أولى

«كورونا» وإدارة أزمة نهاية أميركا…

د. جمال زهران*

 

على خلفية الانتشار الجغرافيّ لفيروس (كورونا ـ كوفيد 19) يبدو أنّ أميركا في عهد ترامب المتغطرس تجهّز كفنها بأيديها إعلاناً بنهاية القوة العظمى التي دخلت مرحلة «الموت السريريّ».

فوفقاً للمتابعة الدقيقة الظاهرة لما يجري على الساحة العالمية بسبب فيروس كورونا، فوجئنا بالإعلان الأميركي وفي مؤتمر صحافي لرئيسها (ترامب)، عن فرض حالة الطوارئ في عموم الولايات المتحدة الأميركية، مع تفويض كلّ حكام (عمد) الولايات الأميركية الخمسين باتخاذ ما يرونه مناسباً لحماية الشعب الأميركي من مخاطر فيروس كورونا! كما طالب بتخصيص 50 مليار دولار، من الميزانية الاتحادية وميزانيات الولايات لمواجهة مخاطر هذا الفيروس اللعين!

ولذلك على أميركا أن تجيب بوضوح على الوقائع التالية:

1-      لماذا تصرّ على استمرار العقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادي الشامل على إيران، رغم تعرّضها لوباء كورونا؟ أين الأبعاد الإنسانية؟!

2-      لماذا تُصرّ على فرض عقوبات على عدد من الدول في مقدمتها جنوب أفريقيا، لأنها ألغت الحصار والعقوبات على إيران، التي وجدت في استمرارها جريمة ضدّ الإنسانية؟

3-      أليس في الإيعاز للسعوديةرأس الرجعية العربية كما قال الزعيم جمال عبد الناصر بزيادة إنتاج البترول ومعها عدد من دول الخليج، للإضرار العمديّ بإيران، وبجوار ذلك روسيا الداعمة لإيران، حتى وصل سعر البرميل إلى 30 دولاراً، ويصرّح محمد بن سلمانالقاتلبأنه لن يتراجع عن زيادة الإنتاج حتى وصل إلى (20) دولاراً؟! أليس ذلك جريمة حرب؟!

4-      لماذا تصرّ أميركا على عدم تقديم مساعدات عاجلة من البنك الدولي والصندوق، لإيران ودول أخرى مثل فنزويلا، لمواجهة الوباء اللعين لفيروس كورونا؟!

5-      لماذا تصرّ أميركا الإمبريالية ورئيسها المتغطرس، على عدم مساعدة إيطاليا، على مواجهة وباء كورونا، رغم أنها دولة أوروبية وحليفة للولايات المتحدة؟! أليس بسبب عقد إيطاليا اتفاقيات مع دولة الصين بمليارات الدولارات؟!

6-      لماذا تتهرّب أميركا، من الردّ على اتهامات الصين المباشرة التي وردت على لسان المتحدّث الرسمي للحكومة، وكذلك اتهامات روسيا على لسان وزير الدفاع، بأنّ الفيروس مصنّع لدى الولايات المتحدة التي صدّرته مباشرة إلى الصين وغيرها؟!

أليس في الوقائع الست السابقة ما يؤكد ضلوع أميركا ورئيسها ترامب في ارتكاب هذه الجريمة ضد الإنسانية، وعليه تجب محاسبته أمام المحكمة الجنائية الدولية بهذه التهمة؟! مثله مثل كارافيتش الصربيّ الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية؟!

كما أنّ نشر موضوع فيروس كورونا في مجلة سيدتيالصادرة عن إحدى دول الخليج العربية، وهي مجلة الأسرة العربية، عدد (684)، السنة (32)، لعام 2013، وعلى الغلاف الخارجي عنوان ضخم (كلّ شيء عن الفيروس المتحوّر (كورونا)، بتصريحات د. أحمدي خاطر، ويتضمّن التقرير معلومات خطيرة، أنه يقضي على 30% من الحالات المصابة، ولم يتوفر له آنذاك، اللقاح الخاص ووسائل الوقاية من هذا الفيروس اللعين، وعلى صفحتين كاملتين (122-123).

أليس هذا دليلاً على أنّ الفيروس كان محلّ دراسة لتخليقه من سنوات عدة، حتى جاء المتغطرس ترامب وأجهزته المخابراتية التي ترتكب الحماقات في كل أنحاء العالم، لينتجه ويصدّره للصين (في إطار الصراع الاقتصادي معها)، ولإيران (لأنها العدو لأميركا والمشروع الصهيوني)، ولمجاملة رأس الرجعية العربية (السعودية)، ويصدّره لإيطاليا التي تجرأت وعقدت اتفاقيات مع الصين ولا بدّ من معاقبتها؟! ولو لم يكن جيش ترامب موجوداً في العراق وفي جزء محدود من أراضي سورية، لصدّر الفيروس إليهما أيضاً!

وهنا يتساءل البعض، وهل معقول أن تنتج أميركا هذا الفيروس وتصدّره إلى الخارج باعتباره أداة سياسية لتصفية الحسابات السياسية والاقتصادية، ثم تعلن أنّ الفيروس قد وصل أميركا، ويعلن ترامب تطبيق الطوارئ على كلّ أنحاء أميركا، ويعلن رسمياً عن إصابات تجاوزت الـ (10) آلاف مصاب، ومقتل أكثر من (150) حتى تاريخ 20 آذار/ مارس 2020؟! نعم، معقول ما يفعله هذا «الترامب»، فهو يريد أن يبعد عن نفسه الشبهات بإنتاج وتصدير هذا الفيروس، لأنه عمل ضدّ الإنسانية لو ثبت، فلن يفلت من العقاب، لأنه بذلك سمح ببدء حرب جرثومية يتفاداها كلّ عاقل. وأنا على ثقة أنّ أميركا التي صنعت الفيروس وصدّرته، لديها العلاج الذي ستعلن عنه بعد أكاذيب انتشار العدوى الفيروسي الذي سمّاه ترامب، بالفيروس الصيني (تبجّحاً)، في أميركا كلها، ثم يقوم بتصديره للعالم ويجني المليارات، بعد أن يكون قد دمّر اقتصادات غالبية دول العالم.

وليس بغريب، أنّ مَن ارتكب جرائم هدم برجي التجارة في 2001، وهي أجهزة المخابرات الأميركية، وأثارت الفزع الأميركي تحت وهم إرهاب تنظيم القاعدة «الإسلامي»، وهو تنظيم من صنع المخابرات الأميركية، وبعده داعش وأخواته! ألا يرتكب مثل هذه الجريمة ضدّ الإنسانية بإنتاج وتصدير فيروس (كورونا ـ كوفيد 19). ولا يمكن أن يصدق ما يفعله ترامب حالياً، بإثارة الفزع في كلّ أنحاء أميركا، كأنّ ذلك حقيقة، إنه الكذب والخداع الذي لا يصدر إلا عن متغطرس إمبريالي، وذلك هو الجديد.

وخلاصة القول، إنّ أميركا في عهد ترامب، وصلت إلى مرحلة النهاية وأن هذا المتغطرس يدير مشهد النهاية بالانسحابات المتتالية وجريمة فيروس كورونا.

 

*أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والأمين العام المساعد للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومةورئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى