الوطن

لافروف يؤكد وجود تواصل بين العسكريين الروس والأتراك في إدلب.. والجيش السوري يعلن استعادة عشرات البلدات في ريف حلب

موسكو تردّ على ترامب بتأكيد مواصلة دعمها لدمشق في مكافحة الإرهاب

 

ردّ الكرملين على طلب الرئيس الرئيس الأميركي من موسكو وقف دعمها للحكومة السورية والدولة السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد، بتأكيد دعمه للجيش السوري في مكافحة الإرهاب في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، إن موسكو ستواصل دعمها لعمليات الجيش السوري ضد الإرهابيين، وأسف لتكثيف هؤلاء عملياتهم الإرهابية في منطقة إدلب في سورية.

وتعليقاً على ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في محادثته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وتعبيره عن رغبته في رؤية وقف دعم روسيا لـ «نظام الأسد» في سورية، أوضح بيسكوف في حوار مع الصحافيين أمس أن: «القوات المسلحة الروسية والمستشارين الروس يواصلون دعم القوات المسلحة في الجمهورية العربية السورية في الحرب ضد الإرهابيين. وما زلنا نأسف لأن هؤلاء الإرهابيين كثفوا أنشطتهم من إدلب».

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن العسكريين الروس والأتراك على تواصل دائم في إدلب السورية، وأن تفاهماً كاملاً يسود بينهم، معرباً عن أمله في إمكانية خفض حدة التوتر هناك.

وقال لافروف في تصريحات للصحافيين في ختام مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن أمس: «الممثلون العسكريون لكل من روسيا وتركيا، المنتشرون ميدانياً في سورية في منطقة إدلب، يتابعون مستجدات الوضع وهم على تواصل دائم مع بعضهم البعض».

وأضاف: «سمعنا من عسكريينا والعسكريين الأتراك على حد سواء، أن هناك تفاهماً كاملاً بينهم، وآمل أن يتمكنوا من طرح أفكار كفيلة بخفض حدة التوتر في المنطقة على أساس الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين رئيسي روسيا وتركيا»، مذكّراً باجتماع يعقد اليوم في موسكو بين مسؤولين روس ووفد تركي لبحث التطوّرات في إدلب.

وشدّد لافروف على أن فصل المسلحين المستعدّين للحوار مع الحكومة السورية، عن الإرهابيين، يمثل مفتاحاً لتسوية الوضع في إدلب، وأضاف أن انعدام التقدم على هذا الصعيد أدى إلى توقيع اتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح داخل إدلب، لكن تنفيذ هذا الاتفاق تعثر أيضاً رغم نشر نقاط مراقبة تركية هناك.

وأوضح لافروف أن «الإرهابيين استمروا في قصف مواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم الروسية من خلف نقاط المراقبة التركية، الأمر الذي لم يكن ممكناً تركه دون ردّ، وتصدّت القوات السورية بدعم روسي لكل تحرّك من هذا القبيل».

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد قال الأحد إنه أبلغ لافروف بضرورة وقف الهجمات في إدلب و»إحلال وقف دائم لإطلاق النار» هناك.

من جانبها، اتّهمت موسكو تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاقات الثنائية بشأن سورية، وحمّلتها مسؤولية التصعيد الذي يشهده شمال غربي سورية منذ أسابيع، وسط استمرار الجيش السوري في التقدم ميدانياً وإدخال أنقرة قوات ومعدات عسكرية كبيرة إلى المنطقة.

ميدانياً، أعلن الجيش السوري، أمس الاثنين، استعادة السيطرة على عشرات القرى والبلدات في ريف حلب الغربي والشمالي الغربي، مؤكداً استمراره في تقدمه الميداني.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان، إنه «بخطوات مدروسة محكمة وعمليات نوعية مركزة تابع أبطال الجيش العربي السوري تقدّمهم مصممين على اقتلاع الإرهاب التكفيري من جذوره، والقضاء على القتلة الذين أرادوا مصادرة إرادة أهلنا في المنطقة واتخاذهم رهائن ودروعاً بشرية لعرقلة تقدم الجيش وتأخير القضاء على تلك التنظيمات المسلحة المصنفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي».

وأضاف البيان أن «بواسل جيشنا تمكنوا من تنفيذ المهام الموكلة إليهم بكفاءة عالية، وبزمن قياسي استعيدت السيطرة التامة على عشرات القرى والبلدات في ريف حلب الغربي والشمالي الغربي، ومنها: بلدة الشيخ علي ـ الفوج 46 ـ أورم الكبرى وأورم الصغرى ـ كفرناها ـ كفر داعل ـ كفر حمرة ـ بشنطرة ـ بابيص ـ معارة الأرتيق ـ عويجل ـ حريتان ـ حيان ـ عندان ـ بيانون ـ الليرمون، وعدد كبير من الجمعيّات السكنية والمعامل والمفارق والتلال الحاكمة، إضافة إلى فتح معبري (ميزنار ومجيرز) في الريف الغربي لحلب ومدينة سراقب لتأمين خروج المواطنين المدنيين بسلام ووضع نهاية لكابوس الإرهاب التكفيري الذي كان مخيماً عليهم طيلة السنوات الماضية».

وختم بيان الجيش السوري بالإشارة إلى أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وإذ تعلن عن تحرير هذه المساحات الجديدة، فإنها تؤكد استمرار الجيش في تقدمه الميداني، وإصراره على متابعة مهامه في القضاء على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت على امتداد الجغرافيا السورية».

ويواصل الجيش السوري تقدمه بمحاذاة طريق (حلبدارة عزةمعبر باب الهوى/ 62)، منتزعاً بلدات «بسرطون» و»السلوم» في ريف حلب الغربي، بعد معارك عنيفة مع المسلحين.

كما واصلت وحدات الجيش عمليتها على جبهة عريضة شمال وجنوب مدينتي «الأتارب» و»دارة عزة» على التوالي، بمحاذاة الطريق السريع (62)، وأسفرت عن تطهير بلدات «السلوم» و»بسرطون» و»المعري» بريف حلب الغربي والجنوبي الغربي.

وأوضح مصدر مطلع أن وحدات الجيش طهرت بلدة «السلوم»، آخر البلدات التي تفصلها عن مدينة «دارة عزة» عبر طريق (62)، لتصل بذلك إلى مسافة 7 كم من المدينة الاستراتيجية في منطقة «جبال سمعان» إلى الشمال الشرقي من معبر (باب الهوى) الحدودي مع تركيا.

وتقع بلدة «السلوم» إلى الشمال من مدينة الآتارب بريف حلب الجنوبي الغربي، وتتيح السيطرة عليها إشرافاً نارياً على بلدة «تفاد» التي تتمتع بحيوية جغرافية لكونها تقاطع طرق إمداد التنظيمات الإرهابية في المنطقة.

ويشير مسار العملية العسكرية للجيش السوري إلى احتمال نيّته التقدم نحو مدينة «دارة عزة» بموقعها الاستراتيجي على بعد 10 كم من الحدود السورية التركية غرباً، بما يضع بين يديه القدرة على الفصل التام بين معاقل «جبهة النصرة» وحلفائها على امتداد الشريط الحدودي بين سورية وتركيا من خلال عزل محافظة إدلب وريفها عن محافظة حلب وريفها الشمالي والشمالي الغربي المتاخم للحدود التركية.

وبيّن المصدر أن العملية العسكرية تحتمل أيضاً ذهاب الجيش السوري إلى إطباق الطوق حول مدينة «الآتارب»، وهو ما لا يقلّ أهمية عن الهدف المحتمل الأول، إذ إن نجاحه بذلك يعني أيضاً المضي نحو المزيد من عزل إدلب، عاصمة تنظيم القاعدة في بلاد الشام عن محيطها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى