يوم القدس العالمي… الهوية الثقافية واحتدام الصراع
} حمزة البشتاوي
يأخذ يوم القدس العالمي طابع التذكير لكلّ الأحرار في العالم بالقدس الجريحة ومقدّساتها وزيتونها وإنسانها المتألق بالثبات والصمود. والهدف من التذكير ليس الوقوف عند حدّ الشعارات والهتافات بل تحقيق أوسع مشاركة عالمية من أجل القدس كما جرى عام 2019 حيث أحيت 250 مدينة في 46 دولة في العالم يوم القدس العالمي بمسيرات تضامنية مع فلسطين والمقاومة.
هذا العام يحمل إحياء يوم القدس خاصية التجدّد والإبداع ودخول الفضاء الإفتراضي من خلال ندوات وأنشطة ثقافية متنوعة.
وأما في القدس وفي يومها العظيم فإنّ الحضور الأبرز سيكون للمسيرات والمواجهات المباشرة مع المحتلّ وخاصة في قلقيلية ومخيم قلنديا وبلدة كفر عقب والعيسوية ومخيم شعفاط وبلدة أبو ديس وحي سلوان حيث يستعدّ جيش الإحتلال معززاً بعناصر أكثر تطرفاً مما يُعرف بـ (جماعات الهيكل) لمنع إحياء يوم القدس العالمي ممهّداً لذلك بحملة اعتقالات واسعة وتقارير أمنية «إسرائيلية» تتحدث عن أنّ منع أيّ فعالية بمناسبة يوم القدس العالمي هذا العام تشكل إمتحاناً كبيراً لجيش الإحتلال وحكومته التي روّجت لنجاحات كبرى على صعيد التطبيع مع عدد من الأنظمة العربية والتي تمنع أيضاً إحياء مراسم يوم القدس العالمي.
ويتزامن إحياء يوم القدس هذا العام مع حراك ثقافي للشباب الفلسطيني المقاوم الذي يعلي صوته قائلاً: سنبقى على درب الشهداء وإنّ ثقافتنا وهويتنا لا تهوّد ولا تقسّم، ويأخذ من يوم القدس استراتيجية مقاومة تعطي الدافع لتصعيد المواجهة مع المحتلّ، ويؤكد بأنّ القدس لن تكون بقعة تنهشها أنياب الذئاب بل إنها وبجدارة مبناها ومعناها تجدّد حضورها على سلّم أولويات الصراع ما بين قوى الحق والباطل وفي المعركة الثقافية المحتدمة مع الاحتلال وسعيه إلى نفي الوجود الفلسطيني في القدس وتفريغ الأرض من أصحابها وسلب الذات الفلسطينية هويتها وحقها في الوجود.
ولكن القدس التي تستحق التضحية والفداء ستبقى تحرك الوجدان والضمير الإنساني وتحفز الفكر وتستنهض الفاعلية في الصراع مع الاحتلال بكافة الأشكال والوسائل لتحقيق الهدف الأسمى وتحرّر القدس عاصمة درب الشهداء والحرية وكلّ فلسطين.
*كاتب وإعلامي