الوطن

تواصل الاحتجاجات على الأوضاع الحياتية المتدهورة و«الجوع الكافر» يدفع بشابين إلى الانتحار ‏

 

عادت عمليات الانتحار بسبب الضائقة المالية والمعيشية إلى الواجهة بعد انتحار شخصين أمس لهذا السبب في بيروت ووادي الزينة.

فقد أقدم الشاب  محمد علي الهق على إطلاق النار على نفسه، قرب أحد المقاهي في شارع الحمراء، وسط حال من الذهول لدى المارة.

وأفادت شاهدة عيان أن «الوضع كان طبيعيّاً قبل أن يسمع صوت إطلاق نار ويسقط الشاب أرضاً، من دون معرفة الأسباب»، مشيرةً إلى أن الشاب كان قد صرخ: « لبنان حر مستقل» قبل أن يطلق النار على نفسه.

ووُجد إلى جانبه سجل عدلي له يفسد بأن لا حكم عليه،  وعلى صدره ورقة كُتب عليها «أنا مش كافر بس الجوع كافر». وعلى الفور، حضرت القوى الأمنية، وباشرت التحقيقات.

وتجمّع عدد من المحتجين في شارع الحمراء في مكان وقوع الحادث. وسجل الحاضرون غضباً شديداً جراء ما حصل، مبدين أسفهم «للحال التي بلغتها البلاد، خصوصاً لجهة الأوضاع المعيشية السيئة التي لامثيل لها في تاريخ لبنان» على ما قالوا.

وعمد البعض إلى افتراش الأرض وقطع الطريق، رافعين لافتات تحمّل الطبقة السياسية مسؤولية إقدام الهق على الانتحار، رافضين ما يشاع عن أنه يعاني من اضطراب نفسي.

وفي وادي الزينة عُثر على الشاب سامر حبلي مشنوقاً في منزله وهو متزوج ولديه ولدان ويعمل سائق «فان».

ونفّذ سائقو الباصات والفانات والسيارات العمومية اعتصاماً في موقف ساحة النجمة في مدينة صيدا، حداداً على زميلهم حبلي. وتحدث محمد عجمي عمّا آلت اليه اوضاعهم المعيشية والاقتصادية، محملاً «المسؤولين مصير حبلي الذي انهى حياته لعجزه عن توفير علاج زوجته والغذاء لطفلته الصغيرة، وانهم خسروا زميلاً يشهد له بنظافة سمعته واحترامه بين أصحابه وأصدقائه».

وشرح السائق هشام سليمان معاناتهم لجهة حصولهم على تعويضاتهم، وقال «سنبدأ اليوم بثورة الشهيد الذي انتحر نتيجة وضعه المعيشي وكلنا كنا حذرنا السياسيين منذ دخول كورونا إلينا ألاّ يوصلونا إلى مرحلة ننتحر أو نقتل أولادنا، وها قد وصلنا إليها فلينظر إلينا رئيس الحكومة وليسأل عن تعويضاتنا ومستحقاتنا وليفتح الملفات».

وأعلن أنه بدءاً من صباح اليوم «سيكون إضراب مفتوح للميني باص والباص والتاكسيات ذات اللوحات العمومية لن تعمل حتى تلبية مطالبنا. نحن واجهة البلد واعتصامنا سلمي وتحت سقف القانون».

في الأثناء، تواصلت الاحتجاجات الشعبية على الأوضاع المعيشية والحياتية المتدهورة، ففي العاصمة، قطع محتجون الطريق أمام وزارة الداخلية في الصنائع بشكل كامل بعد الظهر، بعدما كانوا قطعوها جزئياً قبل الظهر.

كما قطع شبان طريق كورنيش المزرعة بالاتجاهين امام جامع عبد الناصر، حيث وأضرموا النيران في مستوعبات النفايات. وأفادت غرفة التحكم المروري عن قطع السير في محلة البربير بالاتجاهين.

وفي الشمال، قطع محتجون من أهالي مخيم البداوي الشارع العام إحتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، وبسبب التقنين الحاصل من قبل أصحاب المولدات الخاصة، ورفضاً لبرنامج التقنين الذي تم الإتفاق عليه في الإجتماع الذي عقد في مقر اللجنة الشعبية في المخيم لأصحاب مولدات الكهرباء الخاصة مع الفصائل واللجنة الشعبية، والذي يتناسب مع وقت توزيع المياه في المخيم.

وفي طرابلس، تجمّع عدد من الناشطين في ساحة التل ورفعوا الاعلام اللبنانية ولافتات كتب عليها «ما اضيق العيش لولا فسحة الثورة»، «الفتنة طائفية ثورتنا لبنانية وسلمية». ثم خرجوا بمسيرة راجلة جابت شوارع المدينة تحت عنوان «رفضاً للطبقة السياسية التي أوصلتنا إلى الانهيار الإقتصادي»، ورددوا هتافات تندد بالفساد والمسؤولين.

وفي بعلبك،  نصب محتجون خيمتين قرب مدخل مبنى المحافظة، إحتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية، وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وسط إجراءات أمنية اتخذها الجيش. ورفع المحتجون الأعلام اللبنانية، مرددين هتافات تطالب بـ «محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة».

أما في صيدا فقد ركن عدد من المحتجين في ساحة إيليا سياراتهم وسط الطريق وافترش عدد منهم الأرض، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر الدولار ودعوا الى التحرك والنزول الى الشارع.

ولفت أحد المحتجين إلى أن «الوضع لم يعد يطاق فأموال الناس وودائعهم محتجزة بالبنوك وهناك أكثر من سعر صرف فيما سعر الصرف في السوق السوداء متفلت ولا توجد حلول»، مستغرباً صمت الناس وعدم تحركهم للتغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى