الوطن

مجلس الأمن الوطني يخوّل القوات الأمنيّة اعتقال كل مَن يقطع الطرق.. وإصابة 14 ضابطاً بـ»حجارة مثيري الشغب» مع استئناف المظاهرات الأمم المتحدة: القادة في العراق غير قادرين على الاتفاق!؟

أكدت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت، أمس، أن القادة السياسيين في العراق لا يزالون »غير قادرين على الاتفاق على طريق التقدم». وقالت في بيان صحافي »في الأشهر الأخيرة، خرج مئات الآلاف من العراقيين من جميع مناحي الحياة إلى الشوارع للتعبير عن آمالهم في حياة أفضل، خالية من الفساد والمصالح الحزبية والتدخل الأجنبي، كما أن مقتل وإصابة متظاهرين سلميين إلى جانب سنوات طويلة من الوعود غير المنجزة قد أسفر عن أزمة ثقة كبيرة».

وأضافت »وبعد شهرين من إعلان رئيس الوزراء استقالته، لا يزال القادة السياسيون غير قادرين على الاتفاق على طريق التقدم، في حين كان هناك إقرار علني من جميع الجهات الفاعلة بالحاجة إلى إصلاح عاجل، فقد حان الوقت الآن لوضع هذه الكلمات موضع التنفيذ وتجنب المزيد من العرقلة لهذه الاحتجاجات من جانب أولئك الذين يسعون لتحقيق أهدافهم الخاصة، ولا يتمنون الخير لهذا البلد وشعبه».

وأشارت بلاسخارت إلى أن »أية خطوات اتخذت حتى الآن لمعالجة شواغل الناس ستبقى جوفاء إذا لم يتم إكمالها».

وبيّنت أن »الوحدة الداخلية والتماسك والتصميم عوامل تتسم بالضرورة العاجلة لبناء القدرة على الصمود في مواجهة المصالح الحزبية الضيقة والتدخل الأجنبي أو العناصر الإجرامية التي تسعى بنشاط إلى عرقلة استقرار العراق».

وتابعت »من الواضح أن التصعيد الأخير في التوترات الإقليمية قد أخذ الكثير من الاهتمام بعيداً عن العمل المحلي العاجل غير المنجز».

وشدّدت على ضرورة ألا »تطغى التطوّرات الجيوسياسية على المطالب المشروعة للشعب العراقي، فلن يؤدي ذلك إلا إلى المزيد من غضب الرأي العام وانعدام الثقة».

وأكدت أهمية بذل قصارى جهد الحكومة لحماية المتظاهرين السلميين، مؤكدة أن »القمع العنيف للمتظاهرين السلميين لا يمكن قبوله ويجب تجنّبه بأي ثمن. فليس هناك ما هو أكثر ضرراً من مناخ الخوف والمساءلة والعدالة للضحايا أمر حاسم لبناء الثقة والشرعية والقدرة على الصمود».

وختمت بيانها بدعوة »المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية، وتجنّب العنف الذي يؤدي إلى نتائج عكسية وتدمير للممتلكات».

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية عبد الكريم خلف، أن مجلس الأمن الوطني خوّل القوات الأمنية باعتقال مَن يقوم بقطع الطرق وغلق الدوائر الحكومية وحرق الإطارات.

ودعا المتحدث »المتظاهرين إلى الالتزام بساحات التظاهر التي تمّ تأمينها وعدم الخروج إلى الطرقات وقطعها لتجنب الاعتقال».

وفي وقت سابق أمس، أعلنت قيادة عمليات بغداد »القبض على مجموعة حاولت قطع طريق في منطقة الصليخ»، مشيرة إلى أن »القوات الأمنية أعادت فتح الطريق وألقت القبض على المجموعة وأحالتها على القضاء». وأكدت قيادة عمليات بغداد »التزامها بتوجيهات رئيس الحكومة في حماية المتظاهرين السلميين وتأمين ساحة التظاهر الرئيسية في بغداد والمناطق المحيطة»، داعية »المتظاهرين السلميين إلى الابتعاد عن الاحتكاك مع القوات الأمنية ومنع المجموعات التي تحاول إثارة العنف من التغلغل داخل ساحة التظاهر».

وفي سياق متصل، أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق أمس، عن إصابة 14 ضابطاً بجروح خلال رمي الحجارة عليهم من »مثيري الشغب». وذكر بيان للخلية »أثناء تأدية قواتنا الأمنية واجباتها لحماية المتظاهرين وتأمين مدخل ساحة التحرير من تقاطع قرطبة، أقدمت مجموعة من مثيري العنف على تخريب أرصفة الشوارع واقتلاع الحجر المقرنص ورمي القوات الأمنية به».

وأضاف البيان أن »هذه الأفعال أدّت إلى جرح 14 ضابطاً، حيث كانت إصابتهم في الرأس، كما تعرّض آمر اللواء الثالث في الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية إلى كسر في ساقه اليسرى».

وأشار البيان إلى أنه »تم نقل الضباط المصابين للمستشفيات القريبة»، موضحاً أن »القوات الأمنية استمرت بضبط النفس ومتابعة واجباتها الأمنية المكلفة بها رغم ما تعرّضت له».

إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية وطبية أن عشرات المحتجين العراقيين أصيبوا في بغداد ومدن أخرى، جراء اشتباكات مع قوات الأمن التي كانت تحاول فتح الطرق بعد أن تجددت المظاهرات المناوئة للحكومة.

وذكر شهود عيان أن محتجين ألقوا القنابل الحارقة والحجارة على الشرطة التي ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في ساحة الطيران ببغداد أثناء الليل. وفي أماكن أخرى في جنوب العراق أشعل مئات المحتجين النار في إطارات السيارات وأغلقوا طرقاً رئيسية في مدن عدة من بينها الناصرية وكربلاء والعمارة.

ويقول المحتجون إن رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، لم ينفذ وعوده، ومنها تشكيل حكومة جديدة يقبلها العراقيون.

وفي هذا السياق أوضحت الشرطة في بغداد، أن قواتها نجحت في فتح جميع الطرق التي أغلقها المحتجون. ويشهد العراق احتجاجات منذ 25 أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 504 شهداء وآلاف الجرحى، كما أدت إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي في الأول من ديسمبر الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى