أولى

ليس هناك محور مقاومة في السودان وليبيا

– يصر عدد من الكتاب وصناع الرأي العام في المنابر الممولة والمشغلة من كل مناوئي فريق المقاومة في المنطقة، على تسويق تحليل قوامه أن محور المقاومة يتحمل مسؤولية أزمات المنطقة، بعيداً من الانقسام حول القضية الفلسطينية والصراع مع كيان الاحتلال، ويضيفون أنه حيث حل محور المقاومة أو حيث تواجد حزب الله أو حيث كانت إيران، حلت الحروب وحل الخراب.

– طبعاً هؤلاء لا ينفون أن من يحضر مقابل محور المقاومة حيث يكون حاضراً، هم “جماعتهم” أي مشغليهم ومعلميهم ومموليهم، سواء كان المعني الأميركي أو الخليجي او الإسرائيلي، ومن حق داعمي محور المقاومة هنا أن يقولوا العكس، إنه حيث حل الأميركي حل الإرهاب وأن يقدموا العراق بل الاحتلال الأميركي وبعده مثالاً، وسورية قبل الحرب وبعدها مثالاً، وأن يقولوا إنه حيث حل المشروع الذي يحمله أركان الحلف المعادي للمقاومة على تنوع مشاربه وتعدد مكوناته وعمق اختلافاته، حمل معه الحروب والخراب.

– يبقى الجدل بلا اثبات بين الفريقين إلا إذا تمكن أحدهما من الإتيان بمثال أو أكثر على خراب وحروب يحلان حيث يكون الوجود محصوراً بخصمه، وبالطبع لن يكون سهلاً على خصوم المقاومة الإتيان بمثال يقول إن ثمة بلداً يتواجد فيه محور المقاومة وحيداً حلت فيه الحروب والخراب، لأن الأزمات الوحيدة التي يمكن ملاحظتها في هذه البلدان، هي تلك الناتجة من العقوبات والضغوط التي تتعرض لها من الخصوم.

– التحدي الذي يواجه خصوم المقاومة هو تقديم تفسير ينسجم مع نظريتهم العبقرية “وجود محور المقاومة وحده يفسر الحروب والخراب”، لأسباب عمق الأزمة وحجم الحرب والخراب، والعجز عن وقف تمادي الحرب والخراب في بلدين كبيرين هما السودان الذي وعدوه بجنات تجري من تحتها الأنهار إذا سار بالتطبيع، وليبيا التي قالوا إنها نموذج الديمقراطية والرخاء الوافدين إلى المنطقة تحت عباءة التغيير، وهما اليوم مثال صارخ للبلدان حيث تدور الحرب ويتعمق الخراب، بينما النفوذ والحضور فيهما حصراً لدول وقوى تدور في فلك إقليمي دولي سقفه واحد هو واشنطن، فالصراع في السودان والصراع في ليبيا، يدوران بين مكونات سقفها مرة إماراتي- فرنسي- مصري وسعودي نسبياً، أو تركي- قطري مرة مقابلة، أو إماراتي مقابل قطري في السودان بركلة ترجيح إسرائيلية، بانتظار الموقف السعودي والسقف الأميركي.

– إنكار أن الحروب والخراب في المنطقة بتلازمان مع حضور مشروع الفوضى المنتقلة الذي وضعته السياسة الأميركية وأدواتها، على الطاولة، يتوقف على إثبات مسؤولية محور المقاومة عن الانهيارات الكارثية على كل المستويات في ليبيا والسودان.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى