضي بأن الحق هو القوة القوة هي الحق».

أكد روتشيلد أن الحرية السياسية ليست إلا فكرة مجردة ولن تكون إلا حقيقة واقعة وهمية . يستنتج أنه من الإمكان الوصول إلى السلطان السياسي هو أن يدفع شخص ما أو هيئة ما للتبشير بالتحرر السياسي الوهمي حتى إذا آمنت الجماهير بتلك الفكرة الوهمية قبلت أن تتنازل عن بعض امتيازاتها وحقوقها دفاعاً عن تلك الفكرة.

عندها يستطيع المتآمرون أن يستولوا على تلك الامتيازات والحقوق. يأخذون ما هو حقيقي ويتركون للجماهير ما هو وهمي .

أكد روتشيلد أن سلطة الذهب قد تمكنت من انتزاع مقاليد الحكم من الحكّام الأحرار، ولقد ذكر روتشيلد أن الدين كان هو المسيطر على المجتمع وعندما استعيد عن الدين بالحرية أضحى الناس لا يعرفون كيف يستعملون هذه الحرية باعتدال.

دفعه ذلك إلى اعتبار أن إذا ما عرفنا كيف تستعمل فكرة الحرية فإننا ندفع الناس إلى إثارة النزعات الطبقية داخل المجتمع الواحد، عند ذلك يقول: «لا يهم إذا دمرت الحكومة من الداخل أو من الخارج لأن المنتصر كائناً من كان سوف يحتاج إلى رأس المال وهو بكامله في أيدينا».

وأعلن روتشيلد أن الوصول إلى الهدف يبرر استعمال أي وسيلة كانت لأن الحاكم الذي يحكم بموجب القواعد الخلقية ليس بالسياسي الماهر، لأنه يلتزم بالحق والشرائع ولا يقبل بالكذب على الجماهير، ثم أضاف: «يجب على الذين يرغبون بالحكم أن يلجؤوا إلى الدسائس والخداع والتلفيق، إن الفضائل الاجتماعية الكبرى كالصدق والاستقامة ما هي إلا عيوب كبرى في السياسة». من كتاب أحجار على رقعة الشطرنج ص 94 و95 .

واستطرد روتشيلد قائلاً: «إن حقنا يكمن في قوتنا، إن كلمة حق هي فكرة مجردة جوفاء ولا تثبت شيئاً. ولقد وجدنا معنى جديداً للحق وهو أن نهجم متذرعين بالحق الذي للقوي، وأن نذري أدراج الرياح كل المؤسسات والعقائد القائمة وأن نصبح السادة المسيطرين على كل أولئك المستسلمين الذين يعطوننا قيادهم وحقوقهم بتركهم كل قواهم جانباً للتلهي بفكرة التحرر البلهاء». ص 95

ولقد وجّه روتشيلد للمؤتمرين التحذير الآتي: «يجب أن تظل سلطتنا الناجمة عن سيطرتنا على المال خفية عن أعين الجميع، حتى يأتي اليوم الذي تصل فيه السلطة إلى درجة من القوة يستحيل معها على أية قوة أخرى أن تشكل خطراً عليها. ثم ننبههم إلى ضرورة الالتزام بمخطط المؤامرة، منذراً إياهم بأن أي انحراف عن المخطط الاستراتيجي للمشروع سوف يؤدي إلى ضياع مجهودات قرون طويلة من العمل».

بعد ذلك أعلن روتشيلد وجوب دراسة نفسية الجماهير للتمكن من السيطرة على زمانها، لأنه يعتبر أن الجماهير عمياء، عديمة التفكير، سريعة الانفعال وهي دائماً تحت رحمة التحريض من أي طرفٍ جاء. ثم قال: «لا يستطيع التحكم بالجماهير وتسييرها بفعالية سوى حاكم طاغية، والطغيان المطلق هو السبيل إلى بناء الحضارة، فالحضارة لا تبنيها الجماهير وإنما يبنيها الذين يقودون الجماهير».

وحذّر قائلاً: «إن الحرية المطلقة تتحول إلى فوضى إذا ما حصلت عليها جماهير الشعب».

ونصح روتشيلد بعد لك باستعمال المشروبات الروحية والكحولية والمخدرات والفساد الأخلاقي وكل أنواع الرذائل لإفساد الشبيبة الصاعد لدى الأمم المختلفة، وأوصى أن يقوم بذلك العملاء السرّيون المنتشرون في أقطار الأرض 1 .

ولقد نصح روتشيلد أن يتم تدريب هؤلاء العملاء لشغل وظائف مختلفة في المجتمع كأساتذة وكتبة ومدربين ومربيات للبيوت، كما أوصى بانتقاء نساء ليعملن في أماكن اللهو والفجور التي يرتادها الغوييم 2 . وأضاف يقول: «أضيف إلى هذه الفئة الأخيرة من النساء ـ نساء المتعة ـ بعض سيدات المجتمع اللواتي سيتطوعن من تلقاء أنفسهن لمنافسة الأخريات في ميادين الفساد والترف، على أنه لا يجب أن نقف عند أي حد في ميادين الرشوة، والفساد والفضائح والخيانة، ويجب أن نستغل كل شيء في سبيل الوصول إلى الهدف النهائي». ص 95، 96.

ثم انتقل روتشيلد إلى السياسة، فقال:

«إن للمؤتمرين الحق 12 عضواً الحاضرين المؤتمر في اغتصاب ممتلكات وأموال أي شخص، ومن دون تردد، إذا كان ذلك يؤمن لهم للمؤتمرين المزيد من السيطرة والإذلال».

وقال: «سوف نسلك في دولتنا التي سنشيدها طريق الغزو السلمي التسللي وبذلك نتجنب فظائيع الحروب المكشوفة ونتائجها، ويستعيض عنها بوسائل أقل فداحة وأضمن نتائج، كأحكام الإعدام بالجملة، الضرورية لممارسة حكم الإرهاب الكفيل بتأمين خضوع الجماهير الأعمى لنا».

هوامش:

كلمة عملاء هنا تعني الجسم الكامل المنظّم للجواسيس والمخربين واللصوص والخارجين على القانون، مما يتيح للمتآمرين أن يمضوا قدماً بمخططاتهم السرية.

الغوييم تعني كل الناس من غير اليهود ويستعملها اليهود بمعنى الحيوانات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى