أخيرة

دبوس

تواصل…

حرب طاحنة شُنّت على مصر عبدالناصر عام 1956، وذلك بسبب تهديد المقدرة الأنجلوساكسونية على التواصل المتدفّق غرباً وشرقاً، وشرقاً وغرباً، فوراً، وحين قام جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس، ومن ثمّ الإمساك بهذا الممر البالغ الأهمية لتجارة الغرب، قامت بريطانيا وفرنسا والأداة المارقة “إسرائيل” بالاعتداء على مصر، وبغض النظر عمّا ترتب بعد ذلك على هذا العدوان، فالسرديّة تؤشر الى الأهمية البالغة التي توليها الأوليغارشية الغربية الى استمرار تدفّق الحركة التجارية بدون معوقات، وبالقدر الذي تسعى هذه القوى الاستعمارية الى ضمان حركتها التجارية واساطيلها في الحركة، بالقدر الذي تحاول حرمان الآخرين من نفس الحرية،
من أولى الخطوات التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية فور اندلاع الأعمال العسكرية بين روسيا والناتو، هي ضرب النوردستريم، واحدة من الأمور التي تدأب الولايات المتحدة وحلفاؤها وأتباعهم في سورية والعراق على محاولة إنجازها، هي قطع التواصل بين إيران وسورية، ومن ثمّ المقاومة، من خلال الاقتراب الحذر نحو إغلاق البوكمال والقائم على الحدود بين العراق وسورية، وهو ما تتربّص له قوى المقاومة كلّ متربّص، وترسل الرسائل بالمباشر وغير المباشر بأنّ ذلك يُعتبر خطاً أحمر، سيفضي الى اندلاع حرب شاملة لا تبقي ولا تذر…
الآن، وفي مؤتمر العشرين في نيودلهي. تستطيع وبدون عناء ومن خلال الترحيب والإطراء الجسدي والمعنوي من قبل الغرب لـ ناريندا مودي، رئيس وزراء الهند، ان تستشرف أنّ هذا الغرب بصدد استعمال الهند كردّ ناجع قبالة مشروع الصين الكوني، الحزام والطريق، سيقوم هذا الغرب باستحداث طريق يربط نيودلهي بالخليج والجزيرة العربية، ومن ثمّ شمالاً الى تركيا والكيان الطارئ، اندفاعاً الى أوروبا وربما أفريقيا، للإجهاز على المشروع الصيني، بحيث تصبح الهند هي مصنع العالم، فتتدفق صناعاتها الموافقة للمواصفات الغربية بأسعارٍ منافسة حتى للصناعات الصينية، فتمتلئ بها الأسواق شمالاً وغرباً وجنوباً بدلاً من الصناعات الصينية، هذا ما يخطط له الغرب، لا يقف في طريق تنفيذه سوى العراق وسورية ومجمل المقاومة في المنطقة.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى