حديث الجمعة

ذاكرة من ورق

 

في الحب فقط!

نترك وجهنا للريح لتغير اتجاهاتنا كيفما تشاء

وتعيد لنا ملامحنا هزيلةً جداً كذاكرةٍ من ورق..

نطعم قلوبنا لطيور الحقل

ونُقتل بنشوةٍ في رحم القصائد..

ولذلك أيضاً يا صديقي ينمو العشب بارداً

بارداً جداً كرعشة الليل على صدري كل مساء..

يدّخرني لحزن الشتاء وصمت الأشجار

ينذرني صلاةً على زرقة ثوب العذراء

بين كفيّ أمي..

أمي التي لم تكن تعلم

كيف تتكاثر الندب على جسدي

كلما نذرتني للحب على هياكل الله..

كانت تصمت

وتعلقني جرساً آخر

يُقرع طويلاً على مآذن الخذلان.

فقط لأننا سقطنا هناك معاً

على جثة الحرب تسمّرنا

ومن بين تشققات الأرض ولدنا

كذاك الضلع اللعين الذي خلقنا منه..

كان علينا أن نركض على كل تلك المساحات الحمراء

قبل أن تبتلعنا المدينة إلى جوفها المسكون

بأشباح القتلى والدماء..

لنضحك كثيراً يا صديقي

ونُقتلع من جذورنا كما تُقتلع

هذه السطور من هذيان الليل الطويل..

كقصة هذا المطر الذي لم يتساقط يوماً كما الآن

فكلما اقترب صوتك

غرقت نوافذي وتبللتْ حتى أطراف أصابعي

بشهية الموت والفناء..

  ريم بندك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى