الوطن

الحراك إلى العنف: قنابل «مولوتوف» على «المركزي» وتعديات على الطرقات المقطوعة

تصاعدت حدة العنف خلال الحراك أمس لا سيما ضد مصرف لبنان الذي بات مهدّداً بكارثة وذلك بعدما عمد محتجون مساء أمس إلى رمي قنابل «مولوتوف» وحجارة إلى داخل باحة المصرف، في حين قام آخرون بإزالة الشريط الشائك من فوق الجدار الذي يفصل عن الباحة الداخليةعلماً أن عدداً من المحتجين كانوا قد تخطوا الشريط ودخلوا باحة المصرف الداخلية، ثم خرجوا بناء على طلب عناصر قوى الأمن الداخلي المولجة بحراسة المبنى.

وسادت حال من الفوضى والتوتر، وسرعان ما انتشر عناصر من شرطة مكافحة الشغب في شارع الحمرا وعمدت الى استعمال القنابل المسيلة للدموع بعد استهدافها بالحجارة من قبل الشبان المحتجين.

وقد أصيب مراسل قناة «الجديد» الزميل آدم شمس الدين بحجر في رأسه خلال تغطيته ما يحصل في شارع الحمرا.

وقطع محتجون طريق الرينغ باتجاه الحمرا بركن السيارات في وسط الطريق ولاحقاً قرر عدد من المعتصمين رفع سياراتهم المركونة، افساحاً في المجال امام مرور المواطنين العائدين من أعمالهم، بينما قرر عدد آخر منهم الإبقاء على قطع الطريق بشكل جزئي.

وفي الجبل أقفلت معظم مدارس منطقة المتنين الساحلي والأوسط أبوابها، بفعل موجة قطع الطرق اعتباراً من ساعات الفجر في مختلف مناطق المتن ، حتى أن بعض الباصات التي كانت اقلت التلامذة عمدت إلى إعادتهم إلى منازلهم على الأثر.

وقطع بعض المتظاهرين في ساعات الصباح الأولى أوتوستراد المتن السريع قبل أن يتدخّل عناصر من الجيش لفتحه ما أدّى إلى حصول تدافع بين الطرفن كان بنتيجته سقوط جرحى في صفوف المتظاهرين.

ووقع تصادم بين الجيش والمحتجين الذين حاولوا إقفال طريق بصاليم، ما أدى الى جرح شخص   واعتقال آخر اُطلق سراحه لاحقاً.

كما قطع السير على اوتوستراد الجية وعلى تقاطع غاليري خباز وأفيد عن حصول تعديات على المارين بسياراتهم تسببت بجرح عدد منهم. كما قُطعت طريق المنصورية باتّجاه المكلس بالإطارات المشتعلة قبل أن يُعاد فتحها، وطريق الفنار قُطعت بالاطارات المشتعلة وقطع اوتوستراد الدورة باتجاه الكرنتينا، وقطع السير على الطريق الممتدة من تقاطع برج المر باتجاه الحمرا وعمد  محتجون إلى قطع طرق البوار، العقيبة وجسر يسوع الملك، قبل أن يُعاد فتح السير لاحقاً. كما اُعيد فتح السير على أوتوستراد المتن السريع باتجاه نهر الموت بعد قطعها صباحاً من قبل المحتجين.

كذلك، عمد شبان إلى رمي إطارات وإشعالها على اوتوستراد الكازينو وفي البوار والزوق في اتّجاه بيروت ما تسبب بزحمة سير، قبل أن يُعاد فتحها لاحقاً

كما قطع محتجون الطريق عند مفرق العباديةعاليه باتجاه بيروت، واُعيد فتح السير عند تقاطع الصيفي. كما اُعيد فتح السير محلة ضهور العبادية. كذلك، اُعيد فتح السير عند اوتوستراد الجية بالاتجاهين.

وأفادت غرفة التحكم المروري أن الطرقات المقطوعة ضمن نطاق الشمال هي ساحة حلب والمحمرة وأوتوستراد المنية مفرق عرمان وساحة النور، وضمن نطاق محافظة البقاع: تعلبايا، سعدنايل، مستديرة زحلةكسارا.

كذلك، عمّت المناطق مسيرات طالبية وتواصلت الاحتجاجات والاعتصامات أمام المؤسسات العامة. ففي جونيه، اعتصم التلامذة أمام مكاتب شركة ألفا، التي أقفلوها منذ الصباح ومنعوا الموظفين من الدخول اليها. وكان الطلاب منعوا أيضاً الموظفين في «أوجيرو» من الدخول إلى مكاتبهم، وجالوا على محال الصيرفة في المنطقة.

وانطلقت مسيرة طالبي من الجديدة باتجاه أنطلياس بمواكبة القوى الأمنية، وسط انتشار للجيش اللبناني، جابت في الشوارع وعلى الأوتوستراد ما أدى إلى زحمة سير مع بقاء مسلك واحد للسيارات. وتابعت   طريقها إلى نقطة التجمع المركزية في جل الديب.

وفي البقاع، نفذ طلاب مهنية برالياس تظاهرة انطلقت من أمام مركز الرئيس رفيق الحريري باتجاه المصارف على الطريق الدولية مقفلين أبوابها ومانعين الموظفين والمواطنين من الدخول. ورفعوا شعارات ضد سياسة المصارف وحاكم مصرف لبنان. كما عمد البعض إلى كتابة عبارات «مش دافعين ويسقط حكم المصرف» على زجاج المصارف وسط انتشار لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني منعاً لأي أعمال شغب.

وفي زحلة، نفذ شبّان «حراك البقاع الاوسط»، وقفات احتجاجية أمام المؤسسات والمرافق الرسمية، وشملت مبنى «أوجيرو» وزارتي التربية والعمل و»ليبان بوست» ومركز المعاينة الميكانيكية، ومنعوا الموظفين من الدخول إلى مراكز عملهم بعدما أحكموا الأقفال على هذه المراكز من كل الإتجاهات.

وفي بعلبك، اعتصمت مجموعة من المحتجين لبعض الوقت أمام فرع مصرف لبنان في بعلبك، وردد المشاركون شعارات نددت بسياسة المصرف، وسط إجراءات أمنية اتخذها الجيش.

وفي صيدا، فتحت مستديرة إيليا بالإتجاهات كافة منتصف الليلة قبل الماضية، بعد أن كان محتجون قد أقفلوها لمدة ثلاثة أيام، حيث نصبوا خيمة كبيرة وسط ساحتها.

وأكد حراك صيدا، في بيان بقاءه في الشارع «طالما بقي هناك ظلم وفساد وإكمال المسيرة بالتوجه إلى المصارف»، مشيراً إلى «أنهم لم يكتفوا بتنفيذ سياسات مالية ونقدية فاشلة منذ أوائل التسعينيات أغرقت البلاد بالديون والعجز حتى أصبحنا من أكثر دول العالم فقراً وأكثرها تخلفاً وفشلاً، بل ازدادوا نهباً وفساداً في ظل الأزمة»، معلناً «أننا لن نغض بصرنا عن تآمركم مع الصرافين للضغط على الشعب»، مؤكداً «أننا سنكون بالمرصاد وسنجعلها حرباً إذا تماديتم بفسادكم».

وأقفلت مدارس وثانويات حاصبيا والجوار، الرسمية والخاصة، ونظّم طلاب المدارس والثانويات الرسمية والخاصة بمشاركة ناشطين من الحراك الشعبي في حاصبيا والعرقوب مسيرة  من خيمة الاعتصامات في باحة السراي الشهابية وسط حاصبيا وجابت شوارع المدينة.

ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية وتوقفوا مرات عدة أمام المؤسسات والدوائر الحكومية وكذلك المصارف مرددين الهتافات المنددة بسياسة الإقطاع والفساد من قبل الطبقة الحاكمة على مدى الحكومات المتعاقبة وطالبوا بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة وشددوا على ضرورة تشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين من نظيفي الأكف لإعادة الثقة بلبنان وإبعاد شبح الفقر والذل الذي تواجهه الطبقات الفقيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى