ثقافة وفنون

قَفَصُ الحُرّيَّة*

 

} عناية أخضر

صَمْتٌ مَزَّقَ قَلْبي والشِّفَاهُ مُطْبَقَةٌ والآهُ حَبيسَةٌ بينَ الضُّلوع..

وأَقِفُ وَقْفَةَ النَّاعِي كِبرياءَهُ المَنْحُور تَحتَ عَجَلاتِ السُّفور ..

فِي دَاخِلي أنينُ طِفْلَتي التَّائهَةِ في أنْحَاءِ أرجائي تَتَوَسَّلُنِي العُبُور ..

وصَوتي المَخنوقُ خَلْفَ سَتَائر المُوضَةِ بَحَّتهُ جَمَراتُ الدُّمُوع..

وأنهضُ بِهَامَتي المُثْقَلَةِ بِأَعباءِ الحَياة ..

على وَجْهِي إبتِسامَةٌ جامِدَةٌ

جثْمَانُها مَطْرُوحٌ على شِفَاهِيَ الظَّمْأَى..

المُتَفَسِّخَةُ عَطَشَاً لِرَيِّ طَهور ..

أُلَمْلِمُ بَقايَا أشلائيَ المُبَعثَرَةِ .. أتَأبَّطُ جِرَاحَاتي المُعَثَّرَةِ ..

االمُتَنَاثِرَةِ على عَتَبَاتِ العُصُور ..

أمْسَــحُ الحُــزْنَ عن مِرآةٍ أصدَأَهَا الفُجُور ..

مِرآتِيَ المَسجُونَة في قِلاعِ النَّفي مَقهورَةٌ يُثْقِلُها الخُضُوع ..

فَسَوطُ الحَضَارُةِ لاذِعٌ ..

والرَّاعي جَزَّارٌ ..

والحَقْلُ مَكْشوفٌ تَكفُرُ فِيهِ البُذور ..

ومَالِجُ الحَصَّادِ صُنْع حَضَارَةٍ عَمْياء يَترُكُ حُطَامَ الأرضِ وَيَقْتَلِعُ الجُذُور ..

وأصرُخُ بِصَمتي القاتِلُ ..

حُرِّيَّتي ..

حُرِّيّتي ..

حُرِّيَّتي ..

ولاَ مِكَان لِصُرَاخَاتِي ..

فَجَسَدِي العَارِي اَصَمَّهُ ثَوبُ الغُرور .

 

*من كتاب ( نَصائِح إمرأة في آذان الرِّجال).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى