حديث الجمعة

صباحـات

12-8-2021

صباح القدس لبدء التحول في لحظة قاتمة، والضرب على اليد الظالمة، فقد اتخذت المقاومة قرارها، وبدأت بخطة تحفظ للناس استقرارها، فاستيراد المحروقات ليس شأناً معيشياً فقط، بل إعلان بأنّ نظام الاحتكار قد سقط، وأن قرار فتح الأسواق يكسر الحصرية، فاليوم تبدأ المحروقات وغداً كل السلع الضرورية، ولأنّ المقاومة ليست بتاجر، فهي تفتح الطريق ولا تتاجر، تحمي خيار منع التجويع، ولا تشتري ولا تبيع، فغداً الأدوية التركية والسورية والروسية في الصيدليات، ومن لا يرغب يمكنه شراء الدواء الغربي بالدولارات، ومثله في كل أنواع البضائع، المواطن لن يكون حقه ضائع، والخطوة الأولى في مسار الألف ميل، تعادل المستحيل، رغم أنها لن تقلب الأوضاع، لكنها لن تترك الناس تحت الأوجاع، ستفتح طريق تغيير كبير، والذين لا تهمهم المظاهر ويعنيهم المفعول لا ما هو ظاهر، سيجدون حلولاً رخيصة الكلفة، للكثير من السلع المكلفة، بينما من كانت تحجب عنه السلع الغربية بذريعة لعبة الدعم المشؤومة، والأسعار الملغومة، فسيجد مطلبه في الأسواق، بأسعارها المعلومة، لأنّ كذبة الدعم انتهت، بعدما سرقوا الدولارات باسمها، والناس بكل أسف التهت، بخطوط لعبة الطوائف ورسمها، ففعلوا ما شاؤوا وتلاعبوا باوجاع الناس، والناس تنقسم على توزيع الملائكة طوائف وأجناس، وهم يسرحون ويمرحون، وبجني المال الطائل يفرحون، حتى دقت ساعة النهاية، وظهرت بوادر الجوع في البداية، قالت المقاومة كلمتها، بأنها لن تترك الناس تحتاج لقمتها، وليخرس الذين يتشدقون بالدعوة للثورة، وهم عند السفارات يتآمرون ويدورون ويلفون ألف دورة ودورة، وهم يعلمون أن للثورات أصول، والثورة تبدأ بالعرض لا بالطول، فتنحاز للفقراء ضد الاحتكار ولا تضم مصرفياً ولا سمساراً، ولا محتكراً وتاجر عقار، ولا تنادي بالاحتلال، ولا تمارس الاحتيال، ولا يصير النصاب ثورياً، ولا يقف وراء باب السفارة دورياً، فهؤلاء لا يختلفون عن الذين سرقوا وأفسدوا، كلهم صنف واحد وبالألوان تعددوا، تديرهم لعبة أجنبية، يشتركون بالعداء للمقاومة، والسباق بينهم على من يأتي برأسها أولاً، فينال الجائزة، شركاء في اللعبة الجهنمية، شركاء في المساومة، لا يريدون تغييراً ولا تحولاً، بل ينتظرون إعلان الجهة الفائزة، والرابح سينال الحكم والسلطة، وذلك سر هذه الخلطة، يتشاتمون ويتبادلون سيئ الكلام، وكلهم في قفص الاتهام، شركاء في ذبح الناس والبلد، ولا يستثنى منهم أحد، وبعد الخطوة الجديدة، الناس ليست وحيدة، فمعها مقاومتها شجاعة رشيدة، تتألم لآلامها، وتتكلم بكلامها، وحتى لو أنها لا تملك عصا سحرية لتغيير الأحوال، فيكيفي أنها قالت ما يجب أن يقال، وترجمت أقوالها بالأفعال، وكما كانت في القتال، كانت في سائر الأحوال، الوعد الصادق يبقى صادقاً، والتتمة تأتي لاحقاً.

11-8-2021

صباح القدس للأسئلة الدقيقة تصيب كبد الحقيقة، فماذا تعني قمة يدعو إليها رئيس حكومة العراق العائد من واشنطن، تضم الدول الفاعلة والمخاصمة في الإقليم وكأنّ شيئاً لم يكن، أن يجتمع السيسي وأردوغان، والملك السعودي ورئيس إيران، والسيسي ورئيسي، وقمة القمم أنّ يلتقي الأسد بأردوغان والأسد بالملك سلمان، ولأنّ أصل الخصومة مع الأميركان، فهل يعقل أن تحمل بغداد عبئاً بحجم هذا القرار لتفشل، أم أنها ضمنت تشجيعاً أميركياً لما سيحصل، السؤال ليس عن احتمال عقد القمة أو تأجيلها، أو الذهاب إلى اجتماع وزاري تمهيدي أو بديلها، فالأهم هو رسم المسار، وماهية القرار، وفي ضوء ما يجري في أفغانستان، وما سيتم في فيينا، فإنّ كلّ شيء يقول إنّ بايدن وراء الـ «إن»، رسالة أميركية يحملها العراق، بأنّ واشنطن تبحث عن اتفاق، لكنها تقرر البقاء وراء الستار، كي يبقى لها تحديد المسار، فهي تريد تخفيض سقف الشروط، وانسحابها مشروط، وهي لا تمانع تحسين العلاقات مع سورية لكنها لا ترفع العقوبات حتى يتم التفاهم، ولا تعارض حوار إيران والسعودية لكنها لا تساهم، وهي تريد قبل كل شيء أن تترك لمطالب انسحاب إيران من سورية أن تصير مطالب دول الإقليم، فتأتي بلسان مصر وتركيا والسعودية، ليصبح الحديث عن الانسحاب بالتعميم، تحت شعار القوات الأجنبية، وتريد تعويم الأردن وقد نصبت فيه قاعدة بديلة، فهو رابط مصر والعراق، وتفتح الباب لنقاش حول الأكراد بين تركيا وسورية والعراق، فالقضية المستحيلة هي الاستحقاق، ويصير انسحاب الأتراك من سورية والعراق مطلب الجميع، وتأمل واشنطن أن تغيب قضية فلطسين أو تضيع، وأن يحجب النقاش عن التطبيع، فحجم القضايا العالقة، والملفات المرافقة، سيتكفل بأعمال الملوك والرؤساء، أو من يمثلهم من الوزراء، ولو بعد حين، فهذه مهمة اللقاء، ليست فلسطين، لكن لا تجري الرياح بما تشتهي سفنهم، فالزمن لم يعد زمنهم، وحضور سورية وإيران يكفي، ليحرج الحضور، ليس من باب التشفي، بل من باب طبيعة الأمور، فكيف يبحث بالاستقرار، وأصل الأزمات بالاحتلال والعدوان، وليس هناك من خيار، إلا بالتذكير بأنّ للمنطقة عنوان، يبدأ منه استرجاع القرار، فلسطين هي القضية، وهي الهوية، وهي الديار، بند رئيسي في البيان، ولذلك تبدو الدعوة من بغداد، تمهيد وجس نبض وبالون اختبار، تحت شعار استقرار البلاد، واسترداد القرار، وتحقيق المصالحات، فتصير القضية في الصراعات الإقليمية، وليست بالاحتلال الأجنبي، بل بصراع فارسي تركي عربي، لكنّ الأمور ليست كما يشاء صاحب المخطط، وقواته موجودة في المنطقة باللباس المرقط، وكيان الاحتلال يهدّد الأمن بكل اتجاه، وما كانت الأزمات لولاه، وما جاء الأميركي للمصالحات وهو صانع العداوات، لو تحقق له ما يريد، فهو يعترف بالفشل، فخطته كانت إسقاط قوى المنطقة، والقمة خطة انسحاب ملفقة، وقرار بفتح الأبواب المغلقة، واستعداد لمرحلة قادمة، بعد الفشل أمام محور المقاومة، وإيجاد كواليس للمفاوضة، بجمع القوى المتعارضة، وخلط الأوراق، وهل أفضل لذلك من العراق؟

9-8-2021

صباح القدس للوقائع تنصف الحق الضائع، فالذين قالوا إنّ المقاومة تسلك الدرب الذي يورط لبنان بالحرب، جاء تثبيت الردع بمدة قصيرة يؤكد إصابتهم بعمى البصر والبصيرة، والذين تذرعوا بأنّ لبنان تعب من الحروب طالبين الخضوع لمعادلة الاحتلال، أظهرت دعواتهم للجيش للحرب على المقاومة ما في عقولهم من اختلال، والذين قالوا إنّ المقاومة تصادر قرار الدولة بالحرب والسلم، يظهر التاريخ والحاضر أن القرار كان بيد الاحتلال من باب أخذ العلم، وأنّ مافعلته المقاومة هي شلّ يد العدو عن مصادرة القرار، ومن يريده للدولة يطلب منها امتلاك الاقتدار، ويطلب من الجيش الردّ على العدوان، بدلاً من قمع المقاومة، وإلا فهو يكشف حقيقة الخيار، الذي يريده للبنان، بين الاستسلام والمساومة، ويريد شراء التهدئة مع العدو بالخنوع باسم التعب، ولا يأبه لشراء الحرب بين الجيش والمقاومة باسم السيادة، ولا يظهر الانحراف إلا زعم إطفاء النار ممن يشعل لها الحطب، وهذا هو سر فشل القيادة، في حال العرب، أقوياء على بعضنا منبطحون أمام الأعداء، إلا المقاومة جاءت رحمة من السماء، رحماء فيما بيننا أشداء على الأعداء، فانظروا للمقاومين المدججين بالسلاح، يرفضون إطلاق النار على من يعترض طريقهم، يعضون على الجراح ويبلعون بريقهم، وما معنى الوطنية إن لم تكن تضحية سخية لأجل الوطن بشجاعة متفانية، وتحمل وصبر وتضحية بماء الوجه إذا واجهت في الوطن سياسة زانية، حتى عندما واجهت المقاومة العملاء بعد التحرير، وهم من قتلوا عائلات المقاومين، واغتصبوا نساءهم، كظم المقاومون غيظهم لأجل الإنجاز الكبير، يفعلون ما يرضي الله وضميرهم غير آبهين، بما يشعرون وما ساءهم، فهل لنا بمثلهم بينكم، نقولها ونضع عيننا في عينكم، هاتوا مثالكم عندما خرجتم تتهمون المقاومة زوراً بنترات المرفأ، وأنتم تعلمون أنّ جماعاتكم جاؤوا بها وحملوها للإرهاب، والمقاومة تغضب لكنها ترفأ، بمن سقط أبناؤهم وتقدر جليل المصاب، وتكتفي بمتابعة التحقيقة، وتطرح الأسئلة الدقيقة، وتقول للقاضي بكل شجاعة أن يصحح أوضاعه، فيكشف نتائج تحليل ساحة التفجير للناس، وأن يضع لتوجيه الاتهامات مقياس، فلا صيف وشتاء على سطح واحد، وملاحقة لرئيس أو وزير بلا أساس، وتغاض عن قاض أو رئيس حكومة أو قائد، كونوا ببعض أخلاق المقاومة وعارضوها، فيستقيم البلد، ولا تصيبكم من قوتها عقدة النقص بل عقدة الذنب والندم، والحقيقة ليست ملككم كي تقايضوها، ولا أنتم أم الولد، وكونوا كالراعي الذي يقود القطيع ولا يترك الحق يضيع، وفي حفلة استحضار الأفاعي تحضر عصا موسى، كما تقول الرواية، وموسى كان نبياً لكنه يرعى الغنم، لكنّ عصاه معكوسة، تداوي ما في العقول من ألم، يهش بها على أغنامه ويشق بها البحر عند الضرورة، والأهم أن له بها مآرب أخرى عند اكتمال الصورة.

7-8-2021

صباح القدس لسيد المقاومة يضع النقاط تحت الحروب وفوق الحروف، ويضيء بالنار والنور الدروب ويشرح بالنور المعايير ودقة الظروف، فقيمة السلاح وتقنياته المتقدمة، أنه بيد كوادر متعلمة، لكن قيمته الأعظم أنه تحت قيادة فيلسوف ملهم، هو فيلسوف العصر في رسم المعادلات، وقراءة الاستراتيجيات، وحرب العقول والمعنويات، وهو فألنا الحسن ونصرنا من الله، تجمعت فيه خصال القادة النادرين، من العلم والأخلاق والشجاعة والدين، فهو يقرأ التاريخ، بذات شروط اتقانه لحرب الصواريخ، ويحمل هموم الناس، بذات الدقة والقياس، لاهتمامه بقانون الحرب، ومعرفته بأحوال الكيان والغرب، ويجمع الشجاعة والأخلاق كاجتماع دجلة والفرات في العراق، وروافد المعارف لديه وانضباط المقاومين بين يديه رساميل لا تنضب، وثقة بلا شروط من شعب يتحمل الضغوط و يعرف كيف ومتى يغضب، وأمام جمع الملفات المتداخلة، من صراعات متعددة الوجوه، يعرف كيفية تنظيم الأولويات بقوة البصيرة، ويتقن فن المداخلة، وتمييز العفوي من المشبوه، ويرسم قواعد الطلقات بين الطلقة الأولى والطلقة الأخيرة، وعندما يطل هذا المساء، سينعقد الجمع حول كلامه، بين شعب يئن من آلامه، وعدو يتوسل سلامه، والفتنة الجوالة، وإعلام ينطق عن أسياده بالوكالة، وفقاً لحجم الحوالة، وفي بحر الأزمات والحروب، لا تضيع عليه بوصلة، فقد حدّد حربه واختار الطرق الموصلة، فلا يتوه في الدروب، وفي الخوارزميات يتقن علم الحوصلة، يقولون أنهم في الكيان سياسيين وعسكر قريبهم وبعيدهم، قد ألغوا الليلة مواعيدهم، رغم أنّ السبت عيدهم، وأنهم على رجل ونصف ينتظرون، ما سيقوله لقطع الشك والظنون، فقد صار كلامه القاطع مصدر الثقة، أكثر من التقارير الموثقة، وصار العدو والصديق، متشابهان في الانتظار، ومن غاب عن كلامه فاته القطار، فهو صانع السياسة الأول، والذين يخاصمونه يريدون بمخاصمته أن تكبر أحجامهم، وهم يدركون أنهم لا يقدمون ولا يأخرون بتصعيدهم أو أحجامهم، لأنهم يواجهون من انتصر في حربه على القوة الأعظم التي قالوا إنها لا تقهر، وبات الكلّ يعلم أنها محاصرة وتنهار، وفي الحربين مع الاحتلال والإرهاب انتزع نصره الأكبر، من بين المخالب والأنياب، وصنع من الليل النهار، وفتح للمقاومين آفاقاً جديدة، وأثبت للدول العظمى الصديقة أنّ الفرص متاحة، فغير المعادلات بإسقاط سطوة القطبية الوحيدة، ولم يكن بيده إلا شعبه وسلاحه، فكيف وقد صار اليوم بعدما استنهض العالم النائم، وتغيرت معادلات الصقور والحمائم، ودخلت على الاشتباك الكبير، دول بحجم روسيا والصين، عدا عن موقع إيران، فقد صار أقرب إلى فلسطين، وبات قادراً على الإعلان، أن القدس تعادل حرباً إقليمية، وأن الحرب حرب وجود وهوية، لا يأبه لجعجعات الحديث عن غزو الفرس، وقد تجندت المنطقة حوله من أجل القدس، وهو يعلم أن الفتنة النائمة هناك من يريد إشعالها، وأن الحرب باتت خطة يائسة لمن يريد افتعالها، وأن الحكمة والانضباط تعادل الشجاعة في ساحات المواجهة، وأن بينهما ربط وارتباط، في تصدر الواجهة، ويكفي أن ننظر إلى صورة هذا المقاوم أمام الأهالي، وهو مدجج بالسلاح، يحمل الجرح ولا يبالي، فقد قصف الصواريخ وضميره مرتاح، ومثله كان المقاومون يدفعون في خلدة دما بلا حساب، فيعضون على نزيفهم وهم يعلمون أنها خلايا الإرهاب، لأنهم يعلمون أنها الفتنة النائمة التي يريدوها العدو بديلاً لحربه الفاشلة، فيحاصر المقاومة بمثل ما هو محاصر، وإن لم ينجح سيكرّر المحاولة، ويجند ما كان مقدراً لخوض الحروب، لجعل الفتنة هدفاً بديلاً، ويقول إن المقاومة لا تقتلها إلا حرب في زاروب، لأنّ الفوز عليها في الحرب صار مستحيلاً، وكل مخابرات الحلف المعادي للمقاومة، صار همها إيقاظ الفتن النائمة، وبعدما كانوا يراهنون على الكيان، صار الكيان معهم شريكاً في تغيير الرهان، والأولوية بدل الحرب صارت للفتن، وللضغط بمزيد من المحن، وهكذا سيجيب سيد المقاومة، على جمع التحديات، وتداخل الملفات، من تشكيل الحكومة، إلى الناس المحرومة، وفلسطين المظلومة، والأجوبة كما اعتدناها تروي الغليل، ولا تعرف المستحيل، فالقائد زارع الأمل، والوعد الصادق، والحكيم والبطل، وللنصر بيارق، ومثلما ينتظر العدو متربصاً كاللص، واقفاً على رجل ونص، ينظر المحبون إليك، ولسان حالهم لبيك.

6-8-2021

صباح القدس للحقيقية قبل العدالة وشرطاً لها، فالعدالة دعوة جميلة لكنها نهاية طريق تشكل الحقيقة أولها، فتعالوا ندقق بمعنى الدعوة للعدالة بدون الحقيقة، فما هو المعيار وما هي الطريقة، إنها خداع بصري يقوم على وضع الدماء في كفة وطلب ثمن يقابلها، وهكذا تصير العدالة إرضاء للغضب وثأراً من غير الذي كان السبب، وبدلا من العدالة الواحدة، تصير العدالة بلا الحقيقة وجهة نظر، فتخفي تصورا لحقيقة وفقاً للانتقام، وبدلاً من أن يكون القضاء فيها المبتدأ يصير الخبر، ويتحول الحق إلى لعبة صانع الإعلام، وبدلاً من انتظار القضاء ننتظر القدر، لهذا نسمعهم يقولون بالعدالة ولا يقولون بالحقيقة شرطاً سابقاً، لأنّ المطلوب أن يبقى الحق في فوضى الروايات غارقاً، والكذبة الرائجة أن من ليس لديه شيء يخاف منه، يمتثل لطلب القضاء وإن كان بريئاً يعفو عنه، فهل هذا صحيح، وهل تقول التجربة السابقة بصحة التصريح، ألم يصدق الضباط الأربعة قبل سنين، أنهم بتصرف العدالة لن يظلموا أمام المحققين، وماذا كانت النتيجة، غير الظلم بداعي العدالة قبل الحقيقة، أو تزوير الحقيقة والشهود بألف طريقة وطريقة، والغبي وحده يسلك الطريق المفخخ مرتين، ألم يكن التحقيق الدولي موضع الثقة، وقيل إن القضاء اللبناني لا يملك أهلية البحث عن الأدلة الموثقة، ولا تقنيات البحث ونزاهة عدم التسييس، ومن زور التحقيق الدولي وتلاعب بالوقائع، سيلعب بالمحقق العدلي في الوقت الضائع، فتعالوا إلى الحقيقة والحقيقة تحرركم، والحقيقة تبقى أصل المسألة، وهي بسيطة ببساطة الجواب على الأسئلة، هل جاءت النترات إلى مرفأ بيروت بمحض صدفة وبقيت بمحض إهمال وانفجرت بمحض تقصير، وإن كانت كذلك فيجب اتهام «يونيفيل» المسؤولة عن مراقبة البحر ومنع تسلل أي سلاح أو مصدر للتفجير، أو مطالبتها أولاً وقبل الآخرين بتقديم تفسير، فقبل سؤال الوزير والمدير والسؤال واجب ومشروع، وجب سؤال من يفتش حمولة أنابيب المياه خشية استعمالها في صناعة السلاح، هل غاب عنه أو تغابى عندما اتصل الأمر بآلاف أطنان المتفجرات، وإن لم تكن محض صدفة ومحض إهمال ومحض تقصير بل مؤامرة، يعود السؤال لفرق التفتيش الحاضرة، لماذا تغاضت عن تهريب وتوضيع المتفجرات في هذه الخاصرة، وبالمناسبة وفقاً لتقنيات التفتيش السائدة، ستضيئ أجهزة الرقابة كلما مرت في البحر بموازاة أبواب العنبر، فلم كانت أعصاب المفتشين باردة، ولم تطلب التخلص السريع من مصدر الخطر، أما كذبة الحديث عن حاجة الدولة السورية فتلك هاتوا غيرها، لأن مصانع النترات في سورية بقيت تنتج أضعاف هذه الكمية، وطريق الاستعمال المنطقي الوحيد للمتفجرات البدائية، يعرفها حتى الذين يحتاجون في علوم المتفجرات إلى محو أمية، فالجهة الوحيدة الممكنة هي مجموعات محاصرة عدائية، تفخخ السيارات وتملؤها بالنترات لنقص المتفجرات، وهذا قد يفسر سر التغاضي، في ذروة حرب كان البعض الداخلي والخارجي شريكاً فيها، وهل تذكرون في الماضي، تزويد جماعات الإرهاب بالحليب والحفاضات، واستقبال قادتها كرموز للمعارضات، وكيف وزعت عليهم أوسمة الديمقراطية، ولم ننس وزير خارجية فرنسا الذي قبل جبين الحاراتي، وقال إنه يرى فيه مستقبل سورية الآتي، فهل كانت البحرية الفرنسية من سهل دخول المتفجرات، ولهذا سارع رئيسها للحضور وجلب المساعدات، ولهذا تهربوا من دعوات البعض لتحقيق دولي، لستر الفضيحة، ومنعاً لطرح سؤال أولي، بصورة صريحة، عن دور الرقابة البحرية، في ترك المتفجرات تدخل وتبقى بكل حرية، ولذلك تبقى الحقيقة الصحيحة، أساس العدالة المنشودة، وإلا صارت العدالة لعبة مكشوفة، لتصفية الحسابات، والعدالة ليست أنشودة، والحقيقة ليست أرجوحة، ومن يخشى من كشف المستور وحده يفبرك شهود الزور، هكذا كان الفيلم الأميركي الطويل، ومثله الفيلم الفرنسي الهزيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى