اقتصاد

دياب تسلّم من جمعيّة المصارف شيكاً بقيمة 6 ملايين دولار وترأس جلسة مجلس الوزراء: لتعليق المهل الماليّة وتأجيل دفع الرسوم والضرائب

أكد  رئيس  الحكومة حسان دياب ان  التشدد في الإجراءات لمواجهة وباء كورونا رفع من درجة التزام الناس في أغلب المناطق اللبنانية، وعلينا الاستمرار في تنفيذ هذه الإجراءات حتى نضمن عدم انفلات الأمور، رغم أنه في مناطق عديدة كان الالتزام ضعيفاً نسبياً. ولذلك، من الضروري متابعة الأجهزة العسكرية والأمنية، التشدد بشكل أكبر في المناطق، حيث لا يزال الالتزام غير كامل.

أضاف خلال جلسة مجلس الوزراء: لقد سمعنا بالمطالبات الكثيرة والمتكررة لإعلان حال الطوارئ، وسأكتفي بالردّ عبر توجيه الدعوة إلى قراءة القانون وحيثياته.

أما في الجانب الثاني من تداعيات الإجراءات، فقال دياب: من واجبنا البحث عن طريقة لمساعدة الناس الذين تعطلت أعمالهم وهم في بيوتهم، والنظر إلى ظروفهم الاجتماعية والمعيشية الصعبة.

وأضاف: طبعاً، من واجب الدولة مساعدة الناس، وهذا ما ينبغي علينا القيام به، لكن، في الوقت نفسه، من الضروريّ أن يكون هناك تكافل اجتماعي بين اللبنانيين. لقد أثبت اللبنانيون عبر التاريخ أنهم يتعاونون ويتقاسمون رغيف الخبز في حالات الخطر.

وأضاف: نمرّ اليوم في نوع جديد من الأزمات. ومع ذلك، فأنا واثق بأننا سنتجاوزها بأقل قدر ممكن من الخسائر، وسنخرج منها متماسكين ومتعاونين.

ودعا إلى اتخاذ قرارات ضمن كل وزارة لتعليق المهل المالية، وتأجيل دفع الرسوم والضرائب المتعلقة بالكهرباء والمياه والهواتف والضمان والميكانيك والعدلية.

أما أبرز المقررات فهي:

–  مشروع قانون معجل بعدم فرض الضريبة على القيمة المضافة TVA لمدة ستة أشهر، وذلك بالنسبة إلى الهبات المقدمة للادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات والممولة من مصادر داخل لبنان نتيجة انتشار فيروس كورونا.

–  مشروع قانون معجّل يرمي إلى تعليق بعض أحكام المادة 32 من قانون موازنة عام 2020 بما يسمح لكل المؤسسات العامة والبلديات واتحادات البلديات والمجالس والصناديق والمصالح المستقلة وأشخاص القانون العام أن تنفق أو تساهم أو تموّل سواء بمبالغ نقدية او تبرعات عينية لأي جهة عامة أو خاصة على أن تكون هذه الأموال مخصصة حصراً لتأمين المساعدات الصحية أو الغذائية على أنواعها في مواجهة فيروس كورونا المستجدّ وألا تصرف ولا تخصص في أي وجهة إنفاق أخرى.

–  قرّر مجلس الوزراء خفض التعرفة على الساعات الدولية والمحلية والإضافية المطلوبة من شركات الانترنت وشركات نقل المعلومات DSP & ISP وذلك بصورة استثنائية ولمدة محدودة لإعطاء التسهيلات إلى مشتركيها في ظروف التعبئة العامة بشأن فيروس كورونا، وذلك بعد أخذ رأي مجلس شورى الدولة.

–  قرّر مجلس الوزراء تمديد العمل لغاية 03 حزيران 2020 بأحكام المرسوم رقم 6036 تاريخ 23 كانون الأول 2019 والمتعلق بتمديد مفعول براءة الذمة التي يصدرها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

–  عرض وزير الخارجية لشؤون الطلاب في الخارج وسبل تقديم المساعدات العينية والمادية إليهم، وسوف يتقدم بناء على طلب دولة الرئيس بخطة مساعدة اجتماعية لهم.

–  عرض وزير الشؤون الاجتماعية لخطة عمل الوزارة التي يناقشها في هذه الأثناء في اجتماع اللجنة الفنية المكلفة متابعة المواضيع الطارئة المتعلقة بالشأن الاجتماعي ليصار إلى رفع توصيات عاجلة وخطوات عملية وسريعة تلبي الحاجات الملحة.

–  وبالنسبة إلى مشروع الكابيتول كونترول، أخذت ملاحظات الوزراء في الاعتبار، وستستكمل النقاشات الموضوعية لإنجاز المشروع».

وأشارت  وزيرة الاعلام منال عبد الصمد إلى أن «التوجه حالياً لوضع خطة مادية أو عينية لمساعدة  الطلاب الموجودين خارج لبنان»، وقالت: «في الوقت الحالي، هناك تنسيق تام مع السفارات من أجل أن يتواصلوا مع المقيمين في الخارج بشكل مستمر. كما طلب وزير الخارجية من كل شخص مقيم خارج لبنان أن يضع كل المعلومات التي تتعلق به لدى السفارة اللبنانية في الدولة التي يقيم فيها، لتسهيل التواصل معه، وسيتم عرض هذه الخطة في اليومين المقبلين».

وكانت اطلقت من السراي، مبادرة من جمعية مصارف لبنان، وهي عبارة عن تأمين أجهزة طبية واستشفائية لمعالجة المصابين بوباء الكورونا بقيمة تناهز 6 ملايين دولار اميركي.

إعلان المبادرة جاء خلال استقبال دياب في مكتبه وفداً من جمعية المصارف برئاسة  سليم صفير الذي اعلن عن مساهمة جمعية مصارف لبنان في تأمين أجهزة طبية واستشفائية لمعالجة المصابين بوباء الكورونا بقيمة تناهز 6 ملايين دولار أميركي. وقال: نبدي حرصاً على أن تكون هذه الهبة العينية جاهزة ومسلمة في غضون أيام، لمختلف المستشفيات الحكومية المعتمدة رسمياً كمراكز للمعالجة.

وأشار الى أن مبادرتنا اليوم هي واجب وطني وليست عملاً خيرياً أو منّة على أحد. وليست الا البداية وستكون هناك مبادرات أخرى في الأيام القليلة المقبلة.

وقال: إن تجاوز المحن لا يكون إلا من خلال التضامن والتنسيق والتشاور بين الحكومة والقطاعات الفاعلة والمنتجة في المجتمع.

أما دياب فشكر جمعية المصارف ورئيسها على هذه المبادرة، وأيضاً على الوعد الذي أطلقه بأنه ستكون هناك مبادرات أخرى، من أجل مواجهة هذا الوباء الزاحف إلى وطننا.

ولفت الى أن ما نمرّ به اليوم يحتاج إلى تضافر كل الجهود، من دون مزايدات، ولا حسابات. البلد كلّه يرزح تحت وطأة ضغوط قاسية، ولا يمكن لأي كان أن يحمل وحده عبء هذه الضغوط. حتى الدولة، في ظل إمكاناتها الحاضرة، يصعب عليها القيام بكامل واجباتها تجاه مواطنيها. ولذلك فإن الرهان هو على تكافل المجتمع اللبناني، والتعاون مع الدولة التي لا ملاذ إلا بها، باعتبارها الحاضن الوحيد لجميع أبنائها، من دون تمييز.

أضاف: المطلوب اليوم، هو الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها، وتقوية قدراتها، لأن الدولة وحدها هي التي تمنح اللبنانيين مناعة ضد كل الفيروسات التي تشكّل خطراً على أمن الوطن الصحّي أو الأمني أو الوجودي.

ودعا الجميع إلى مزيد من التلاحم، والمبادرة، لتحصين الدولة، كي تشكّل سور الحماية للبنانيين.

ثم تسلّم الرئيس دياب من صفير كتاباً بالهبة العينية التي قدّمتها الجمعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى