الوطن

شارك في المؤتمر العالمي للاجئين بجنيف باسيل: الوضع لا يبشّر بالخير وما حصل في سورية مهدّد بتكراره في لبنان

نبّه وزير الخارجية والمغتربين جبران ياسيل إلى أنّ  «الوضع لا يبشّر بالخير»، لافتاً إلى أنّ «ما حصل في سورية مهدّد بتكراره عندنا، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلّبة».

وقال باسيل في كلمة له في المؤتمر العالمي للاجئين الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية «نادراً ما يصبح شعب مضيف للنازحين مهدّداً هو بالنزوح، وغالباً ما يسقط الأبرياء في تحركات شعبية معترضة على سياسات إقتصادية فاشلة وهذا ما لم يحصل عندنا، فلبنان هو البلد الوحيد الذي لم يتعرّض أهله في عزّ غضبهم المطلبي للنازحين الذين يستضيفهم بسعة صدر بالرغم من أنّ وجودهم هو أحد أسباب هذه الأزمة الإقتصادية».

وأضاف «هذا يشير إلى رقي الشعب اللبناني بإستضافته لأكبر حالة نزوح تسجل في تاريخ البشرية والمقدرة بـ 200 نازح في الكيلومتر المربّع الواحد وتوازي نصف شعبه. فلبنان البلد الرسالة، الذي بقي مساحة للتنوّع، فتح أبوابه لكل من إضطهد، بدءاً من إخوانه الفلسطينيين، وصولاً إلى إخوانه السوريين».

وناشد باسيل المجتمعين أن يقفوا إلى جانب لبنان ومنع  إنهياره «ليبقى الوطن النموذج، لمواجهة كل تطرف، وأن لا تزيد الحروب الإقتصادية مأساته فيصبح أهله وضيوفهم قافزين على أول قارب بحث عن أرض جديدة في بلدانكم، يجدون فيها حاجتهم وكرامتهم»، مؤكداً أن «كارثة إنهيار لبنان ستعني أنّ بلداً في العالم لن يجرؤ بعدها على إستقبال أيّ نازح».

وتابع «ندرك أننا ندفع سياسياً ثمن مقاربتنا للهجرة، بعدم تأييد مبدأ الإندماج وصولاً إلى التوطين. دعونا دوما إلى تنظيم عودة ممرحلة وآمنة وكريمة للنازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في وطنهم، وحذرنا من تحوّل الكثيرين منهم إلى طالبي عمل وليس إلى طالبي أمن، وها نحن اليوم نشهد عودة طوعية متزايدة لهم بمعدل ألف في النهار الواحد، بسبب تردّي الأوضاع الإقتصادية في لبنان».

ولفت إلى أنّ «الأكثر خطورة الآن بأن يستعمل النازح الضحية وقوداً لحرب الآخرين على أرضنا»، محذراً من «أنّ مئات الآلاف من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين قد يتوجهون من أرض لبنان إليكم، بسبب ما يُخطط لنا. أتمنى أن أكون مخطئاً، فننجو معاً من مخاطر اللجوء (وأعباء الإندماج) الذي تدفع أوروبا ثمنه تطرفاً يمينياً متزايداً، يقابله تطرف آخر يمهّد لكلّ الصراعات. ماذا سيحلّ بالإعتدال عندها بعد أن كانت أوروبا إنتهت من النازية والفاشية وكلّ أشكال العنصرية؟».

وختم «الوضع لا يبشّر بالخير، ما حصل في سورية مهدّد بتكراره عندنا، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلّبة فهل هذا ما يُراد للبنان؟ إنّ مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة، فإما أن تتحمّلوا أعباءها أو أن تتحمّلوا نتائجها. حافظوا على لبنان ودعوا شعبه يعيش فهو يستحق الحياة».وكان باسيل أجرى في جنيف، قبل عودته إلى بيروت، سلسلة اجتماعات مع عدد من نظرائه وبحث معهم موضوع النزوح السوري، كما شارك في الاجتماع الرباعي الخاص بعودة النازحين السوريين الذي ضم ّوزراء خارجية تركيا، العراق والأردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى