الوطن

فاجعة بيروت المؤلمة لن تطال صمودنا وصبرنا والجريمة الأولى إبقاء الشحنة لسنوات في المرفأ

} عمر عبد القادر غندور*

عيب على بعض الإعلام ان يتعامل مع فاجعة مرفأ بيروت وكأنها أداة للاستثمار السياسي الرخيص، وتصوير الوقائع على غير حقيقتها، تارة انّ المواد المتفجرة تعود لأحد الأحزاب، وتارة أنّ جسماً خفياً طائراً هو الذي فجر شحنة نيترات الأمونيوم، وتارة أنّ «إسرائيل» هي التي فجرت الشحنة ونقل المعركة من سورية الى لبنان، وغير ذلك من إسفاف هذا الإعلام الحاقد!

هذا الإعلام الرخيص استغلّ آلام الناس وراح يشيع «خبريات» من ضمن حرب تخويف واضطراب يريدها العدو «الإسرائيلي»، بينما التزم المسؤولون بعدم الخوض في التفاصيل بانتظار ما يتوصل اليه التحقيق، ودعت المراجع السياسية إلى مساعدة المنكوبين وإيوائهم والترحّم على الضحايا والشفاء للمصابين.

وحول أسباب هذه الفاجعة، لا يقبل العقل بوجود هذه الشحنة الضخمة من نيترات الأمونيوم منذ سنوات في العنبر رقم 12 دون أدنى حماية وتحصين، وهو ما كان يتوجب نقلها الى خارج العاصمة ووضعها في حفرة يعرف الجيش كيف يتقي شرها، ولكن هذا لم يحصل، ولعلّ المجلس الأعلى للدفاع قدّر حجم المسؤولية، وأكد الإصرار على محاسبة من يثبت تقصيره.

وفي هذا المجال لا يجوز التستر وتضييع المسؤول ووحمايته وكأنّ شيئاً لم يكن…!

وقد نشرت أمس وثيقة وجهها مدير عام الجمارك بدري ضاهر عام 2017 عبر كتاب الى قاضي الأمور المستعجلة طلب فيها تحديد مصير شحنة نيترات الأمونيوم الموجودة في أحد عنابر مرفأ بيروت. كما رغبنا إلى الوكالة البحرية المعنية بإعادة تصدير كمية نيترات الأمونيوم التي أفرغتها الباخرة  H O S U S عملاً بقراركم المشار إليه في المرجع.

هذا وقيل انّ الشحنة التي انفجرت جاءت من جورجيا وكانت وجهتها موزامبيق، الا انّ الباخرة تمّ توقيفها في مرفأ بيروت بسبب مشاكل ميكانيكية فيها، وقد تخلى عنها أصحابها وعن حمولتها.

ومع مرور هذه المعلومات يجدر بكلّ من يتعاطى الشأن الإعلامي ان يتريّث وينتظر نتائج التحقيق، وأمامه أكثر من طرف للتوسع فيه.

أما أولئك الذين يستثمرون في دماء الناس وإشاعة البلبلة واليأس تنفيذاً لأجندات مشبوهة، فلا بدّ ان يجنوا ما تكسبه أيديهم

 

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى