أخيرة

النموذج

لعلّ أحد أهمّ الأهداف المستترة التي كان يسعى الغرب المتوحش لإنجازها هو إيجاد قناعة في منطقة اللاوعي لدى العقل الإسلامي مفادها انّ السبب في كلّ هذا التخلف والتراجع والوهن لربما يكون الإسلام… فيترتّب بالضرورة على قناعة كهذه، البحث عن شيءٍ آخر ينتشل هذه الأمة من كلّ هذا السقوط وهذا التراجع، وآخر ما كان يرجوه هذا الغرب القاتل أن يوجد نموذج يقول وبالعمل والإنجاز… بالعكس… الإسلام إن اتبعناه بطريقة صحيحة يرفع الشأن، ويُعلّي الهمم، ويدفع الأمم إلى الأمام… ولذلك ومن اللحظة الأولى لقيام الثورة الإسلامية في إيران… استشعر الغرب ومن لفّ لفيفه من الأعراب وبالتأكيد الكيان الصهيوني أنّ هذه الثورة تشكل نموذجاً سيطيح بمصالحهم ومكتسباتهم التي راكموها في غفلةٍ من الزمن ومن الشعوب التي ذهبت الى سبات عميق لمئات من السنين، تتلظّى بين استبداد الحاكمين وأنانيتهم، وبين مفاهيم مغلوطة للإسلام وضعها الواضعون، وأوجدها وتفنّن في تلميعها المفتين لدى السلاطين بما يخدم ذاتاتهم ويرسّخ عروش الحكام… ولذلك ولمّا يمضي على نجاح الثورة شهور معدودات حتى شُنّت عليها حربٍ طاحنة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبأموال الخليج وبحماقة صدام، ثم حينما فشلت هذه الحرب، وبعد ثماني سنوات من تحقيق الأهداف المنوطة بها، بدأت عملية حصار مضنية، استمرّت حتى الآن… ولكن هذا النموذج الإيراني للإسلام نجح في تخطّي كلّ العقبات، وها هو ذا يقدّم صورة باهرة للإسلام تتمنّى كثير من الدول والشعوب الاحتذاء به… وهذا بذاته كابوس لأميركا وللكيان الغاصب والأعراب.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى