أولى

أزمة أوكرانيا ومؤامرة كورونا هل تمرّ بدون عقاب…؟!

 د. جمال زهران*

يعتبر نشر فيروس كورونا، على مدار عامين، كان عمدياً وليس فجائياً أو صدفة. ولذلك منذ بداية سلسلة مقالاتنا، حتى آخر مقال بعد انفجار الأزمة الأوكرانية، كنا نؤكد أنّ هناك مؤامرة وراء نشر (كوفيد/ 19)، دون إنكار لوجود الوباء، ودون معرفة بالتفاصيل التي تعتبر سرية بطبيعة الحال. ولكن عملاً والتزاماً بقواعد البحث العلمي، وبالمنهج الاستنباطي، الذي من خلاله يتمّ اكتشاف ما وراء الأحداث الظاهرية، تمكنا من كشف أنّ هناك مؤامرة عالمية وراء نشر الوباء. وبالتعمّق في الخطب السياسية للمسؤولين، وقراءة ما بين السطور، فضلاً عن قراءة وتحليل الاتهامات الموجهة من أطراف دولية إلى أطراف أخرى، ومقاصد هذه الاتهامات، تمكنا أيضاً من تأكيد وجود المؤامرة، وأنّ صانعتها الأولى هي الولايات المتحدة. ولذلك سارعَت إلى توجيه الاتهام إلى الصين، باعتبارها الدولة المخيفة لها، حسب تقديرها وأنه يجب عزلها عن العالم، وضرب اقتصادها الذي بدأ في الوصول إلى الموقع الأول عالمياً من خلال المؤشرات المستقرة في عرف الاقتصادات المتقدّمة وقياساتها، مثلما حدث مع دول جنوب شرق آسيا، والمجرم (سوروس) الملياردير اليهودي الأميركي، الذي يتمّ توجيهه لتحطيم أيّ اقتصاد يبدو منافساً للاقتصاد الأميركي والرأسمالي عموماً. ومن ثم تأكدت المؤامرة، وأن صانعة هذه المؤامرة، هي أميركا، ولكن دون معرفة التفاصيل. وقد أوضحنا في المقال السابق دواعي التركيز على أنّ أميركا هي صانعة المؤامرة، من خلال التحليل الاستنباطي.

وكان للتدخل الروسي في أوكرانيا، أن اكتشف الروس معاملَ بيولوجية لتصنيع الفيروسات ومنها فيروس كورونا، ووضعت يدها، على أوراق رسمية تكشف المؤامرة الأميركية على العالم بتصنيع فيروس كورونا، ونشره في العالم لتحقيق أهداف سياسية. وفوجئ العالم بإعلان روسيا عن ذلك رسمياً. ولم تكتف بذلك، بل تقدمت بطلب لمجلس الأمن لعقد جلسة رسمية لمناقشة جريمة الحرب البيولوجية التي خططت لها الولايات المتحدة، وجعلت أراضي أوكرانيا هي المكان المناسب لشن حرب بيولوجية عالمية ضد أعدائها وضد البشرية عموماً.

وعقد مجلس الأمن جلستين في يومين متتاليين، شرح فيهما المندوب الروسي أبعاد الجريمة وأطرافها، وفي المقابل أنكرت أميركا ورفضت الاتهام ومعها بريطانيا. فما كان من روسيا أن طلبت جلسة ثانية بشأن تطوير أميركا لأسلحة بيولوجية على حدودها داخل أوكرانيا، وقام السفير الروسي بالأمم المتحدة، بتسليم وثائق وأدلة في مضبطة الجلسة، تؤكد:

ـ تمويل البنتاغون الرسمي لبرنامج أسلحة بيولوجية واضحة في أوكرانيا.

ـ أسماء الأشخاص والشركات الأميركية المتخصصة بالأدلة والوثائق المشتركة في هذا البرنامج.

ـ أماكن المختبرات في أوكرانيا، وما يتمّ حتى الآن من محاولات لإخفاء الأدلة.

ـ إعلان مفاجأة أخرى من مندوب روسيا، بأماكن المختبرات الأميركية، التي تعمل في تصنيع واختبار الأسلحة البيولوجية في (36) دولة حول العالم، بزيادة (12) دولة عن الجلسة السابقة.

ـ تحديد الأمراض والأوبئة ووسائل إطلاقها والدول التي تتمّ فيها تجربتها، ومتى وأين تمّت التجارب، وبعلم الحكومات في هذه الدول أو بدون علمها.

ـ تأكيد المندوب الروسي، علانية أنّ من ضمن التجارب والآثار، هو الفيروس المسؤول عن الجائحة الحالية، وكم هائل من الخفافيش المستخدمة في نقل هذا الفيروس.

ـ اكتشفت روسيا ضمن حملتها العسكرية في أوكرانيا، أنّ هناك طيوراً مرقمة أنتجتها المختبرات البيولوجية والجرثومية في أوكرانيا، التي تموّلها وتشرف عليها أميركا.

ـ أن هذه الطيور المرقمة، تتحدّد في ضوء دراسة هجرة الطيور، بعد مراقبتها طوال المواسم، ليصبح بمقدور الاخصائيين البيئيين وعلم الحيوان، معرفة خطوط السير التي تسلكها هذه الطيور كلّ سنة في رحلتها الموسمية، ومنها من يسافر من بلد إلى بلد، ومن قارة إلى أخرى. وهنا يأتي دور المخابرات أو التي تحمل خطة شريرة، فيتمّ القبض على مجموعة من هذه الطيور المهاجرة، ويتمّ العمل على ترقيمها وتزويدها بكبسولة جراثيم تحمل شريحة ليتمّ التحكم فيها عن بُعد، عبر كمبيوترات، ثم يعاد إطلاق سراحها لتنضمّ إلى الطيور المهاجرة إلى البلاد التي يتمّ التخطيط للضرر بها. وخلال طيرانها الطويل، يتمّ التقاط مسارها خطوة بخطوة عبر الأقمار الاصطناعية، ويتمّ تحديد مكانها بالضبط، فإنْ أرادوا مثلاً الضرر ببلد معيّن، يتمّ تدمير الشريحة عندما يصبح الطائر في سماء هذا البلد، فتقتل الطائر، ويسقط حاملاً الوباء، فتنتشر الأمراض في تلك البلاد المُراد الضرر بها، وهكذا يكون قد تمّت هزيمة البلد الخصم، من دون أية تكلفة عسكرية أو اقتصادية أو سياسية!!

ولا شك في أنّ هذه جريمة دولية، رفضت منظمة الصحة العالمية، معرفتها بذلك، كما أنّ الصين طالبت بالتحقيق في ذلك، أمام مجلس الأمن.

وبعيداً عن التفاصيل المريرة، فإنه قد تأكد أنّ نشر فيروس كورونا، كان مخططاً له، وعمدياً. ومن ثم فإنّ من ارتكبت هذه الجريمة هي الولايات المتحدة ومعها (36) دولة شاركتها في ذلك لا بدّ من الإفصاح عنها وفضحها، وإخضاع الجميع للمحاكمات جزاءً لما فعلوا، وفي المقدمة أميركا الظالمة، التي تمارس عملاً إجرامياً دولياً. ولا يجب أن تمرّ مؤامرة كورونا بدون جزاء أو عقاب. ومنذ الكشف عن المؤامرة، بدأ الجميع يتراجع عن الالتزام بالإجراءات الاحترازية، سواء الدول أو الأفراد، في أنحاء العالم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والأمين العام المساعد للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، ورئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى