عربيات ودوليات

ردود فعل دولية عقب الردّ الإيراني.. ترامب يفرض عقوبات اقتصادية ولا يريد استخدام القوة العسكرية وأردوغان يعتبر «طبول الحرب» تدقّ في المنطقة

لاقت الضربة الإيرانية الأولى التي تبنّاها حرس الثورة الإيرانية فجر أمس، عبر إطلاق عشرات الصواريخ «أرض أرض» على قاعدة عين الأسد في العراق، وموجة ثانية من الهجمات الصاروخية بلغ عددها أكثر من 35 صاروخاً نحو القوات الأميركية في العراق، كأول ردّ انتقامي صاروخي على عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورفاقهما لاقت ردود فعل دولية عديدة.

ترامب

وفي الرّد الأميركي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد الضربات الإيرانية على أهداف للولايات المتحدة في العراق، أن «أيام التسامح مع إيران انتهت، لكن بلاده لا تريد استخدام القوة العسكرية».

وقال ترامب، في كلمة ألقاها أمس، في البيت الأبيض: «لم يصب أي أميركي بالهجوم الذي نفذه النظام الإيراني الليلة الماضية، لم نتعرض لأي حالات قتل، كل جنودنا في أمان، وقواعدنا العسكرية عانت من حد أدنى من الأضرار».

وأضاف: «قواتنا العسكرية مستعدة لكل شيء، وإيران على ما يبدو تتراجع وهو أمر جيد جداً بالنسبة إلى كل الأطراف المعنية والعالم برمته. لم تتم خسارة حياة أي أميركي أو عراقي نظراً للإجراءات الاحترازية التي جرى اتخاذها».

واعتبر ترامب أن «دول العالم تسامحت على مدى وقت طويل للغاية، منذ العام 1979، مع تصرفات إيران المضرة والمزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه، لكن تلك الأيام انتهتكانت إيران أكبر مموّل للإرهاب وسعيها للحصول على أسلحة نووية تهدد العالم المتحضر».

وأضاف: «لن نسمح أبداً بحدوث ذلك. الأسبوع الماضي اتخذنا إجراء حاسماً بمنع إرهابي قاسٍ من تهديد حياة الأميركيين. بأمر مني قضت الولايات المتحدة على الإرهابي الأبرز في العالم قاسم سليماني، الذي كان مسؤولاً بصورة شخصية كقائد فيلق القدس عن بعض أسوأ الأعمال الوحشية، وهو درب جيوشاً إرهابية بما فيها حزب الله على توجيه ضربات إرهابية لأهداف مدنية، وصب الزيت في نار حروب أهلية دموية في كل أنحاء المنطقة»، بحسب زعمه.

كما حمل ترامب سليماني المسؤولية عن قتل «آلاف العسكريين الأميركيين والهجمات الأخيرة على كوادر الولايات المتحدة في العراق»، والاعتداء على السفارة الأميركية في بغداد»، وأضاف: «كان سليماني يخطط لتنفيذ هجمات جديدة هذه الأيام، لكننا أوقفناه بالقضاء عليهسنوجّه رسالة قوية للإرهابيين مفادها: إن كنتم تقيمون حياتكم، فلا تهددوا أبداً حياة مواطنينا».

وتابع: «ستفرض الولايات المتحدة حزمة إضافية من العقوبات الاقتصادية المشددة على النظام الإيراني، وسنواصل تقييم الخيارات رداً على العدوان الإيراني. هذه العقوبات القوية ستبقى حتى تغيير إيران تصرفاتهاعلى إيران التخلي عن طموحاتها النووية ودعم الإرهابيين».

وأشار ترامب إلى أنه «سيطلب من الناتو مزيداً من المشاركة في الأحداث الجارية بالشرق الأوسط»، مضيفاً: «لا نريد استخدام قدراتنا العسكرية وقوتنا الاقتصادية هي أفضل رادع»، منوّهاً إلى أنّ «الولايات المتحدة مستعدة للتوصل إلى السلام مع كل الأطراف».  

تركيا

بدوره، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن «طبول الحرب تدقّ في المنطقة على خلفية التصعيد الحاد بين الولايات المتحدة وإيران»، مشيراً إلى أن «تركيا تجري اتصالات دبلوماسية مكثفة للتهدئة».

وقال أردوغان، في كلمة ألقاها أمس، خلال مراسم تدشين مشروع «السيل التركي» في اسطنبول بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «التوتر بين جارتنا إيران وحليفتنا الولايات المتحدة بلغ مؤخراً حداً خطيراً لم نكن نتمناه».

واعتبر أردوغان أنه «لا يحق لأحد أن يزج بكامل المنطقة وعلى رأسها العراق في دائرة النار من أجل مصالحه الشخصية. هدفنا هو إعادة تغليب المنطق عبر وقف التوتر في المنطقة».

وتابع: «لا نريد أن تتحول سورية أو لبنان أو العراق أو منطقة الخليج إلى مسرح للأعمال القتاليةتركيا حساسة جداً تجاه الأحداث الراهنة».

وأضاف: «نسعى عبر القنوات الدبلوماسية لخفض وتيرة التصعيد في وقت تدق فيه طبول الحرب. وسنستنفر جميع الإمكانات المتوفرة لدينا حتى لا تغرق منطقتنا في الدماء والدموع».

بريطانيا

في حين دانت بريطانيا ما وصفته بالهجمات «المتهوّرة والخطيرة» على قاعدتين للتحالف الأميركي في العراق تضمّان قوات بريطانية، معبرة عن «القلق» إزاء معلومات عن سقوط جرحى.

من جهته تمنّى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن تبذل بلاده ما في وسعها لدعم أمن وسلامة أراضي العراق.

وقال، «نرى أن الاتفاق النووي الإيراني لا يزال أفضل سبيل لتشجيع الإيرانيين على عدم تطوير أسلحة نووية».

المتحدث باسم جونسون قال إن الأخير بحث مع ترامب هاتفياً الضربات الصاروخية الإيرانية على القواعد الأميركية في العراق.

كما دان وزير الخارجية دومينيك راب الضربة قائلاً: «ندين هذا الهجوم على قواعد عسكرية عراقية تضم قوات للتحالف بينهم بريطانيون».

فرنسا

بدورها، دانت فرنسا الضربات الإيرانية داعية إلى «خفض التصعيد». وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان له أن بلاده «تدين الهجمات التي نفذتها هذه الليلة إيران في العراق ضد مواقع للتحالف الذي يحارب داعش». وأشار إلى أن «الأولوية هي الآن أكثر من أي وقت مضى لخفض التصعيد»، مشدداً أن «على دوامة العنف أن تتوقف».

مصدر حكومي فرنسي قال إن بلاده لا تعتزم سحب قواتها من العراق، والبالغ عددها نحو 160 جندياً.

وكان متحدث عسكري فرنسي قال في وقت سابق إنه «ليس هناك قتلى أو جرحى فرنسيين جراء الهجوم الإيراني في العراق».

في حين أعلنت شركة «إير فرانس» عن وقف رحلاتها فوق إيران والعراق.

ألمانيا

قالت ألمانيا عبر لسان وزيرة الدفاع إنيغريت كرامبكارينباور إن بلادها «تدين بشدة» الاعتداء الإيراني»، بإطلاق صواريخ على قاعدتين تضمان جنوداً أميركيين في العراق.

وقالت كارينباور في حديث لشبكة «ايه آر دي» العامة «لقد تبين أنه من الضروري الآن ألا ندع هذه الدوامة تتفاقم أكثر»، موضحة أنه يعود «قبل كل شيء إلى الإيرانيين عدم التسبب بتصعيد جديد».

الاتحاد الأوروبي

فيما اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في كلمة له من بروكسل أن «الهجمات الصاروخية الأخيرة على قاعدتين في العراق تستخدمهما القوات الأميركية والتحالف، بينها قوات أوروبية، مثال جديد على التصعيد والمواجهة المتزايدة». وحذّر من أنه «ليس من مصلحة أحد مفاقمة دوامة العنف أكثر».

الناتو

من جهته دان الاًمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الضربات الصاروخية الإيرانية، وقال في تغريدة له عبر تويتر «أدين الهجوم الإيراني بالصواريخ على القوات الأميركية والتحالف في العراق»، مشيراً إلى أن «الحلف الأطلسي يدعو إيران إلى الامتناع عن تصعيد».

الصين

وفي حين دعت الصين إلى «ضبط النفس». قال الناطق باسم خارجيتها غينغ شوانغ للصحافيين إنه «ليس من مصلحة أي طرف أن يتفاقم الوضع في الشرق الأوسط بشكل إضافي».

إسبانيا

نائب رئيس وزراء إسبانيا، قال إن بلاده تعمل على نقل بعض قواتها من العراق إلى الكويت.

الدنمارك

وزارة الدفاع الدنماركية، أعلنت من جهتها أن «لا قتلى ولا جرحى من الدنماركيين في الهجوم على قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق».

رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسون قالت من جهتها «سيتم نقل بعض قواتنا من قاعدة عين الأسد في العراق إلى الكويت».

وفي السياق، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن «إسرائيل» ستوجّه «ضربة مدوّية» في حال تعرّضت لهجوم من قبل إيران.وقال نتانياهو خلال مؤتمر عقد لمنتدى السياسات «كوهيليت» في القدس المحتلة: «سنوجه ضربة مدوية لأي طرف يهاجمنا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى