أخيرة

سناء… أيقونة المقاومة والفداء

} رامزا محمد صادق

يا نيسان تجلّى وطل

ذكرى عروسك علينا هل

نسر الحرية منها غار

لما بدّمها هدمت أسوار

اتفتحت زهور النعمان

حتى ما يخلص المشوار

يا جنوب أبطالك شو كتار

وبنصرك انغرسوا أشجار غار

يا جنوب نصرك عرسك

وسناء محيدلي عروسك

طواعية قدّمت روحها فداءً للقضية، لم تخنها أنفاسها ولم تتراجع عزيمتها، تنبعث أطياف شهادتها من نسائم نيسان، سناء محيدلي (1968-1985) الشابة الفدائية «17 عاماً» عروس الجنوب لم تنطفئ أصداء ذكراها حتى اليوم بعد مرور 35 عاماً على عمليتها الاستشهادية ضد جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي وعملائه في معبر «باترجزين»، كما كان يسمى حينذاك.

في 9 نيسان من العام 1985 سجّل التاريخ أول عملية استشهادية تقوم بها أنثى من بلادي، فهناك على معبر «باتر» توجّهت سناء بسيارة «بيجو» محمّلة بـ 200 كيلوغرام من «تي ان تي» وفجّرت جسدها بتجمع آليات العدو موقعةً عدداً من ضباطه وجنوده قتلى وجرحى.

سناء محيدلي، أيقونة المقاومة والفداء، أعطت للشهادة والشجاعة معنى وأضحت رمزاً من رموز الانتصار والعزّة والأمة، ورسمت دور المرأة المقاومة وقيمتها بدم ونار.

«أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي و حبي» عبارة التصقت بعروس الجنوب وسلكت بها منهج الأجيال وكانت قدوة لأبناء الحياة.

في شهادتها، نحكي ملاحم الفداء والقومية والإيمان بأن الجسد والعقل والروح تكامل تام إذا اقترن بالتضحية، المنطق والاستشهاد.

إلى الأجيال القادمة، اتعظوا من تاريخ شهدائنا وكونوا لهم خير وكيل واكملوا نهجكم وآمنوا أن بقوتكم واتحادكم تنبثق القضيةوإن سُئِلتم يوماً عن تاريخكم قولوا: نحن أبناء الحياةزعيمنا سعاده، قدوتنا شهداؤنا، عقيدتنا القومية، وسلاحنا المقاومة!

والتي قالت قبل رحيلها: «أنا لم أذهب لكي أتزوّج ولا لكي أعيش مع أي شخص، بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة. وصيتي هي تسميتي عروس الجنوب». هي الصبية التي أعطت العالم دروساً بالقيم الأخلاقية والشهادة، هي التي تناثر دمها على جباههم ليرسم زوبعة تحيي فيهم روح سعاده.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى