عربيات ودوليات

ظريف: عملية عين الأسد نُفّذت بعلم الحكومة العراقية.. شكارجي: سيكون ردنا ساحقاً لو تمادت أميركا خامنئي: المهم الآن إنهاء التمركز الأميركي في المنطقة.. روحاني: إذا تعرّضت أميركا لهجمات في دولة أخرى ستكون مخطئة إذا اتهمت إيران

أعلن الحرس الثوري الإيراني فجر أمس، استهداف قاعدة عين الأسد التي تضم جنوداً أميركيين في محافظة الأنبار العراقية بعشرات الصواريخ أرض أرض، وهدد في الوقت نفسه بضرب حيفا ودبي إذا ردت واشنطن عسكرياً. ونفذ الهجوم الصاروخي انتقاماً لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد يوم الجمعة الماضي.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن «قوات الجو فضاء نفذت عملية ناجحة تحمل اسم الشهيد سليماني بإطلاق عشرات الصواريخ أرض أرض على القاعدة الجوية المحتلة المعروفة باسم عين الأسد».

وأضاف أنه «جرى استخدام صواريخ قيام، وذو الفقار الباليستية بمدى 800 كيلومتر المصمّمة لضرب قواعد أميركية».

ونشرت وكالة أنباء فارس الإيرانية فيديو يظهر اللحظات الأولى لإطلاق الصواريخ على قاعدتي عين الأسد وأربيل.

خامنئي

في هذه الأثناء، استقبل قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي صباح أمس، حشداً غفيراً من أهالي مدينة قم المقدسة، حيث أشار إلى أن «الصفعة التي وجهتها إيران لأميركا لن تعوض عن الجريمة التي ارتكبوها، ولكن ما هو أهم في الوقت الراهن هو إنهاء التمركز الأميركي في المنطقة والذي لم يجلب للمنطقة سوى الخراب والدمار والفساد».

وفي معرض إشارته إلى شجاعة وتدبير وحنكة الشهيد الفريق قاسم سليماني قال خامنئي، إن «المثال لتدبيره وشجاعته وهو ما يعرفه الأعداء ولربما لا يعرفه بعض الأصدقاء هو أنه تمكن بدعم شعوب المنطقة من إحباط جميع مخططات أميركا اللامشروعة في منطقة غرب آسيا».

وأضاف، «لقد تمكّن (سليماني) من الوقوف أمام كل المخططات التي تقوم بها أميركا بالمال والأجهزة الدعائية الواسعة والقدرة الدبلوماسية والغطرسة التي تمارسها على سياسيي العالم، إذ تمكّن من إحباط كل هذه المخططات التي تمت حياكتها بواسطة كل هذه الأدوات».

وتابع قائد الثورة الإيرانية، إن «مخطط الأميركيين حول فلسطين هو أن يجعلوا القضية الفلسطينية في طي النسيان وأن يجعلوهم (الفلسطينيين) في حالة من الضعف لا يتجرأون معها على التطرّق إلى النضال. لقد عمل هذا الرجل (سليماني) بحيث جعل قطاع غزة على صغر مساحتها تقف أمام الكيان الصهيوني وترغمه على طلب وقف إطلاق النار بعد 48 ساعة من المواجهة، وهو أمر شهد به أشقاؤنا الفلسيطينيون مراراً. لقد عمل (سليماني) بحيث جعل اللبنانيين صامدين».

وقال القائد، إن «مخطط أميركا في العراق وسورية ولبنان قد تمّ إحباطه بدعم وأنشطة هذا الشهيد. إن الأميركيين يريدون العراق كما كان نظام الطاغوت (العهد الملكي) في إيران والسعودية اليوم. إنهم يريدون أن تكون منطقة مليئة بالنفط تحت تصرفهم وأن يفعلوا ما يريدون وبتعبير ذلك الشخص (ترامب) أن يكون بقرة حلوب».

وأضاف، إن «العناصر العراقية المؤمنة والشجاعة والمرجعية قد وقفوا أمام هذه الأمور وأن الحاج قاسم قد قدم الدعم لهذه الجبهة الواسعة بصفة مستشار وداعم كبير، وأن هذا الأمر ينطبق بقوة على سورية ولبنان».

وقال، إنه وفي ما يتعلق بلبنان فإن «الأميركيين يرغبون في حرمانه من أهم عناصر استقلاله وهو حزب الله كي يفسحوا المجال أمام هيمنة الكيان الصهيوني على لبنان إلا أن حزب الله ولله الحمد قد أضحى أقوى يوماً بعد يوم، ويعد اليوم يد وعين لبنان وأن دور شهيدنا العزيز كان دوراً ممتازاً وبارزاً في هذا المجال».

وأشار قائد الثورة إلى «مراسم التشييع المليونية الحاشدة للشهيد سليماني ورفاقه في العراق وإيران» وأضاف، إن «استشهاده قد أظهر للعالم كله بأن الثورة في البلاد مازالت حية. لقد سعى البعض للإيحاء بأن الثورة في إيران قد اندثرت وماتت وانتهت، وبطبيعة الحال فإن البعض يسعون لحدوث هذا الأمر».

وأعرب خامنئي عن أسفه وحزنه العميق للحادث المرير الذي وقع في مدينة كرمان خلال مراسم تشييع الشهيد سليماني والذي راح ضحيته عدد من الأفراد بسبب التدافع والزحام الشديد. وأشار إلى أن «الأميركيين يسعون لإلصاق وصم الإرهاب بهذا المجاهد العظيم والقائد الكبير المكافح للإرهاب»، وأضاف، إن «الأميركيين هم عديمو الإنصاف وكذابون وبذيئو اللسان ولا يمكن إيلاء قيمة لكلامهم إلا أن الشعب الإيراني وجه الصفعة لهم».

وطرح السؤال وهو أنه «ما هي مسؤوليتنا؟» قائلاً، «لقد تم توجيه صفعة لهم فجر أمس، إلا أن قضية الثأر هي قضية أخرى. الأعمال العسكرية بهذه الصورة لا تكفي، يجب إنهاء التمركز الأميركي المثير للفساد في هذه المنطقة، لقد أثاروا الحروب والفتن والدمار وتخريب البنية التحتية».

وأكد قائد الثورة بأن «الأميركيين عملوا هكذا أينما حلوا»، وأضاف، إنهم «يصرون أيضاً على توجيه الاتهام للجمهورية الإسلامية بأنها وراء هذا الفساد والدمار. إن إصرارهم على التفاوض والجلوس خلف طاولة المفاوضات تمهيد لمثل هذا التمركز والتدخلات، إلا أن شعوب المنطقة والحكومات النابعة من شعوبها ترفض هذا الأمر».

وشدّد على «ضرورة معرفة العدو»، وأضاف، إنه «علينا أن نعرف العدو الذي هو عبارة عن أميركا والكيان الصهيوني وجهاز الاستكبار الذي لا يعني فقط أميركا وبعض الحكومات بل يتضمن أيضاً مجموعة من الشركات وناهبي ثروات العالم الذين يعارضون كل مَن يعارض الظلم والنهب».

وأضاف، إنه «لو تحدّثت أي حكومة ضدنا في المنطقة أو خارجها فإننا لا نعتبرها عدوة لنا مادامت لم تقُم بتحرك ما ضد إيران، لذا لا ينبغي الوقوع في الخطأ في تشخيص العدو».

واعتبر خامنئي عداء جبهة الأعداء التي أشار إليها بأنه «ليس موسمياً وفصلياً، بل هو عداء ذاتي ودائم ومتى ما تمكنوا فإنهم يوجهون الضربة كل ما استطاعوا»، وأضاف، إن «العلاج لهذه القضية هو أن نقوّي أنفسنا، من النواحي العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك بحيث لا يتمكن العدو من ضربنا».

وقال قائد الثورة، إن «من الخطأ الكبير لو تصوّر البعض بأنه لو تراجعنا خطوة وتنازلنا بعض الشيء، فإن الأميركيين سيكفّون عن عدائهم لنا».

روحاني

بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن «على الولايات المتحدة ألا تتهم إيران، إذا تعرّضت لمشكلات أو هجمات في العالم».

وأكد روحاني أن «استهداف الحرس الثوري قاعدة أميركية كبرى في المنطقة دليل على رفض الخضوع للولايات المتحدة، وعلى واشنطن أن تعلم أنها ستتلقى رد القوات الإيرانية على أي جريمة ترتكبها».

وقال: «أميركا ستتلقى رداً أكثر حزماً في حال ارتكبت جريمة أخرى ضدّ إيران، وإذا كان الأميركيون واعين وأذكياء فلن يردوا على ضرباتنا الصاروخية، لكن إذا ردوا فإن قواتنا المسلحة جاهزة للرد بالمثل».

واعتبر الرئيس الإيراني أن «شعوب المنطقة هي من سيردّ الرد الأساسي على أميركا لاغتيالها قاسم سليماني، ولذلك فإذا ما تعرضت الولايات المتحدة لهجمات في دولة أخرى ستكون مخطئة إذا اعتقدت أنها استهدفت من قبل إيران بالإنابة».

وأكد روحاني أن «إيران لا تمتلك قوات بالوكالة، ولا تأتمر أي قوة في المنطقة بأمر من طهران».

وقال إن «الحشد الشعبي ليس قوة إيران بالوكالة بل جزء من القوات العسكرية العراقية ويعمل تحت إمرة القيادة العليا العراقية، والحوثيون يقاتلون لأجل اليمن وإذا نفذوا هجمات كهجوم أرامكو فلا علاقة لإيران بذلك، وحزب الله في لبنان جزء من الحكومة والبرلمان والسيادة في لبنان وله أهدافه ومخططاته المستقلة عن إيران».

ونوّه روحاني إلى أن «الرد على اغتيال سليماني سيتحقق بانسحاب القوات الأميركية من المنطقة وتحرر شعوبها».

ظريف

من جهته، أكّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ «العملية العسكرية الإيرانية التي نٌفذت رداً على جريمة الولايات المتحدّة باغتيال الفريق قاسم سليماني، تمّت بعلم الحكومة والقوّات المسلحة العراقية»، مشيراً إلى أنّ «إيران أبلغتهم قبل التنفيذ احتراماً لسيادة العراق».

وخلال مشاركته بذكرى الشهداء الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس في السفارة العراقية في طهران، اعتبر ظريف أن «امتزاج دماء الشعبين العراقي والإيراني يزيد من الانسجام والوحدة بينهما».

تجدر الإشارة إلى أنّ ظريف أكّد في وقت سابق أنّ «عملية عين الأسد هي صفعةٌ واحدةٌ للولايات المتّحدة»، مشدّداً على أنّ «الانتقام سيكون إخراجها من المنطقة».

وقال ظريف للصحافيين أمس، إنه «إذا امتزجت الحماقة بالغرور فالأمر يسفر عن نتيجة خطيرة. الرئيس الأميركي دونالد ترامب محاط بأشخاص كهؤلاء والنتیجة هي القيام بهذه التحركات الخاطئة».

وتابع ظريف أن «الجمهورية الإيرانية استهدفت قاعدة انطلق منها الهجوم على الجنرال سلیماني»، مصرحاً: «نحن قمنا بخطوة مشروعة والانتقام الوحيد هو خروج أميركا من المنطقة».

واعتبر الوزير الإيراني، أن «أميركا سطّرت نهاية تمركزها في المنطقة، وهي تمضي أيامها الأخيرة فيها، ولن يكون لها مستقبل في منطقتنا».

شكارجي

فيما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي، أنه إذا ما «استمر الأميركيون في ارتكاب شرورهم، فالرد الإيراني سيكون ساحقاً أكثر دون شك».

ونفى شكارجي «مزاعم  التنسيق الأميركي الإيراني حول العملية»، ووصفها بأنها «مجرد أكاذيب سخيفة ومضحكة»، مؤكداً أنه «لو كانت منظومات الدفاع الأميركية فعّالة لما سمحت للصواريخ الإيرانية بضرب قواعدها».

من جهة أخرى، سخر المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية من أن تكون «الطائرة الأوكرانية قد أصيبت  في العملية»، مبيناً أن ما ورد حول المسألة «مجرد كذب والخبراء ينفون ذلك».      

وأكد شكارجي أن «الانتقام لن يُختصر في البعد العسكري وسنبقى في الميدان حتى إخراج أميركا من المنطقة».

مقدمفر

كما قال مستشار قائد حرس الثورة حمید رضا مقدمفر إنّ «انتقام إيران حدث على نطاق واسع للغاية في أهم قاعدة أميركية في العراق»، مضيفاً أنّ «قاعدة عين الأسد معروفة باسم العاصمة الأميركية في العراق».

وأكد أنّ «الانتقام تسبب وفق التقديرات الأولية بإلحاق أضرار جسيمة بالقاعدة رغم محاولة الأميركيين إخفاء الحقيقة»، وأضاف «الأميركيون مجبرون على قبول الذل الناجم عما فعلته إيران».

وفي هذا الإطار، حذّر من أنّ «أي رد أميركي سيزيد من شدة عملنا مع جبهة المقاومة، لأن قواعدهم ومصالحهم الحيوية في المنطقة في متناولنا». وتابع قائلاً «مهما فعلوا ستحترق جميع المصالح الأميركية في المنطقة وهم أكثر هشاشة من أن يردوا علينا».

رضائي

من جهته، قال أمين مجمّع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي «لقد بدأنا الانتقام أولاً بعشرات الصواريخ ثم وارينا الشهيد في الثرى».

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان حرس الثورة الإيرانية عن تبني إطلاق عشرات الصواريخ «أرض أرض» على قاعدة عين الأسد في العراق، وموجة ثانية من الهجمات الصاروخية التي بلغ عددها أكثر من 35 صاروخاً نحو القوات الأميركية في العراق.

الحرس الثوري

من جانبه، حذّر الحرس الثوري الإيراني مَن وصفهم بـ»حلفائه الذين يستقبلون قواعد أميركية»، بـ»استهداف تلك القواعد إذا انطلق منها هجوم ضد مواقع إيرانية»، متوعداً بأن «أي عدوان أميركي على طهران سيواجه برد ساحق».

وقد هدّد في هذا الإطار بـ»موجة ثالثة من الصواريخ تستهدف القواعد الأميركية بالمنطقة، وتدمّر دبي وحيفا، إذا ردت واشنطن على الضربات الصاروخية»، وقال إنه «في حال انطلقت الطائرات الأميركية من قاعدة الظفرة نحو إيران فعلى دبي أن تودع الانتعاش الاقتصادي».

كما دعا الحرس الثوري الولايات المتحدة إلى «إخراج قواتها العسكرية من العراق تجنباً لسقوط عدد أكبر من القوات الأميركية».

وقد قرّرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية حظر تحليق كل شركات الطيران المدني الأميركية في المجال الجوي للعراق وإيران والخليج وخليج عمان.

خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري

ورصد 100 هدف أميركي..

في السياق، قال مصدر في حرس الثورة  إن «قاعدة عين الأسد في العراق تعرّضت لخسائر فادحة جرّاء القصف الصاروخي الإيراني».

وكشف المصدر عن «مقتل 80 أميركياً وجرح 200 حتى الآن، وتمّ إخلاء الجرحى من هذه القاعدة بالمروحيات»، مشيراً إلى أن «قاعدة عين الأسد تعتبر إحدى القواعد الاستراتيجية لأميركا وهي مدعومة بأسراب من المسيّرات».

المصدر في حرس الثورة أشار إلى أن «15 صاروخاً أصابت 20 هدفاً حساساً في القاعدة وتمّ تدمير عدد ملحوظ من المروحيات والمسيّرات»، مؤكّداً أنه «رغم حالة الإنذار لدى القوات الأميركية إلا أن الدفاع الأرضي لم يستطع القيام بأيّ عمل مضاد».

كما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أمس، أن «ما لا يقل عن 80 جندياً أميركياً قتلوا جرّاء الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدتين تضم قوات أميركية في العراق».

ونقل التلفزيون عن مصدر بالحرس الثوري قوله، إن «إيران ترصد 100 هدف آخر في المنطقة إذا اتخذت واشنطن أي إجراءات للرد».

 وأشارت المصادر الإيرانية إلى «عدم اعتراض أي صاروخ إيراني»، وأكدت أن «أضراراً جسيمة، لحقت بطائرات هليكوبتر أميركية وعتاد عسكري في قاعدة عين الأسد في الأنبار غرب العراق».

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن «الهجوم الصاروخي استهدف قاعدتي عين الأسد وأربيل».

وأشار البنتاغون إلى أن «إيران أطلقت أكثر من 12 صاروخاً باليستياً على القاعدتين اللتين تتمركز فيهما قوات أميركية».

وأكدت مصادر أمنية عراقية سقوط تسعة صواريخ على قاعدة عين الأسد، في حين قال مسؤول أميركي إن هجمات صاروخية نفذت «على مواقع متعددة» داخل العراق، كما أكدت مصادر أمنية عراقية سماع دوي انفجار في مدينة أربيل بإقليم كردستان.

وقال البيت الأبيض إنه «على علم بالتقارير عن هجوم على منشآت عراقية، وإن الرئيس دونالد ترامب على علم ويتابع عن كثب ما يجري، وإنه يعقد مشاورات مع مجلس الأمن القومي لبحث التطورات».

وقد اجتمع ترامب مع وزيري الدفاع والخارجية ورئيس هيئة الأركان في البيت الأبيض، لبحث القصف الإيراني على قاعدتي أربيل وعين الأسد، وعقب الاجتماع، قال ترامب إنه «يجري حالياً تقييم للإصابات والأضرار الناجمة عن الهجمات الصاروخية الإيرانية، وكل شيء على ما يرام».في حين نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول أميركي قوله إنه «إذا كانت هناك إصابات في صفوف القوات الأميركية جراء القصف الإيراني فستكون ضئيلة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى