أولى

صفقة القرن..
تركيا قطر وحركة حماس

 نضال حمادة

 

نفّذ دونالد ترامب قراره وأعلن عن صفقة القرن في عملية استعراضية أراد منها إظهار وكأن الأمر منتهٍ وليس على الفلسطينيين والعرب إلا التوقيع. واستعان ترامب بثلاث دول عربية هي الإمارات وعمان والبحرين لإثبات ما قاله إن العرب موافقون على هذه الصفقة التي توعّد فيها الفلسطينيين بأشد العقوبات وبقتل قادتهم في حال رفضوا صفقته هذه.

يعلم الرئيس الأميركي ومعه صهره جارد كوشنر أن الصفقة يلزمها طرفان كي تنطبق عليها لفظة الصفقة، ولكي تنجح. ويعلم أن رفض الفلسطينيين الشفهي لهذه الصفقة يسقطها، فكيف إذا كان هذا الرفض عملياً من خلال تحرّكات شعبية وسياسية مناهضة او من خلال عمليات عسكرية. وبالتالي فهو بحاجة لدعم دول عربية وإسلامية محددة للضغط على الفلسطينيين بهذا الموضوع. وهذه الدول ليست ضمن الدول الثلاث التي حضرت الإعلان الهوليوودي عن صفقة القرن والدول التي يعتمد ترامب عليها للضغط على الفلسطينيين هي تحديداً تركيا وقطر راعيتا جماعة الإخوان المسلمين عربياً ودولياً واللتان تتمتعان بنفوذ قويّ داخل حركة حماس وتحديداً داخل الجسم الإخواني في الحركة. وليس هناك من شك في أن ترامب يراهن على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلى تميم آل ثاني أمير قطر للحصول على موافقة حركة حماس على صفقة القرن. وهنا يبدو أن الجميع أمام معادلة صعبة في العلاقة مع أميركا وفي العلاقة بينهم، وبالتالي أمامهم الاحتمالات التالية:

ترفض كل من تركيا وقطر الضغط على حركة حماس، ما يؤدي الى غضب ترامب على البلدين وتدهور الأوضاع بينهما وبين الولايات المتحدة الأميركية، في ظل الصراع القطري مع الدول العربية الأربع، والصراع التركي في سورية وليبيا وفي داخل تركيا بين الإخوان والمعارضة القومية واليسارية.

 

تقبل الدولتان الضغط على حركة حماس، فإن قبلت حماس انتهت كحركة مقاومة وسقطت في الشارعين العربي والفلسطيني وتعرّضت لانشقاقات داخليّة تنهيها عملياً، وإن رفضت الضغوط التركية والقطرية عليها أنهت علاقتها مع الدولتين. وبالتالي لم يبقَ لها إلا الارتماء كلياً في إيران. وهي التي تحاول منذ عقد من الزمن مسك العصا بين تركيا وإيران من الوسط.

 

حركة حماس التي راهنت كثيراً في العقد الأخير على التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وعلى تركيا وقطر في موقف لا تُحسد عليه. وهذا الأمر ينطبق على تركيا وقطر المرهونتين في اقتصادهما ونفوذهما الإقليمي للسيد الأميركي. وبالتالي سوف تكون معركة ترامب الحقيقية لتنفيذ صفقته ضمن المحور التركي القطري التابع له، لأن المحور الآخر أي محور المقاومة قد حسم أمره وقرّر الذهاب أبعد من رفض صفقة القرن إلى السعي والعمل على إخراج أميركا من غرب آسيا.

لا شك في أن صفقة القرن وإعلانها بهذا الشكل الأشهر سوف يجعل من الأشهر المتبقية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية حبلى بالأحداث الخطيرة والكبيرة التي سيكون لها تأثير على مستقبل النفوذ والسيطرة في منطقتنا لعقود طويلة مقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى