أولى

كيف لا أبكيك وأنت رفيق العمر

} أحمد ناصر*

منذ اليوم الأول لمعرفتي بك، اكتشفت فيك معدناً مختلفاً من معادن الشباب والرجال. شهمٌ، عصاميٌ، كريمٌ، واضح لا يرضى المنّة ويخدم من قلبه دون منّة.

لقد قادتك سماتك الطيبة الطاهرة إلى أن تتبوّأ المواقع القيادية ومواقع المسؤولية في الاغتراب.

كيف لا أبكيك وأنت رفيق الدرب على مدى نصف قرن من الكفاح والعطاء، حملنا وزملاؤنا هموم وشجون أهلنا في بلاد الاغتراب تشاركنا في عشرات المؤتمرات من بيروت إلى شتّى أنحاء المعمورة تواصُلُنا لم ينقطع على الإطلاق.

تحوّلت باكراً إلى علمٍ من أعلام الاغتراب اللبناني الوطني الذي لا يهادن على الثوابت ولا يتنازل عن المسلمات ولا يحيد عن قضية آمن بها وهي وحدة الاغتراب وتضامن المغتربين ووقوفهم إلى جانب بعضهم بعضاً.

لقد أعطيت الاغتراب جلّ عمرك، وزرعت الخير في كلّ مدينة زرتها وفي كلّ بلد حللت به.

أعطيت من ذاتك ولم تبخل بشيء، بذلت من مواردك ومن ذاتك وخاطرت بروحك، أحياناً كثيرة، لإنقاذ أرواح وممتلكات المغتربين في أكثر من دولة أفريقية.

رائد المبادرات الإنسانية في بلاد الاغتراب وفي وطنك الأمّ لبنان الذي أحببت حتى انتفى الحب، وكان لـ عيثا الجبل الجميلة مكانة لا تأخذها مدن العالم كلها.

كنت موضع احترام الاغتراب اللبناني في مختلف القارات، مَن عَرفك أو من سمع بعطائك وتفانيك.

كنت موضع احترام المسؤولين والمواطنين في شاطئ العاج وغيرها من دول أفريقيا، لأنك كنت المواطن الصالح الذي يعمل بضمير، ومن له ضمير وأخلاق نجيب زهر لا يموت… فهو مدرسة في العطاء، مدرسة في الاغتراب.

نم قرير العين في رحاب الله يا توأمي الحبيب.

وإلى الأخت المصونة أم ناصر والأحبة الأبناء ناصر، ياسين، ياسر، يسرى ونسرين أحرّ التعازي القلبية ووعد بالوفاء لإرثه الغني.

*الرئيس العالمي الأسبق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى